مكافحة فساد الأحمر.. مهمة ثقيلة تنتظر مجلس القيادة الرئاسي

عدن 24 / خاص :

فيما تعزَّزت الكثير من الآمال على تشكيل مجلس قيادة رئاسي لمعالجة الاختلالات التي وقعت على مدار الفترات الماضية، تمثّل مكافحة الفساد أحد أهم الأدوار التي تقع على عاتق هذه الإدارة الجديدة.

تشكيل مجلس القيادة قضى على حقبة المؤقت عبد ربه منصور هادي والمدعو علي محسن الأحمر، ومن ثم ساد قدر من التفاؤل الحذر بشأن إمكانية معالجة الاختلالات التي سادت، والتصدي لجرائم السطو والنهب التي تفاقمت على مدار الفترات الماضية.

ما جرى على الساحة لا يمكن اعتباره إعادة هيكلة لما تعرف بالشرعية لكن الأمر أشبه باستبدال نظام سياسي بآخر أوسع نطاقًا، يعتبر الجنوب شريكًا رئيسيًّا به، ولعلّ الرسالة الأكثر وضوحًا من مسار كهذا مفادها عدم السماح بالعناصر الفاسدة المتآمرة من أن تمارس فسادها وإجرامها كما اعتادت طوال الفترات الماضية.

إزاحة محسن الأحمر من الساحة بشكل كامل، يفتح الباب أمام القضاء على توغّل الفساد، وذلك بعدما غرس الجنرال العجوز بذور فساده وشكل لوبي ضخمًا من العناصر التي اعتادت على السطو والنهب.

فساد محسن الأحمر تنوع بين شق عسكري، تجلّى في انبطاحه أمام الحوثيين في كل المعارك السابقة، والتي أحصاها حقوقيون بأنها أكثر من 60 معركة، أظهرت جميعها أن الجنرال العجوز جزءٌ من المعركة الانهزامية التي سادت على نظام هادي لسنوات طويلة.

إخراج الأحمر كان متأخرًا بشكل كبير، وكان من المنطقي أن يُزاح بجنرال الإرهاب مبكرًا دون انتظار لكل هذه الخسائر والهزائم لكن السماح لـ”العجوز” بهذا النفوذ منحه فرصة الانتقال إلى ممارسة فساد من نوع آخر، يحمل طابعًا ماليًّا وقد شكّل من أجله شبكات واسعة النطاق تخصصت في ممارسة جرائم الفساد.

الخسائر العسكرية لجيش هادي كان أحد أسبابها الرئيسية فساد محسن الأحمر، فعشرات الآلاف من العناصر يتقاضون راوتب شهرية ويُزعم انتماؤهم للمؤسسة العسكرية، لكنهم مجرد أسماء على ورق ويتقاضون أموالًا ليس أكثر.

ففي الفرقة الأولى مدرع – على سبيل المثال لا الحصر – أظهرت إحصاءات سابقة أن عدد المنتسبين لها يقترب من 40 ألف عنصر، بينما عدد العسكريين فعليًّا أقل من 17 ألفًا، الأمر نفسه يتكرر في اللواء 310 التي يصل عدد المسجلين بها إلى 7500 عنصر، بينما العدد الفعلي يبلغ أقل من 3500 عنصر.

شبكات الفساد توغّلت في كل المؤسسات الإدارية التي سيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني، بما مكّن هذه العناصر من تحقيق الثراء من جانب، مقابل ضغط حاد على الميزانية التي كان من المفترض إنفاقها لتلبية احتياجات السكان، ما أدّى بدوره إلى صناعة أزمة إنسانية شديدة البشاعة، تقول الأمم المتحدة – في إحدى مآسيها – إنّ أكثر من 17 مليون شخص ينامون جوعى يوميًّا.

قطاع النفط أدرّ على الأحمر وأذنابه أموالًا ضخمة على مدار الفترات الماضية، وقد رُصدت على مدار الفترات الماضية اعتمادات واستثمارات وأموال قادمة من الخارج ومبالغ من شركات النفط ومخصصات البترول والديزل والغاز وورديات الشركات الاستثمارية والأراضي المنهوبة ومليارات قيمة أسلحة مباعة ومنهوبة يحصل عليها محسن الأحمر، حتى تمكّن جنرال الإرهاب من تكوين كل هذه الثروات الضخمة.

تعقّد شبكات الفساد التي شكلها محسن الأحمر تتطلبم مواجهة قوية وحاسمة من قِبل القيادة الجديدة التي تجد نفسها أمام اختبار جدي لمواجهة نوامير الفساد الذين تربحوا من الحرب وأفسحوا المجال أمام تفاقمها لتحقيق مصالحهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى