ناشطون يسخرون من مليشيا الحوثي: اللولب يؤخر النصر أم الحمل

عدن24-متابعات


أثارت مذكرتان صادرتان عن ميليشيات الحوثيين في اليمن، تمنعان النساء من الحصول على وسائل منع الحمل في مناطق سيطرتها، جدلا وسخرية واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفقا للمذكرة الأولى الصادرة عن وزارة الصحة التابعة للحوثيين، فقد ألزمت الوزارة كافة المرافق الصحية الواقعة في مناطق سيطرتها بإلغاء العمل بـ”قلاب المشورة”، بذريعة “مخالفته للهوية الإيمانية”.

وقلاب المشورة هو دليل فيه مجموعة أوراق تقلب (لذلك سمي قلاب)، وفيه معلومات صحية للأسرة من ضمنها وسائل منع الحمل المختلفة. وأشارت الوثيقة الحوثية، إلى أنها بصدد إعداد “قلاب جديد” لتنظيم الأسرة يتماشى مع ما يسمى بـ”الهوية الإيمانية”.

وشددت المذكرة الثانية على “منع صرف وسائل تنظيم الأسرة للنساء إلا بموافقة الزوج، والاستظهار بالبطاقة العائلية أو عقد الزواج، وإلزام الزوج بالتواجد، فضلا عن توثيق خطي من الزوج بالموافقة”. وأثار القراران استياء واسعا لدى الكثيرين، ممّن اعتبروا أن ميليشيات الحوثي تخوض معاركها هذه المرة على أجساد النساء.

يذكر أن وسائل منع الحمل تقدمها منظمات دولية، ويتم توزيعها بشكل مجاني أو بأسعار رمزية على الأسر اليمنية ضمن برامج أممية، لتحفيز وتشجيع الأسر على تنظيم النسل. ومن بين هذه الوسائل “المحرمة حوثيا” حبوب وحقن وكبسولات تحت الجلد بالإضافة إلى اللولب. وأطلق يمنيون هاشتاغ #اللولبيأخر (يؤخر)النصر على مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من الحوثيين، مؤكدين أن “اللولب الغريم الجديد لعبدالملك الحوثي”. وأعلن ساخرون براءة اللولب قائلين إنه “يؤخر الحمل لا الانتصارات”. وكتبت مغردة:

وخلال الفترة الماضية كثفت ميليشيات الحوثي حملتها عبر استخدام المساجد لدعوة المواطنين إلى عدم استخدام وسائل تنظيم الأسرة، وزعموا أنها خطط أميركية إسرائيلية خبيثة. وسخر معلق:

yezn2018@

اللولب يؤخر النصر.. المشكلة أن غريفيث (المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث)، جالس يقنع العالم بالحوار مع هؤلاء الأشخاص! طابت يا أصحاب الساحات أخرتها لولب. #ربأقمالساعة.

وبينما تحرص بعض الأسر اليمنية على تخفيض عدد المواليد، وتنظيم الإنجاب للحد من التبعات الاقتصادية المرهقة، فإن منظمة الصحة العالمية أعلنت في تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر في أكتوبر 2019 عن “ولادة 4 ملايين طفل باليمن، منذ بدء الحرب بالبلاد”.

وقال مدير منظمة “أنقذوا الأطفال” في اليمن تامر كيرولوس “مقابل كل طفل يقتل بسبب القنابل والرصاص، فإن العشرات يموتون جوعا”. كما حذرت الأمم المتحدة من أن نحو 14 مليون يمني باتوا على حافة المجاعة. وحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن “طفلا يموت كل 10 دقائق في اليمن لأسباب يمكن تجنبها والوقاية منها، وإن نحو 6 ملايين امرأة في اليمن في سن الإنجاب، وجميعهن في حاجة إلى الدعم والرعاية”. وقال حساب الحراك النسوي اليمني في سلسلة تغريدات:

وأضاف:

YemeniFeministM@

“#الحقوق_الإنجابية تعني أنه ينبغي أن نكون قادرات على اتخاذ قرارات بشأن أجسادنا، والحصول على معلومات وخدمات متعلقة بالصحة الإنجابية مثل وسائل منع الحمل، وأن نقرر ما إذا أردنا أطفالا وكم عددهم ومتى نريدهم”.

وبينما يقول الحوثيون إنهم اتخذوا تلك الإجراءات “من أجل تقليل المخاطر” التي لم يشرحوها، يشكك متابعون بتلك النوايا، مؤكدين أن لدى الحوثيين “إستراتيجية النفس الطويل في الحرب”، وهي إستراتيجية تساعدهم على تحسين شروط المفاوضات من خلال استمرار الحرب، لهذا فإن الحوثيين يعدون قوة عسكرية سيحتاجونها بعد أعوام، إذا استمرت الحرب.

وتركز الميليشيات الحوثية على ضرورة كثرة الإنجاب، وذلك بهدف تعويض الخسائر البشرية التي تحصدها جبهات القتال. وحسب الصليب الأحمر الدولي، فإن جماعة الحوثيين تعتمد بشكل كبير على الأطفال في معاركهم، حيث يمثل الأطفال ثلث المقاتلين.

وسائل منع الحمل تقدمها منظمات دولية، ويتم توزيعها بشكل مجاني أو بأسعار رمزية على الأسر اليمنية ضمن برامج أممية، لتحفيز وتشجيع الأسر على تنظيم النسل

وكانت دراسة للباحث مايكل نايتس، نشرها “مركز مكافحة الإرهاب” التابع للأكاديمية العسكرية لمكافحة الإرهاب والصراع الداخلي بنيويورك، بعنوان “آلة الحرب الحوثية: من حرب العصابات إلى الاستيلاء على الدولة”، كشفت أن جماعة الحوثي التي تحرّم بيع وسائل منع الحمل للنساء، “تقوم بتوزيعها على مقاتليها في الجبهات من أجل المساعدة في تخثر الدم إذا أصيبوا بجراح، للحد من النزيف”.

يذكر أن إيران قد اتخذت خطوة مماثلة، وشن المرشد الأعلى علي خامنئي هجوما على برامج تنظيم الأسرة والحد من النسل، وقال إنها “تقليد غربي”، مشيرا إلى أن “إيران تواجه مشكلة شيخوخة السكان، إذا استمر الأزواج على سياسة عدم إنجاب المزيد من الأطفال”، داعيا إلى زيادة عدد السكان إلى 150 مليون نسمة على الأقل. فيما يقول منتقدوه إنه قلق غير مبرر، خصوصا أن 70 في المئة من عدد سكان البلاد، الذي يتجاوز 80 مليونا، هم دون سن الخامسة والثلاثين.

وفي وقت سابق، أطلق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، حملة لمنع وسائل تنظيم النسل من أجل تأمين قوة عسكرية، ونشر ملصقات تحمل شعار “انخفاض عدد السكان يساوي الانخفاض في القوة العسكرية”.

من جانبهن ردت اليمنيّات على مواقع التواصل بهاشتاغ #اشتي_حقي (أريد حقي) بالعربية وآخر بالإنجليزية يحمل نفس العنوان IWantMyRights#. وكتبت مغردة:

وقال ناشط:

fqadi@

الحوثيون كغيرهم من البُنى السياسية والبُنى العقائدية في هذه المنطقة ذات المنطِق الفاسد، يرون أن استضعاف واضطهاد النساء والبطش بحقوقهن هو الأسهل. لكنهم لن يمروا.. لن يمروا #اشتي_حقي.

وطالبت ناشطة:

rabyaahahmed@

المرأة اليمنية مش حتسكت لكم يا حوثي، ضروري إلغ كل القرارات الداعشية التي تستهدف المرأة اليمنية! #اشتي_حقي #HouthisYemensTaliban.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى