يجب أن يفهموا

كتب / عادل العبيدي :

يجب أن يفهموا بالتفاهمات والاتفاقيات أو بالنضال والقوة، المهم أنه يجب عليهم أن يفهموا وتستوعب عقولهم هذه الحقائق أنه لا يمكن التنازل عن أيٍّ من المكتسبات الجنوبية التي استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي تحقيقها قيد أنملة، أكانت سياسية أو عسكرية أو إدارية أو اقتصادية أو سيطرة على الأرض، وأن أبناء حضرموت قد حسموا مسألة خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من الوادي والصحراء في مليونية الخلاص،  وأن المضي نحو دولة جنوبية كاملة السيادة سيبقى هدفا جنوبيا لا يمكن الانحراف عنه، وأن استمرار النضال وتقديم التضحيات ستبقى هي طريق الجنوبيين للحفاظ على دينهم وعقيدتهم السنية ونحو الحرية والاستقلال وتحقيق مطلب فك الارتباط.

 إذا فهموا واستوعبوا هذه الحقائق جيدا وأقروا واعترفوا بها وتركوا المماطلة والمخادعة والضحك على الدقون ونقض العهود والاتفاقيات هنا يمكن لهم بسند من الجنوبيين وبسند من التحالف العربي القضاء على الحوثيين وهزيمتهم ومن ثم إعادتهم إلى صنعاء والسيطرة عليها والجلوس على حكم الجمهورية العربية اليمنية، أما إذا استمروا في خساسة عقلية 94 ونظرتهم الحاقدة على الجنوب لن يكون لهم موضع قدم لا في الشمال ولا في الجنوب وقريبًا بإذن الله سيكون زوالهم ومسحهم من على أرض الجنوب هم واتفاقياتهم ومعاهداتهم التي بها يحاولون التلاعب ببنودها وعدم تنفيذها لصالح بقاء قوات ما تسمى المنطقة العسكرية الأولى التي وبتمسكهم الشديد على بقائها في حضرموت يعتقدون أنهم سيحافظون على ما تسمى الوحدة اليمنية ولو حتى على مسمى الجمهورية اليمنية.

مخرجات مشاورات الرياض التي تمخض عنها تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي ضم في عضويته عددًا من الجنوبيين وعددًا من الشماليين هو بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي وسيلة وليست غاية بها استطاع الانتقالي إزاحة ما كانت تسمى شرعية هادي وعلي محسن التي كان الإخوان فيها هم المسيطرون الفعليون عليها والانتقال إلى مرحلة نضالية جنوبية جديدة، وهكذا حتى يستطيع الانتقالي الوصول إلى غايته وهي إعلان استعادة دولة الجنوب المستقلة، وهم أيضا – وأقصد هنا الأعضاء الشماليين في مجلس القيادة الرئاسي – يجب أن يتخذوا من الوصول إلى مجلس القيادة الرئاسي وسيلة فيها يكونون قد استطاعوا التخلص من شرعية الإخوان الذين ساعدوا وإلى حد كبير في هزيمة الشرعية اليمنية وتمكين الحوثيين من السيطرة على محافظات الشمال ومن ثم الاستفادة من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في لملمة الشتات الشمالي وتوجيه جميع قواتهم بمن فيها قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى الجبهات المحاذية للميليشيات الحوثية ومن ثم التوجه نحو تحقيق غايتهم وهي تحرير المحافظات الشمالية من قبضة الحوثيين والسيطرة عليها وإعلان استعادتهم الجمهورية العربية اليمنية المستقلة.

أما أنهم يحاولون أن يتخذوا من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي غاية في إبقاء سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى على وادي وصحراء حضرموت وتمكين ميليشيات شمالية جديدة من السيطرة على بعض مناطق الجنوب من أجل أن يحكموا الجنوب فهذا ما لا يمكن الخضوع والاستسلام له ولو بلغت مشاكل وخلافات مجلس القيادة الرئاسي عنان السماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى