تفاصيل مقتل قيادي في “حزب الله” العراقي بضربة أميركية

أكدت كتائب حزب الله العراقي مقتل القيادي وسام محمد صابر (الشهير بأبو باقر الساعدي) في قصف أميركي في العاصمة بغداد، فيما توعدت حركة النجباء “بالثأر” من الولايات المتحدة قائلة إنه سيصبح قضيتها الأولى من الآن فصاعداً.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، مساء أمس الأربعاء، تنفيذ ضربة في العراق أسفرت عن مقتل قيادي بكتائب حزب الله، في حين أعلن رئيس خلية الإعلام الأمني العراقية، أن الهجوم الأميركي على سيارة للحشد الشعبي “عدوان” يقوض كل التفاهمات بين الجانبين ويجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة.

وقالت القيادة المركزية في بيان، إن القيادي بالكتائب الذي قتل في الهجوم “مسؤول عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة”.

وأكدت القيادة أن واشنطن “ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا ولن نتردد في محاسبة كل من يهدد سلامة قواتنا”، مشيرة إلى عدم وجود أي مؤشرات على وقوع أضرار جانبية أو خسائر في صفوف المدنيين.

وذكرت شبكة تلفزيون “سي بي إس نيوز” CBS News، الأميركية نقلا عن مسؤول أميركي قوله، إن الهجوم تم بطائرة مسيرة.

وفي بغداد، أكد مصدر في الفصائل المسلحة بالعراق لـ”وكالة أنباء العالم العربي”، مقتل قياديين اثنين في كتائب حزب الله العراق في قصف استهدف سيارة في العاصمة بغداد.

وقال المصدر إن القتيلين هما أبو باقر الساعدي مسؤول الدعم اللوجستي في الكتائب، وأركان العلياوي مسؤول جمع المعلومات في الجماعة.

وفرضت القوات الأمنية طوقا حول السيارة المستهدفة، وقام الدفاع المدني بإخماد النيران التي اندلعت في السيارة نتيجة القصف.

وقال مراسل “وكالة أنباء العالم العربي” إن أصوات الطيران المسير سمعت في أجواء العاصمة العراقية.

وذكرت مصادر من الفصائل العراقية أن الساعدي كان يعمل في هندسة الصواريخ التابعة لكتائب حزب الله، إضافة إلى الدعم اللوجستي في الحشد الشعبي.

وعلق زعيم جماعة “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي على مقتل الساعدي قائلا إن الضربة الأميركية تمثل انتهاكا لسيادة العراق و”دليلا على الاستهانة والاستهتار الأميركي بالعراق حكومة وشعبا”.

ودعا الحكومة العراقية إلى تقديم طلب رسمي لمجلس الأمن الدولي يطالب بانسحاب فوري للقوات الأجنبية و”أن يبدأ العراق بالشروع في تنفيذ إجراءات عملية لتعزيز قدراته الدفاعية الذاتية ضد أي اعتداء خارجي”.

العراق لم يخطر قبل القصف
وقال مسؤول أميركي لشبكة “سي إن إن” CNN إن الولايات المتحدة لم تبلغ العراق بالضربة التي استهدفت القيادي بحزب الله في بغداد إلا بعيد تنفيذها.

وأضاف المسؤول: “كنا واضحين في تصريحاتنا العلنية وأحاديثنا الخاصة مع العراقيين أن الولايات المتحدة سترد على الهجوم في الوقت والمكان اللذين تختارهما” في إشارة إلى هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة في الأردن أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.

وأوضح أنه لم يتم إخطار السلطات العراقية بالهجوم قبل شنه بسبب مخاوف أمنية عملياتية.

دعوات للتظاهر
وبعد الهجوم، قال بيان رسمي صدر عن خلية الإعلام الأمني بوزارة الداخلية العراقية، إن فريقا فنيا مختصا من الأجهزة الأمنية شرع في التحقيق في “حادث استهداف عجلة (سيارة) مدنية ضمن منطقة المشتل شرقي العاصمة بغداد”.

وذكر الإعلام الأمني أن الاستهداف أدى إلى احتراق السيارة ومقتل من بداخلها، مضيفا أن “التحقيق مستمر لمعرفة وسيلة الاستهداف”.

وفي أعقاب مقتل الساعدي والعلياوي، تجمع العشرات عند مداخل المنطقة الخضراء للتظاهر أمام السفارة الأميركية بعد دعوات من الفصائل المسلحة لأنصارها للتظاهر هناك.

وقال شهود عيان إن قوات الأمن منعت المتظاهرين من الدخول وشددت إجراءاتها الأمنية.

مستقبل التحالف
وكان العراق أعلن الشهر الماضي، بعد سلسلة من الضربات الأميركية على جماعات مسلحة عراقية مدعومة من إيران منها كتائب حزب الله، أنه اتفق مع واشنطن على تشكيل لجنة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق من أجل وضع جدول زمني لانسحاب القوات وإنهاء مهام التحالف.

ولدى الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق، بالإضافة لمئات العسكريين من دول أخرى، مهمتهم مساعدة القوات العراقية على منع عودة تنظيم داعش الذي سيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014 قبل أن يهزمه التحالف الدولي.

ويرى العراق أن وجود التحالف الدولي أصبح مصدرا لعدم الاستقرار بسبب الضربات الأميركية على الجماعات المسلحة العراقية التي تهاجم القواعد الأميركية، وهي هجمات زادت وتيرتها منذ أن بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة.

ووجهت الولايات المتحدة، يوم الجمعة، ضربات لعدة مواقع في العراق وسوريا، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن قوات الحرس الثوري الإيراني والفصائل المسلحة الموالية لإيران تستخدمها لمهاجمة القوات الأميركية. وأدت الضربات الأميركية إلى مقتل 17 بينهم مدنيون، وفقا للناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي.

وقال مصدر من الفصائل المسلحة إنه تم خلال الضربات استهداف مقرات لكتائب حزب الله العراق غرب الأنبار وعلى الحدود مع سوريا بضربات جوية.

وجاء القصف الذي شنته الولايات المتحدة يوم الجمعة بعد أيام من مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وإصابة ما لا يقل عن 40 في هجوم بطائرة مسيرة مفخخة على قوات أميركية في موقع على الحدود الأردنية السورية، وهو أول هجوم يُسقط قتلى في صفوف القوات الأميركية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى