المجلس الانتقالي الجنوبي.. استراتيجية الدولة وتكتيكات السياسة

كتب / عنتر الشعيبي :

يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي، حمل راية الجنوب على مختلف المستويات الإنسانية والاقتصادية والحقوقية، عبر اعتماد تكتيكات سياسية تنحاز للمصلحة الوطنية، دون إغفال القضية السياسية التي نشأ دفاعا عنها ألا وهي استعادة دولة الجنوب المسلوبة، كاستراتيجية ثابتة.

وفي محصلة جهود سنوات من العمل السياسي والعسكري والإنساني والشعبي، يملك المجلس رصيدا هائلا من المواقف الصادقة التي لا تقبل تأويل أو اجتهاد، من انحيازات واضحة لقضية شعب الجنوب وتطلعاته المشروعة.

ورغم ذلك، لا تتوقف محاولات الصيد في الماء العكر، سواء بافتعال معارك جانبية، أو التلاعب بالألفاظ والتعبيرات تدليسا على عموم الشعب الجنوبي، كما بدا جليا في التأويل الخائب لتصريحات عمرو البيض الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية.

ذهب المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي والوفد التفاوضي المرافق له إلى مشاورات الرياض حاملين بين يديهم هموم أكثر من سبعة ملايين جنوبي، في محفل ترعاه الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، تحت عناوين الأزمة المعيشية والإنسانية.

واتساقاً مع الأهداف المعلنة، شارك المجلس الانتقالي الجنوبي في الصفوف الأولى مطالبا بتحسين الأوضاع الاقتصادية للجنوبيين ووضع قضية شعب الجنوب طرف في أي مفاوضات قادمة ، وإنهاء الأزمات المعيشية والاجتماعية المتراكمة، وتحمل الحكومة مسؤولياتها المنصوص عليها في اتفاق الرياض، إلا أن هناك من أراد للمجلس أن يضع أجندة سياسية تحت عنوان استعادة الدولة.

الموقف في شكله العام يوحي بالحرص على القضية الجنوبية، إلا أن هؤلاء أرادوها مكيدة للجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي على حد سواء، لسببين، أولهما أن طرح ملف الجنوب يتوقف على استئناف العملية التفاوضية الأممية المعطلة منذ سنوات، وثانيهما أن منتدى مشاورات الرياض لا يتوقع منه الخروج بقرارات ملزمة.

وبنجاح استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي في لفت الأنظار إلى معاناة شعب الجنوب جراء حرب يفرض على شعب تحمل تكلفتها دون أن يكون له فيها يد أو حتى رغبة، يتضح أن مسعى منتقدي دور المجلس الانتقالي الجنوبي خلال مشاورات الرياض من خلال التركيز على الوضع الإنساني، محاولة لتفويت الفرصة لإبراز معاناة الجنوبيين، وغرض إظهار المجلس كمعرقل عن التوافق، وفي الحالتين تجاوز الجنوب الكمين باقتدار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى