27 أبريل 1994م غدر نظام صنعاء اليمني بعهد وميثاق “الوحدة” وإعلان الحرب على الجنوب

كتب – د/ امين الغزالي :

يمثل يوم السابع والعشرين من ابريل يوم مشؤم عند أبناء الجنوب  الذين يرون أن هذا اليوم كان يوم إعلان الحرب على الجنوب بعد خطاب علي عبدالله صالح ،

الشهير في ميدان السبعين في صنعاء  1994م .

كان يوم السابع والعشرين من ابريل عام 1994م أول فصل من فصول انفجار الموقف العسكري بين قوات الشمال والجنوب والذي انفجر بعد ساعات قليلة من خطاب صالح في ميدان السبعين .

ألقى صالح خطاباً وصف بالتحريضي في 27 ابريل 1994 بمناسبة مرور عام على إجراء أول انتخابات برلمانية موحدة ، حيث دعا إلى الوقوف بالمرصاد لمن أسماهم بـ ( القوى المعادية للوحدة والعناصر الانفصالية ) ، كما قال : (( إن شعبنا اليمني سيضع حداً لأولئك الذين يتسكعون على أبواب بعض العواصم ليستلموا مالاً مدنساً من أجل إجهاض الوحدة )) ، متهماً من لم يسمهم بأنهم يتسلمون تلك الأموال لشراء البنادق والأسلحة وإيداع الأموال المتبقية في حاسابات خاصة في البنوك الخارجية لمصلحة شخصيات تسعى من أجل الانفصال .

شن صالح في خطابه من ميدان السبعين هجوماً عنيفاً على شريكه في تحقيق الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني وطالب نائبه علي سالم البيض الذي كان قد رفض تأدية اليمين الدستورية بعد انتخابات 93 بضرورة احترام الهيئات التشريعية ، وما هي الا ساعات حتى انفجر الموقف العسكري في منطقة عمران .

في ذاك الوقت نقلت وسائل الإعلام الحكومية الموالية لصالح تصريحاً كاذب لمصدر مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء، أنه عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً، اقتحم ضابط سابق بالقوات المسلحة، يدعى / يحيى داحش عليان، وهو عضو في الحزب الاشتراكي، وسبق طرده من القوات المسلحة لقيامه بأعمال تخريبية،تضر بأمن الوطن ، واستقراره، معسكر عمران، الذي يتمركز فيه كل من اللواء الثالث المدرع الجنوبي، واللواء الأول المدرع الشمالي، بمساندة مجاميع مسلحة،ومستخدماً عشر سيارات مجهزة برشاشات متنوعة. وأطلقوا النيران على أفراد اللواء الأول المدرع “الشمالي”، أثناء تناولهم طعام الغذاء، مما تسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وسقوط عشرات الشهداء والضحايا الأبرياء. طبعاً هذا البيان كان بيان كاذب جملة وتفصيل ..

وبعد الحرب الغاشمة في عمران على اللواء الجنوبي  الثالث مدرع ،صدر بيان لوزارة الدفاع في عدن، اتهم الأسرة الحاكمة في صنعاء، تدعمها القوى الأصولية المتطرفة، المتحالفة معها، بتفجير الموقف عسكرياً، في منطقة عمران “60 كم شمال صنعاء”، واتهام القيادة الشمالية، بالإيعاز لقوات الفرقة الأولى المدرعة الشمالية ،بقيادة علي محسن لحمر  بشن هجوم غادر، على اللواء الثالث المدرع الجنوبي، والمتمركز في عمران منذ إعلان الوحدة في 22 مايو 1990 .

 وقال البيان : “إن المعركة شديدة للغاية ونتائجها مؤسفة”، وأن “الحزب الاشتراكي يحمّل الرئيس علي عبدالله صالح شخصياً، وأفراد أسرته، الذين يحتلون مناصب رفيعة في القوات المسلحة، المسؤولية عن عواقب هذا الهجوم، الذي تزامن مع زيارة اللجنة العسكرية، المكلفة بمنع الاحتكاك بين الشماليين، والجنوبيين، لمعسكر عمران، بمرافقة الملحقين العسكريين الأمريكي والفرنسي.

وأضاف المصدر، أن المواجهات التي وقعت في عمران، جاءت بعد قيام رئيس الدولة علي عبدالله صالح، بإلقاء خطاب عنيف أتهم فيه الجنوبيين بالعمل على التقسيم، والذي اعتبرته مصادر الحزب الاشتراكي بياناً للحرب، ضدها.

وأضاف البيان، أن الهجوم يأتي تنفيذاً لخطة الأسرة العسكرية الحاكمة في صنعاء، والرامية إلى جر البلاد إلى حرب أهلية، يكون من نتائجها تعريض وحدة البلاد إلى الخطر، وتمزيقها، مشيراً إلى أن “هذا العمل يأتي أيضاً تتويجاً لسلسة من التفجيرات العسكرية والأمنية، التي دأبت على القيام بها منذ وقت طويل، واستهدفت قيادة الحزب الاشتراكي اليمني وكوادره”.

وفي اليوم التالي للاشتباكات الموافق 28 ابريل 1994م استؤنفت الاشتباكات بشكل عنيف بين قوات اللواء الثالث المدرع الجنوبي وبين اللواء الأول المدرع شمالي بقيادة القشيبي ما نتج عنه سقوط أكثر من مائة قتيل ومائتي جريح حسب ما تم تداوله حينها .

تدخلت حينها الولايات المتحدة الأمريكية بمبادرة لوقف إطلاق النار بين اللواءين الشمالي والجنوبي في عمران ووافق الحزب الاشتراكي على المبادرة ، إلا ان الاشتباكات تجددت في اليوم الثالث 29 ابريل ، حيث صرح متحدث عسكري جنوبي في عدن، أنه عقب هدوء، لم يستمر سوى ساعات، بعد توقف القتال في عمران، استؤنف القتال في الساعة الواحدة والنصف صباح اليوم ( 29 ابريل 1994 ) ، في هجمات شرسة، شنها لواءان من الحرس الجمهوري، ولواء أمن مركزي، ولواء العروبة، الذي نُقل من صعده، على جناح السرعة، لتعزيز قدرات القوات الشمالية

في عمران، إلى جانب بعض القبائل المساندة لها، بهدف إبادة من تبقى من أفراد اللواء المدرع الجنوبي، التي لجأت إلى الجبال. وأكد المتحدث، أن الوحدات الجنوبية، تدعمها قبائل بكيل وأهالي منطقة عمران، تتصدى للهجوم ببسالة. ثم خفت حدة الهجوم نسبياً، بعد أن سقط عدد غير محدد، من الجرحى والقتلى.

وأفادت المصادر نفسها، أن قيادة اللواء الثالث المدرع الجنوبي، استعادت الاتصال، مع وزارة الدفاع في عدن، على الرغم من أن اللواء الثلث يتعرض لحصار شديد من جميع الجهات وقطع عنه خطوط الإمداد والمؤن والذخائر والادوية وكل المستلزمات ، منذوا نقل اللواء من عدن الى عمران في عام 1990 م بداية اعلان الوحده .

بعد حرب عمران ، أعلن علي عبدالله بالهجوم على اللواء الجنوبي المرابط في ذمار  لواء باصهيب ، الذي كان  قائدة آنذاك العميد/ ثابت جواس رحمة الله علية

أصبح الوضع بشكل عام خارج السيطره بعد شن قوات علي عبدالله صالح  الحرب واعلانة الهجوم على جميع القوات الجنوبيه المرابطة في الشمال ، وزحف القوات باتجاه الجنوب ، بمسانده القبائل الشمالية بقيادة الشيخ القبلي / عبدالله بن حسين الاحمر ، وحزب الأخوان المسلمين بقيادة / عبدالمجيد الزنداني ، الديلمي  ، وأعلام الجهاد على ابناء الجنوب أرض ً وانسان واصدار فتواهم الذي تحلل دماء الجنوبين وقتلهم ونهب وسلب كل ما يملكون من أرض ومال وثروات …

شاركة كل احزاب الشمال وقبائله في غزو الجنوب ونهب ثرواته ، وتقاسمها تدمير مؤسسات دولة الجنوب ونهب الأراضي تشريد كوادر الجنوب حرمان ابناء الجنوب من دخول الكليات العسكريه  والمنح الدراسية الخارجيه وإقصاء كوادره في جميع شت مجالات الحياه .

وتطبيق سياسة خليك في البيت واغتيال المعارضين وفرض احتلال بقوة السلاح واستخدام الرصاص الحي على المظاهرات السلميه والمطالبه بالحقوق ورفع الظلم .

واستمرت حرب صيف 1994 حتى السابع من يوليو 1994م في حين لا يزال المجتمع الجنوبي يعاني من آثار هذه الحرب إلى يومنا هذا  .

#غزو_الشمال_للجنوب#

27 أبريل 2024م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى