الإخوان.. كابوسنا الإسلامي !


بقلم: علي ثابت القضيبي

انتهيتُ مؤخراً من قراءة كتاب “سِر المعبد.. الأسرار الخفيّة لجماعة الإخوان المسلمين” صادر عن دار نهضة مصر للنشر طبعة 2013م، ومؤلفه الإخواني السابق القانوني والمحامي المصري ثروت الخرباوي، والكتاب في 360 صفحة من القطع المتوسط، ويتعرّض لخلاصة تجربته الطويلة بالارتباط بالجماعة، وهي التي كان غلافها الخارجي بأنها دعوةٌ وحكمةٌ وسطية واعتدال، ولكن اتضح له أنّ جوهرها مُغاير تماماً.

  • من أبرز ما يشدٌ في الكتاب هو إقرار مؤلفه بالارتباط الوثيق بين الإخوان المسلمين والماسونيّة، حتّى شعار الجماعة يعتمد نفس نظام الخاموس في الماسونية، بل يقول أيضاً: (إن التنظيم الماسوني يشبهُ من حيث البناء التنظيمي جماعة الإخوان، وحتى درجات الانتماء للجماعة وجدتها واحدةٌ في التنظيمين)، بل ويشيرُ إلى أنّ مرشد الإخوان (حسن الهضيبي) كان ماسونياً، وهذا ورد في كتاب للشيخ الإسلامي الكبير محمد الغزالي، وكذلك المرشد سيد قُطب… إلخ.
  • من المُثير أيضا أنّ (النظام الخاص) للإخوان، وهذا جهازٌ أختص بالاغتيالات وتصفيات الخصوم، فإنّ أعضاء هذا الجهاز قبل التحاقهم به كانوا يؤدون القسم على طريقة الماسون، أي يِقسم اليمين على مصحفٍ ومسدّس في غرفة مُظلمةٍ وأمام قيادي مُغطّى تماماً ولا يعرفونهُ! وهذا ورد في الكتاب في اعترافات أعضاء من هذا الجهاز، أمّا الأكثر إثارة هو إشارة الكاتب إلى أن تنظيم الإخوان هو وسيلة لتكبيل الفرد بعبودية التنظيم الحديدي والانضباط الأعمى لقيادتهِ، وهذا نفس حال الأفراد العاديين من الماسون الذين لا يعرفون الأسرار العُظمى لتنظيمهم العالمي.
  • ويظهرُ بجلاء خلال الكتاب أنّ طوابير الملتحقين بالإخوان، وفي كل التنظيمات والجماعات الدينية التي خرجت من عباءتهِ (هنا الإصلاح والرشاد وحزب النهضة وغيرها من الجماعات المتدثرة بالدين) أنّ كل هؤلاء بهرتهم فكرة أنّ الجماعة هي مجرّد دعوةٌ وكلمة وسطية وحكمة… إلخ، ولكنهم لم يدركوا مطلقاً الأبعاد الخفية لتطلعاتها، أو آليات إدارة مجاميعها، أو مَن يوجهها فعلاً ويُحرك خيوطها ؟! خصوصاً إن جوهرها هو الانغلاق والحرمان من التفكير وحجب الرؤيا عن الأعضاء، ولذلك قال الكاتب: (أكتب لتميط اللثام عن السر المظلم الذي يضعونهُ في مَغاراتٍ مُعتمةٍ)، وهذا في إشارة إلى حجم الغموض الذي يكتنف هذه الجماعة وخباياها وأسرارها.
  • وأنت تجوبُ في ثنايا الكتاب يَتملّكك الذهول وأنت تُعايش حجم الزّيف الذي يغلف حياة وأداء بعض قادة هذه الجماعة، ويُذهلك مدى ارتباطهم الوثيق بتنفيذ المخططات الخارجية المستهدفة لمنطقتنا – ظهر هذا بجلاء في الأحداث الأخيرة التي تجتاح منطقتنا الشرق أوسطية – بل هُم معول الهدم الذي يضرب في جسمنا العربي والإسلامي اليوم وشرذمته إلى تجمعات دينية متناحرة، أو بالتنظيمات الإرهابية… إلخ، واللافت أن من الأسماء هنا في بلادنا، سواء في السلطة أو من كبار العسكريين أو كبار التجار (لا داعي لذكر أسماء) لهم ارتباط وثيق بهذه الجماعة، وهم من يَفتٌ في عضد مجتمعنا واقتصادنا وهدم بنيانه ومرتكزاته وإنهاكه، وكل هذا تنفيذا للمخططات الخارجية، ومتى نخلص من كل هذا؟! العلم عند الله وحده… أليس كذلك ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى