معارك تحسين الوضع التفاوضي

كتب/ صالح علي باراس

من يتابع خطاب الشرعية وابواقها بعد معركة مارب “يجد اسقاط الجزء لإثبات صحة الكُلّ!!” ، خطابٌ ليس خطابها بل انعكاس متهافت لخطاب الاخوان في تقديم كل شيء لهم. مشاريعهم .. انجازاتهم .. انتصاراتهم يقدّمون الجزء لإثبات صحة الكل.
البعض يقول لماذا تذكر الاخوان وهناك شرعية يعترف بها العالم وتصدر القرارات باسمها !!؟، هذا صحيح ، لكن حتى اشد أنصارها يعترف برداءتها وفشلها!! فهذه الشرعية أثبتت طيلة 7 أعوام حرب انها اما واجهة سلطة تمكين للإخوان او وكالة تجارية للفساد فضاعت بينهما فمليشيات التمكين صارت جيشا والفساد يحاصر المواطن ويعذبه وينكّل به ويفتح موانئ ويحاصر أخرى ولم يترك الا الهواء لذلك يجب وصف ظاهرة الشرعية كما هي وليس كما تقدّمها ابواقها والمنتفعون منها.
حسم الطيران السعودي معارك مارب بشهادة محافظها الإخواني سلطان العرادة فخرجت تغريدات الاخوان او المتخادمين معهم: بانه ‏لو يعلم الحوثي ما ينتظره في الأيام المقبلة لطلب الأمان واستسلم فورا!! وآخر: نهض الجيش وقام بمهامه ونال ثقة الناس!! وان الناس تبحث عن دولة ومؤسسات رسمية…الخ تكرار لم تعد الناس تصدقه، فالتي يسمونها دولة لا اقامت مؤسسات وسهّلت خدمات في محافظات تمكينها الا بالغسيل الإعلامي ، وحاربت المؤسسات خارج تمكينها فهي مليشيا بمسمى دولة!!.
ماذا جدّ محليا حتى تتغير؟ هل المتغيرات الدولية خلقت مناخا للشرعية وللتحالف بفرض واقع جديد ؟ وهل هي قادرة عليه ؟
لا شيء من ذلك البتة!!! ، فأمريكا مصرّة على إيقاف الحرب ورفض الحوثي لا يدل على هزيمته وكل ما يتردد ليس انتصار بل استثمار لمعركة مارب التي حسمها الطيران السعودي واسقاط ذلك بانه حسم على كل المعركة فانتصارات تعز وحجة وجبهة البيضاء واخبار عن استسلام قيادات وسيستعيد الجيش نهم وصروح وسينطلق الى الحديدة وسيلغون معاهدة استكهولم …الخ كلها إدارة للراي العام بطريقة أدارة القطيع فمفرق الحوبان عصب الحسم في معركة تعز مازال يردد الصرخة ، ورفض الحوثي للمبادرة الامريكية لا يؤشر بانه انهزم في معارك مارب بل يخاطب العالم بانه غير ملزم بتقديم تنازلات للشرعية التي هزمته!! ، رفضه اثبت انه قوة تستطيع ان تهدد مارب وجوديا ليس تهديد مارب المدينة فالمدينة لاتهم العالم كغيرها من مدن اليمن ولكن يهم العالم عدم تهديد مصالحه في خارطة النفط وهي أوسع من مارب المدينة والمحافظة!!، فمارب التي تهم العالم ظلت ومازالت تحت حماية نفطية غير مكتوبة طيلة الحرب وهذه المحرمة الدولية حاول الحوثي انتهاكها بهجومه الأخير “فأخذ علقه ساخنة”.
نتمنى هزيمة الحوثي فمهما اختلفنا فهو عدو الجميع لكن الانتصارات الشمشونية التي توحي بان سقوط صنعاء مسالة وقت!! مجرد ايحاء لن يصمد لسببين:
الأول: لان الامريكان مصرين على وقف الحرب بموافقة الشرعية التي يقال ان جيشها ينتصر!! ورفض الحوثي المنهزم !!
والثاني : ان صنعاء زيدية ولن يهزمها جيش شرعي قادته والمهيمنين على مفاصله زيود ولن تهزمها مليشيات اخوانية قادتها ومموليها ومفتيها زيود او متخادمين مع الزيود أحيوا الجبهات لعلها تعيد توازن للكفة التفاوضية للشرعية فهذه المعارك لن تكسر الحوثي ولن تصل الى سائله صنعاء ، وراسم اللعبة بعد فشل الحرب يريد ان يظل الحوثي جرحا نازفا في خاصرة الجوار وهذا يعني ان لا تسقط الحديدة!! ونجحوا بإبقاء الجرح بفشل الشرعية ورهانات التحالف على قوى خاسرة 15 مارس 2021م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى