مفاهيم تزييف الحقائق

كتب: نصر هرهرة

استخدمت قوى النفوذ اليمنية في تعاملها مع الجنوب والقضية الجنوبية العادلة مفاهيم تزيف الحقائق وتشويه الحق الجنوبي، مفاهيم تحريضيه ومثيره وتؤدي للكراهية واستطاعت من خلالها التضليل على الحقائق والخداع في التعامل  والتحريض ضد الحق الجنوبي وقضيته العادلة  فاستخدمت مثلا كلمة (الانفصال) ومشتقاتها وهو لفظ يستخدم  في مختلف البلدان لوصف حركات تظهر هنا وهناك تنادي بفصل  جزء من الدولة عن الدولة ذاتها ومثل هذه المطالب لا يشجعها العالم ولا الأمم المتحدة  ويراها تتعارض مع الحفاظ على الوحدة الوطنية والسيادة الوطنية، لكن العالم يقر بحق تقرير المصير للشعوب، ويستخدم مفهوم (الانفصال) للتشويش على حق الشعوب في تقرير مصيرها بوصف الشعوب التي تنادي بحقها في تقرير مصيرها بأنها انفصاليه بينما مفهوم الانفصال يختلف كليا عن حق الشعوب في تقرير مصيرها.

وقد استخدمت قوى النفوذ اليمنية مفهوم الانفصال استخدام جائر ضد شعب الجنوب فأخذوا يطلقوا لفظ الانفصال على الجنوبيين المطالبين بالاستقلال عن صنعاء واستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمه قبل عام 90م ودخلت في وحده مع الجمهورية العربية اليمنية لكنها تعثرت وفشلت وتم ضم وإلحاق الجنوب بصنعاء بالقوة.

الحقيقة هي أن الجنوبيين يطالبون باستعادة دولتهم بعد أن فشلت الوحدة يطالبون باستقلالهم بعد ان تم ضمهم والحاقهم بالقوة في حرب دارت على حدود الدولتين وبين الجيشين  ولكن قوى النفوذ اليمنية تحاول التشويش على هذه الحقيقة فتطلق عليهم الانفصالين كما استخدمتها كتهمة لضرب الفعاليات السلمية للحراك الجنوبي وكتهمه لكل جنوبي  يطالب بحقوقه المنتهكة من قبل حكام  صنعاء  ومن اجل اخراس  أي مطالب مشروعه لهم تحت هذه التهمة وتصور مطالب الجنوبيين  للرأي العام الداخلي والخارجي في الاستقلال عن صنعاء واستعادة دولتهم  نتيجة فشل مشروع الوحدة  بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية  والجمهورية العربية اليمنية  تصورها وكأنها تجزئة لشعب واحد وكأنها دعوى عنصرية وليست مطالب مشروعه وتصور الجنوب أرض وشعب  كفرع من صنعاء أعيد إلى أصله  بينما ما تم هو ضم والحاق قسري للجنوب العربي كشعب وأرض وهوية  لم يكن يوما جزء من أي دولة يمنيه في حرب 1994م والذي انتج المطالبة بالاستقلال واستعادة الدولة

كما أن هذا المفهوم يحرض اليمنيين ضد الجنوبيين المطالبين باستعادة دولتهم وتحقر وتنتقص من تلك المطالب أمام الرأي العام الخارجي

وعلى هذا الأساس ظهرت المفاهيم التحريضية الاخرى

(الوحدة أو الموت) (الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه) (الالتزام بعدم تجزئة اليمن) وغيرها من مثل هذه المفاهيم التي هي في الحقيقة لا تنطبق على المطالبة باستعادة دولة كانت قائمه وعضوه في الامم المتحدة ومنظماتها وهيئاته تم ضمها والحاقها بالقوة في حرب شنتها قوى النفوذ الشمالية على شعب الجنوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى