غرق «روبي مار».. الحوثي يسمم «البر والبحر» بمغامرات كارثية

عدن24| العين:

على شواطئ البحر الأحمر ترسم سفينة “روبي مار” مأساة حزينة بعد غرقها بهجوم حوثي، تاركة كارثة بيئية تهدد بتغيير ملامح الحياة في المياه.

حمولة السفينة البالغة 41 ألف طن من الأسمدة شديدة الخطورة تهدد حياة ملايين الأسماك والعوالق البحرية، تاركة وراءها بيئة بحرية تواجه مصيراً أكثر قتامة.

آثار كارثية لغرق “روبي مار”
يرى عميد مركز الدراسات البيئية وخدمة المجتمع في جامعة تعز اليمنية الدكتور خالد النجار، في حديث مع “العين الإخبارية”، أن الأسمدة المقدرة بـ41 ألف طن ستترك أثراً كارثياً يتمثل في تسمم ملايين الأسماك والعوالق البحرية.

ويضيف أن الأسمدة ستؤثر على الشبكة الغذائية للنباتات البحرية وستغير طبيعة النظام البيئي، كما أنها ستعمل على تكاثر الطحالب التي سيتسبب نموها بتشكيل غطاء فوق المياه والشعاب المرجانية ما سيحجب الضوء عنها.

ويشير النجار إلى أن الشعاب المرجانية في الواقع تعتمد على الضوء بدرجة أساسية، وحجب الطحالب الضوء والأكسجين عنها سيؤدي إلى موتها.

سفينة روبي مار

تضرر 15 جزيرة وآلاف الصيادين
وسوف تطول الكارثة خمسة عشر جزيرة يمنية، وستفقد تلك الجزر تنوعها البيولوجي، كما أنها تهدد شجر المانغروف، وستلوث نقاط المياه في المناطق الساحلية.

وتوقع الناشط والإعلامي اليمني أدونيس الدخيني أن تمتد المخاطر البيئية إلى أبعد من ذلك، لتشمل المجتمعات الساحلية التي تعتمد على الصيد كمصدر رئيسي للرزق بدرجة أساسية، حيث ستصبح شباك الصيد خاوية على عروشها مع تلوث البحر ونفوق الأسماك.

وأكد لـ”العين الإخبارية” أن فقدان الصيادين مصدر رزقهم قد يجبرهم على النزوح بشكل جماعي من هذه المناطق، مما يضع عبئاً جديداً على الحكومة اليمنية التي تفتقد للموارد المالية جراء توقف تصدير النفط بعد هجمات شنتها المليشيات على موانئ التصدير.

كارثة بيئية غير مسبوقة
وكان رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك وصف غرق السفينة بالكارثة البيئية غير المسبوقة في اليمن والمنطقة.

واعتبر بن مبارك في تغريدة على منصة إكس “غرق السفينة مأساة جديدة يدفع ثمنها الشعب اليمني جراء مغامرات مليشيات الحوثي، التي لم تكتف بإغراق اليمن في كارثة الانقلاب والحرب، وما تمخض عنها من مآس، بل صنعت كارثة إنسانية قد تمتد”.

وحمل رئيس الوزراء مليشيات الحوثي مسؤولية مغامراتها التي لم تقتصر على كارثة الانقلاب والحرب، بل تسببت أيضاً في معاناة تمتد لعشرات السنوات وتهدد حياة الأجيال القادمة.

وكانت مليشيات الحوثي قد قصفت في 18 فبراير/شباط الماضي السفينة “روبي مار” في مضيق باب المندب، مما أدى إلى تسرب نفطي بطول 18 ميلاً.

وتُعدّ هذه الكارثة البيئية تحديا هائلا يتطلب تعاونا دوليا عاجلا لإنقاذ البحر الأحمر من كارثة بيئية فعلية، وفق مراقبين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى