لوحة ضالع الصمود و جرائم لن ينساها التاريخ .. يجسدها مخرج بالمركز القومي للسينما المصرية

عدن 24 / سها البغدادي :

 لوحة جديدة بعنوان جرائم لن ينساها التاريخ من لوحات السابق عصره الفنان أشرف كمال المخرج بالمركز القومي للسينما اللوحة بتحكى عن ثلاث أحداث هامة بمنطقة الضالع باليمن الجنوبية فكرة الصحفية سها البغدادي 

اللوحة تنقل إلى الجمهور العربي المجازر الشنيعة التى أرتكبت فى حق الجنوب و التى حزفها الضمير العربى من سطور التاريخ من أجل الحفاظ على الوحدة

وقد أصبح الأطفال والنساء هم وقود لكل المجازر التى ارتكبت فى حق الانسانية 
إنتهاكات ومجازر وخزى وعار على العرب كتبها على عبد الله صالح فى اروع فصول للجريمة فى كتاب تاريخ العرب 

●وحدة عربية إستباحت دماء الأبرياء 

فى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن حريات الإنسان وكرامته  وحقه فى العيش بسلام على أرضه فقد أغمض العالم عينيه وصم أذانه عما يحدث لأطفال ونساء الجنوب وعاصمته عدن وتناسى العالم هذه القضية التى استباحت الوحدة دماء أطفالها ونساءهاوشبابها بصمت العالم عنها منذ إندلاع حرب 94 إلى الآن .

أتساءل لماذا صمت العالم عن أهم وأخطر قضية إنسانية سطرتها أولى مؤامرات ما أطلقوا عليها وحدة عربية  فى ظاهرها القوة وفى باطنها قتل الأبرياء وسلب أداميتهم وإستباحة دماءهم وسرقة ثرواتهم والنيل من كرامتهم والتنكيل بهم وتهجيرهم 
حيث شنوا على الجنوب العديد من المذابح بداية من زنجبار وكان لهم الحظ الأوفر من جحيم ما تسمى بثورة 2011 وقد تسلق عليها الإخوان واخذوا مكاسبها وتركوا الدماء والعزاء للجنوب وشعبه .

سامحونى أنى أسألكم بأسم الإنسانية فى زمان ضاعت فيه ملامح ومعنى الانسانية ففى كل شبر من أرض الجنوب نجد بقعة دماء بفعل ما أسموها وحدة عربية ،بصمات تركتها الوحدة التى فرضها صالح بقوة السلاح على أجساد الأبرياء بين إعاقات واثار  تعذيب المعتقلات، فى كل بيت تجد شهيد أو اثنين من قبل أحداث حرب التحالف .

●مجزرة سناح التى هزت ضمير الإنسانية

تساؤل أكتبه بدماء الأطفال الأبرياء التى سالت دماءهم فى مجزرة سناح 2013على يد القائد الجزار ضبعان دون أن ينبض قلب العالم لهذه المجزرة وكأن العالم كله أصيب بفقدان البصر والبصيرة ، حادث إرهابى من قائد عربى يستبيح دماء الابرياء لمجرد أنهم جلسوا فى مجلس عزاء شهيد ومعهم أطفالهم ولم يكتفى بذلك بل أطلق النيران على جنازة الابرياء واصبح الجنوب يودع بعضه البعض من جنازة الى اخرى ومن المعروف ان الحراك الجنوبى حراك سلمى منذ بدايته فى 2007 فلماذا يرفعون عليهم السلاح وهم الصابرون الصامدون .

●الطفل الشهيد عبد الله عبيد درة الجنوب 

كما أنى اتذكر الطفل عبد الله عبد الكريم عبيد من أبناء قرية البجح بالضالع  والذي لا يقل حادث استشهاده عن بشاعة الإحتلال الصهيوني فى حق الطفل محمد الدرة الذي قتلوه فى حضن أبيه ، الطفل عبد الله الذى بكى على صديقه الذى قتلته يد الغدر ودعا ربه ان يلحق بصديقه وأستجاب له الله وقتل هو الأخر برصاص ضبعان قتله ضبعان أثناء ذهابه لشراء حلوى النجاح يوصف لى والده الطبيب الحادث وكان يبكى فنزلت دموع قلبى من هول الحدث عندما قال منعنى عساكر ضبعان من اسعاف طفلى وصدروا أفواه بنادقهم لصدرى فهانت عليا نفسى من جراح أبنى التى تنزف وأنا الطبيب وعجزت ان اداويها ولملمت امعاء طفلى وربطها بشالى فابتسم لى طفلى وقال لى لا تحزن وودع الدنيا ولحق بصديقه .

●فيروز ونيلي ضحايا موت الضمير العربي 

ولم تتلاشى من خيالى صورة الشهيدة فيروز التى قتلها الأمن المركزى قبل ولادة طفلها حيث فجروا رأسها فى حجرة نومها  بأى ذنب وكان مبررهم انهم يبحثون عن هارب من العدالة وسرقوا متعلقاتها الذهبية ، فأى أمن هذا من ينتهك الانسانية فى اسمى معانيها فماتت فيروز اليافعى ومات جنينها 
وتسيطر على ذهنى أيضا حادثة قتل فتاة تدعى نيلى مصطفى والتى قتلها غدر مفتى الاخوان عبد المجيد الزندانى حيث وجدوا جثتها داخل منزله وكانت نيلى صديقة لابنته وتعددت الرويات بخصوص هذه الجريمة التى ارتكبها الزندانى فى حق فتاة فى عمر الزهور.

●الطفل سياف : لا تتركيني أموت برصاص ضبعان

أتذكر أيضا الطفل سياف أثناء تواجده بمصر فترة حصول والده الدكتور أحمد مانع على الدكتوراة فى القانون الدولي ، فقال لي الطفل سياف وهو يمسك بيدى بكل ما أوتي من قوة وملامح وجهه يكسوها الخوف لا تتركيني أعود للجنوب خليني معك بمصر أنا خايف يا خالة سها فقلت له لماذا كل هذا الخوف ؟ فقال لى:ضبعان بيقتل الأطفال بالضالع و أنا خايف لا أريد أن أموت . فاحتضنت الطفل وقلت له وأنا أبتسم وفى نفس الوقت قلبي يتألم على فراقه فقلت له أنت أسمك سياف يعني بطل تقدر تحارب المجرمين من أجل الدفاع عن أرضك ، فلا تخف يا صغيري ، باباك وأنا وكل المخلصين للوطن سندافع عن الأطفال من كل الأشرار .

وبعد عودة سياف للضالع برفقة أسرته علمت من والده أن القوات الإجرامية قصفت منزلهم بالقرية ولكن الله سلم ونجت الأسرة من القصف وحينها تذكرني سياف وقال لوالده كنت خلينى فى مصر مع خالتى سها فتبسم والده وحضنه برفق .
وبالفعل تقدمت أنا والدكتور أحمد مانع أستاذ القانون الدولي بتقديم ملف بكافة المجازر التى ارتكبها اللواء ضبعان فى حق الابرياء بالضالع لجميع منظمات حقوق الانسان الدولية والتى قامت بعرضها على مجلس الأمن.

●دماء فى بحر التواهي وإنفجار جولد مور

وجاءت حرب 2015 لتسطر سطرا جديدا من سطور الجراح والأحزان ولتحدد ملامح جديدة من الأسى فى صورة ملونة بالدم فى بحر التواهى ولنرى أطفال الجنوب يغرقون أثناء محاولة الفرار من جحيم الحرب وغرقت 20 أسرة جنوبية  دون أن يلتفت أحد اليهم وانفعل العالم لصورة غرق الطفل السورى الذى غرق اثناء نزوح اسرته بقارب وتناسوا أن طفل الجنوب هو الأخر طفل عربى وله الحق ان نشفق عليه وعلى باقى الأطفال الذين تموت براءتهم من قسوة الحرب 
نيران الحرب لا تفرق بين سورى ويمنى وليبى أنها نيران ربيعهم العربى الذين أردوه لنا وننتقل إلى مشهد دامى وهو انفجار جولد مار والذى راح ضحيته اطفال أيضا وظهر الجندى الشجاع الذى أنقذ طفلا بالانفجار من بين أشلاء الضحايا 

●مات ورد الربيع فمن يشترى ورود زبلت وماتت 

وانتقل الى مشاهد الأوبئة والأمراض  التى لحقت بالجنوب واهله بعد التحرير من الارهاب فالجنوب فى ظاهره محرر ولكنه محاصر ومقطوع عنه كافة الخدمات ووسائل الاعلام العربى والدولى لن تذكره لانه فى طى النسيان ، حتى الانتصارات التى حققتها المقاومة الجنوبية كان ينسبها الاعلام لغير الجنوبيين فأى عدل هذا ؟
الجنوب المحرر هو من تنقطع عنه الخدمات الأساسية بشكل متعمد ومنه الى انتشار الأوبئة والأمراض ، نوعا جديد من الحصار او بمعنى اصح العقاب للجنوب المطالب بحريته واسترداد ارضه المنهوبة بأسم الوحدة العربية بل هى وحدة فرضت عليهم بقوة السلاح وصمت العرب من أجل المصالح وتدخلوا عندما تعرضت مصالحهم بالمنطقة إلى الأذى وبالرغم من ذلك لم ينظر العرب إلى الجنوب بعين الرحمة بل نظروا إليهم أنهم مجرد أدوات يستخدمونها فى تحقيق أهدافهم المنشودة وتعاملوا معهم أنهم تابع وليس شريك فى الحرب وشريك مهم ليس بشريك عادى .

●الجوع يقتل الأطفال ومازال الجنوب يحلم بالحرية 

انتشار المجاعات فى بعض المناطق الجنوبية بسبب عدم وصول الاغذية ومنع شعب الجنوب من الصيد فى مياهه الاقليمية،حيث قتل الجوع 4000 طفل فى منطقة الازارق محافظة الضالع  ولم يكتفى اعداء الحياة بذلك بل اطلقوا صاروخ على مبنى اطباء بلا حدود بمحافظة الضالع حتى توقف  المنظمة عملها بالمحافظة ولكى يتركوا الأطفال تموت جوعا بلا اسعافات ولا أحد يستطيع انقاذهم وانتشر الجوع وقلة الخدمات فى كافة المحافظات الجنوبية المحررة ومازال الجنوب يحلم بالحرية بالرغم من المأساة التى يعيشها والتى تدمى قلوب أصحاب الضمائر الحية 

●قلوب تبكي بالدموع وإصرار على الإستقلال 

عندما تنظر الى الشعب الجنوبى تجد مشاعرهم كلها واحدة وهدفهم واحد بالرغم من أحداث الاغتيالات اليومية التى تقف وراءها قوى تعادى استقلال الجنوب وبالرغم من توديع الجنوبيين للشهداء شهيد تلو الاخر لكن عندهم إيمان شديد بعودة وطنهم ، ايمان يعتصر قلبى ألما ويفرحه فى نفس الوقت 
فقلبى يعتصر خوفا على ضياع حلم الحرية وفرحى باصرارهم على تحقيق الهدف رغم الدماء الممتزجة بالدموع 
فتحول قلبى إلى ساحة من القتال وواحة من الحب وكذلك كل قلب من قلوب الجنوبيين 
فليت الدنيا تشهد معى على كل هذه المجازر الشنيعة والتى حزف سطورها الضمير العربى من سجلات تاريخه !

●تفاصيل اللوحة برؤية الفنان 

صور المخرج بالمركز القومي للسينما المصرية الفنان أشرف كمال  مجازر اللواء ضبعان التى أرتكبها فى حق أطفال وأهل الضالع والتى قد تقدمنا بها من قبل لمنظمات حقوق الانسان الدولية ورفعناها لمجلس الأمن بواسطة الدكتور أحمد مانع أستاذ القانون الدولي 
اللوحة بتوضح مجزرة سناح التى راح ضحياتها العشرات و استشهاد الطفل عبد الله عبد الكريم عبيد بين أحضان والده الطبيب الذي عجز عن إنقاذه تحت تهديد السلاح والتى تعتبر أبشع من جريمة الطفل الفلسطيني محمد الدرة كما تحكى اللوحة حكايتى مع الطفل سياف الذي أمسك بيدى بمصر وهو يستغيث بي ويقول لا تتركينى أرجع الضالع ،ضبعان بيقتل الاطفال هناك وأنا مش عاوز اموت انا خايف .
كما وضح الفنان أشرف كمال دور المقاومة الجنوبية فى حماية أهل الضالع خاصة والجنوب عامة حيث رمز للمقاومة برئيس المجلس الإنتقالي اللواء عيدروس الزبيدي وجاء فى خلفية اللوحة بشعب الجنوب المناضل والمستأسد من أجل حماية أرضه من الفسدة والإخوان والحوثيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى