حملة إعلامية مغرضة ضد قادة جنوبيين: من يقف خلفها وما هي تداعياتها؟

كتب / محمد علي رشيد النعماني

في الأيام الأخيرة تعرض القياديين الجنوبيين فرج البحسني وأبو زرعة المحرمي نائبي رئيس مجلس القيادة الرئاسي ونائبي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لحملة إعلامية مغرضة
تهدف إلى تشويه سمعتهما والتشكيك في دورهما في قيادة المشروع الجنوبي والتحالف مع المملكة العربية السعودية هذه الحملة استخدمت أساليب التضليل والافتراء والتشهير وانتهزت بعض المصادر والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار وتعليقات وصور مفبركة أو مختلقة تحاول إظهارهما على أنهما خونة أو عملاء أو فاسدين .

ولكن من يقف خلف هذه الحملة؟ وما هي دوافعه؟ وما هي تداعياتها على الاستقرار في الجنوب والشمال؟

من يقف خلف الحملة؟

لا شك أن هذه الحملة لا تأتي من فراغ، بل تقف خلفها قوى سياسية وعسكرية لديها مصالح متضاربة مع المشروع الجنوبي، ولا ترغب في رؤية قادة جنوبيين يشغلون مناصب رفيعة في المجلس الرئاسي. من بين هذه القوى، نجد:

حزب التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام :
هذان الحزبان يمثلان جزءًا من التحالف الذي يدعم الحكومة الشرعية، التي تخوض حرباً ضد جماعة الحوثي. لكن في نفس الوقت، يختلفان مع المجلس الانتقالي على رؤية مستقبل الجنوب، ويرفضان حق شعب الجنوب في تقرير مصيره. لذلك، يحاولان الترويج لرؤيتهما والإساءة إلى سمعة قادة جنوبيين لضمان استمرار نفوذهما وسلطتهما.
جماعة الحوثيين :
هذه الجماعة هي أخطر عدو للجنوب، فهي تسعى إلى فرض سيطرتها على كامل أراضي الجمهورية، وتهدد سلامة وسيادة الجنوب. يرون في القادة الجنوبيين خصومًا قوية لطموحاتهم، خاصة أن هؤلاء القادة لديهم خبرات عسكرية وسياسية ثرية، ولا يقبلون بأية حلول تضر بالجنوب. لذلك، تستغل هذه الجماعة هذه الحملة لتشوية صورتهم وتقويض دورهم في الحكومة الشرعية.

ما هي دوافع الحملة؟

يمكننا أن نستخلص من خلفيات وأهداف هذه القوى أن دوافع هذه الحملة هي:

ضرب استقرار وتلاحم المكونات الجنوبية :
هذه الحملة تسعى إلى إثارة الفتنة بين أبناء الجنوب، وزرع بذور التخاذل والانشقاق، وخلق شعور بالإحباط واليأس. هذا يهدف إلى تفكيك الصف الجنوبي، وإضعاف قدرته على مواجهة التحديات والتهديدات التي تحيط به.
إضعاف موقف المجلس الانتقالي في المفاوضات :
هذه الحملة تسعى إلى التشكيك في شرعية ومصداقية المجلس الانتقالي، والتشويش على رؤيته لحل أزمة الجنوب. هذا يهدف إلى تقليل نفوذ المجلس في المشاركة في عملية السلام، والضغط عليه لقبول حلول غير عادلة أو شاملة.
تقويض علاقة المجلس بالسعودية :
هذه الحملة تسعى إلى إظهار المجلس على أنه متخاصم أو معادي للسعودية، التي تدعم بشكل كبير جهود إحلال السلام في اليمن. هذا يهدف إلى تشتيت جبهة التحالف ضد الحوثي، وإثارة الشكوك في نوايا المجلس وولائه.
تأزيم المشهد في عدن :
هذه الحملة تسعى إلى إثارة التوترات والصراعات في عدن، التي تشكل عاصمة مؤقتة للحكومة. هذا يهدف إلى زعزعة استقرار المدينة، وإعاقة عملية التنمية والإصلاح .

ما هي تداعيات الحملة؟

لا شك أن هذه الحملة لها تداعيات سلبية على الاستقرار في الجنوب والشمال، فهي:
تزعزع ثقة المجتمع الدولي بالأطراف المختلفة :
هذه الحملة تظهر صورة سوداء عن المشروع الجنوبي، وتثير التساؤلات حول قابلية الأطراف للتعاون والتفاهم. هذا يؤثر على مصداقية وفعالية الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، ويقوض آفاق السلام والاستقرار في المنطقة.
تفاقم الصراعات والتوترات في الجنوب والشمال :
هذه الحملة تسهم في تصعيد المواجهات والخلافات بين الأطراف المتحاربة في الجنوب والشمال، وتزيد من حدة العنف والانتهاكات. هذا يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني والأمني في البلاد، ويهدد حياة المدنيين وحقوقهم.
تضر بمصالح ومكانة السعودية في المنطقة :
هذه الحملة تحاول إضعاف دور السعودية كقوة راعية للسلام في اليمن، وتشكك في نواياها وولائها. هذا يضر بمصالح ومكانة السعودية في المنطقة، ويعرضها للانتقادات والضغوط من قبل دول أخرى.

كيف يمكن التصدي للحملة؟

أمام هذه التحديات، يجب على جميع أبناء الجنوب أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يتصدوا لهذه الحملة بكل حزم وحكمة. بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها هي:

التوعية والتثقيف :
يجب على المجتمع الجنوبي أن يكون مستنيرًا ومطلعًا على حقائق المشروع الجنوبي، وأهدافه ورؤيته. يجب أن يكون قادراً على التفرقة بين المصادر الموثوقة والغير موثوقة، وأن يتجنب نشر أو تداول أي معلومات مغلوطة أو مضللة. كما يجب أن يكون قادراً على مواجهة هذه المعلومات بالحجج والبراهين، وألا يستسلم للانفعالات أو التشاؤم .
التضامن والتلاحم :
يجب على المجتمع الجنوبي أن يظهر تضامناً وتلاحماً مع قادته، خصوصاً فرج البحسني وأبو زرعة المحرمي، الذين يستحقان كل التقدير والإحترام يجب أن يدعمهما ويثق بهما وأن يرفض أي محاولات للنيل منهما أو الإساءة إليهما كما يجب أن يتحد معهما في الدفاع عن حقوق شعب الجنوب في تقرير مصيره وألا يسمح بأي تدخلات خارجية في شؤونه.
التعاون والتفاهم :
يجب على المجتمع الجنوبي أن يكون متعاوناً ومتفاهماً مع الأطراف الأخرى التي تشارك في عملية السلام، خصوصاً السعودية، التي تلعب دوراً حيوياً في دعم المشروع الجنوبي. يجب أن يكون متفهماً للظروف والتحديات التي تواجهها، وأن يكون متعاطفاً مع مصالحها ومكانتها. كما يجب أن يكون متعاوناً مع الحكومة الشرعية، وأن يسعى إلى حل أي خلافات بالحوار والتشاور.
إن هذه الحملة الإعلامية ضد القادة الجنوبيين هي جزء من المؤامرات والمخططات التي تستهدف المشروع الجنوبي، وتحاول إفشاله. لكن هذه الحملة لن تزيد المجتمع الجنوبي إلا قوة وصلابة، ولن تثنيه عن مواصلة نضاله من أجل حقه في الحرية والكرامة. فالقادة الجنوبيون هم رجال شرف وشجاعة، ولديهم ثقة كبيرة بشعبهم، ولا يخافون من أي تهديد أو ابتزاز. فليسقط كل من يحارب المشروع الجنوبي، وليحيا شعب الجنوب حراً مستقلاً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى