تقرير | المقاومة الجنوبية لعصابات الاحتلال اليمني: (وإنْ عُدتم عُدنا)

  • حوار جدة.. انتهى الدرس فهل يعقلون؟!
  • نائب الرئيس: عودة الميسري والجبواني إلى الجنوب ستكون مرحباً بها لولا ما قاما به.. ونحذّر من الفتن!
  • حكومة الإخونج خائفة من أن الاتفاق مع الانتقالي سيوجب لزوماً العودة لقتال الحوثي وتحريك كل الجبهات وهذا ما يخشاه الإخوان لأنها ستكون الفاضحة بالنسبة لهم

عدن24 | خاص

باتت المؤشرات السياسية تشير إلى نجاح الانتقالي الجنوبي في فرض شروطه على مسودة حوار جدة.

تلك الشروط التي عرت ميليشيات الإخونج وأهدافهم المشؤومة وفضحت نواياهم أمام التحالف العربي مما يجعلهم يماطلون ويتراجعون ويتحدثون عن مرجعيات تجاوزتها الأحداث.

فالمبادرة الخليجية تم وأدها يوم انقلب عليها علي صالح وتحالف مع الحوثة، ومخرجات الحوار نحرها انقلاب الحوثي وتم دفنها تحت صواريخ عاصفة الحزم، وقرار ٢٢١٦ خرج من الفعل يوم تم قبول مبادرة كيري وما تبعها من لقاءات بين الحوثة وحكومة المنفى اليمنية.

كما أن حكومة الإخونج خائفة من أن الاتفاق مع الانتقالي سيوجب لزوما العودة لقتال الحوثي وتحريك كل الجبهات وهذا ما يخشاه الإخوان لأنها ستكون الفاضحة بالنسبة لهم.

عودة بعد انكسار

وحذّر نائب رئيس المجلس الانتقالي، معالي هاني بن بريك، من عودة الفتن إلى الجنوب بعد أن عاد إليها الميسري والجبواني.

وقال: “عودة الميسري والجبواني للجنوب ستكون مرحباً بها لولا ما قاما به بعد منحهم الأمان والعفو بعد فتنة مطلع شهر أغسطس التي أشعلاها لتسليم عدن لحزب الإصلاح ثم فرارهم بجنح الليل وتهديدهم بالعودة”.

وأضاف: “عادوا مقتحمين شعبهم بمليشيات القاعدة وكُسِروا بخزي وعار، ثم الآن يعودان! فإننا نحذر الفتن”.

الأستاذ/ أحمد عمر بن فريد، السياسي الجنوبي قال معلقا على عودة بعض القيادات إلى سيئون: “قفز على دماء الشهداء وعلى تضحيات شعب الجنوب وقضيته العشرات ممن وجد في سوق السياسة من يشتري لأغراضه الخاصة، مستغلا شره هؤلاء للمال والسلطة والمناصب الكذابة على حساب شعبهم!”.

وأضاف: “أقسم بالله لا أتخيل ولا أستطيع أن أتحمّل دورًا كهذه الأدوار ولو لمدة ساعة واحدة فقط”.

كما أكد اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، أن ما يحدث في مدينة من سيئون من توافد لوزراء الحكومة اليمنية يضع الجنوبيين والانتقالي أمام محك انكسار التهدئة.

وقال في تغريدة على تويتر: “ماذا يجري في سيئون من خلال إعادة وهرولة من فشلوا في عدن إليها؟ وهل التحالف على علم بنشاطهم المريب؟”.

وتابع بن بريك: “وهل سقطت التهدئة؟ سؤال يضعنا أمام محك انكسار التهدئة”.

حديث بن بريك جاء عقب ساعات من وصول الميسري والجبواني إلى سيئون بعد أيام من وصول عدد من وزراء الحكومة اليمنية، بينما الشرعية مازالت تناور في الرياض وتعرقل الوصول إلى اتفاق.

وتقدمت قوة عسكرية من المنطقة الأولى يوم أمس واستلمت مواقع في مناطق رماه وثمود كان من المقرر أن تستلمها قوات سعودية، لاسيما بعد سحب الإمارات قواتها من هناك.

وقال الصحفي الحضرمي أنور التميمي: “إن التفاهمات في جدة قضت بتسليم معسكر الخالدية والنقاط الممتدة من رماه إلى ثمود لقوة سعودية. إلا أن كتيبة تابعة للمنطقة الأولى تقدمت اليوم (أمس) لاستلامه”.

وأضاف على صفحته في تويتر: “قبائل المنطقة بقيادة مدير عام رماه رفضت ذلك وقررت تسليمه لحرس الحدود؛ لأن أفراده من أبناء المنطقة. الوضع متوتّر الآن”.

وأشار التميمي أن “معسكر الخالدية يقع في رماه، استخدمه التحالف العربي أثناء سيطرة القاعدة على ساحل حضرموت لتدريب النخبة الحضرمية، وظل المعسكر خاضعا للنخبة الحضرمية للتدريب النوعي للأفراد”.

بدوره قال الصحفي الحضرمي أمجد صبيح على فيسبوك: “الأهالي بمديريات الشريط الساحلي للمملكة العربية السعودية ثمود ورماه يرفضون تواجد قوات المنطقة العسكرية الأولى ويطالبون ببقاء القوات الحضرمية (قوات النخبة)”.

ويسود المنطقة توتر واحتقان عقب اختراق المنطقة العسكرية الأولى للاتفاق ونشر قواتها الشمالية المرفوضة جنوبا والمتهمة بإيواء إرهابيين في معسكراتها.

وأشار الكاتب فتاح المحرمي أن “أحمد الميسري” و “صالح الجبواني”، المرحلَين من عدن، والمطرودَين من السعودية، والغير مرحب بهما في مصر، ذهبا إلى سلطنة عمان لاستلام الدولارات القطرية، مثلما استلم الحوثيون نصيبهم.

وأضاف: “يعودون إلى سيئون بوادي حضرموت المحتلة عسكرياً من قبل حزب الإصلاح (فرع تنظيم الإخوان في اليمن) الموالي لقطر، والتي أصبحت في ظل الاحتلال العسكري إمارة إسلامية تابعة لحزب الإصلاح المتطرف”.

مشيرا بأن هذه العودة هي امتداد لردود الأفعال الغاضبة والمتشنجة من هزيمة مشروع اجتياح الجنوب في أغسطس، وتأتي ضمن عنتريات الحانقة (الغاضبة، الزعلانة) من حوار جدة، ومخاطرتها الغير محسوبة من قبل المهزومين، التابعين لتحالف الإصلاح وهادي الذين لم ترُق لهم التسوية المرتقبة في حوار جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، باعتبارها تسوية أمر واقع تعطي مشروعية للمجلس وقواته إقليميا ودوليا وتحد من عبث الإخوان وهادي.

وتدلل هذه العودة على أن الثنائي المرحل هم – إلى جانب التابعين لمنظومة هادي – فعلاً أدوات يحركها زعيم الجناح العسكري لحزب الإصلاح المتشدد علي محسن الأحمر، والدليل أن عودتهم كانت إلى معقله العسكري ومنطلق مخططاته ورعايته للإرهاب، وما ظهورهم في واجهة مخطط اجتياح الجنوب في أغسطس إلا تأكيدٌ على أنهم كانوا في مهمة تنفيذ ما أوكله لهم الحزب وجناحه العسكري من أوامر تهدف لإسقاط الجنوب وتسليمه للتنظيمات الإرهابية خدمةً لمصالح الحزب وأجندات قطر الداعم الأكبر.

وبقدر اعتبارها عودة تصعيدية لتحالف الإخوان وهادي – الذي وجد أنه خاسر من حوار جدة – فيُرجح أن تكون عودة هدفها السعي من أجل إعلان ما يسمى بـ”مجلس الإنقاذ الوطني” لا سيما أن وسائل إعلامية تابعة لهم تحدثت عن ذلك وأشارت أن الإعلان سيكون في محافظة المهرة، ولكون سلطة المهرة رفضت ذلك فقد يتم الإعلان في سيئون.. ومع هذا فحتى وإن تم فرض إعلان المجلس برعاية علي محسن فإنه لا يحمل أي أهمية وسيكون مصيره مثل المكونات السابقة، وائتلاف العيسي نموذج.. إلا أن الحنق من حوار جدة قد يدفع بهم للتصعيد وممارسة العبث تحت جناح هذا المكون بالأموال القطرية التي استلموها في سلطنة عمان.

الانتقالي.. موافقة نهائية

وقالت المصادر إن المجلس الانتقالي الجنوبي أعطى موافقته النهائية على مسودة الاتفاق، وانتقل وفده إلى الرياض لإنجاز الترتيبات النهائية لحفل التوقيع، قبل أن تتراجع “الشرعية” للمرة الثانية عن موافقتها على المسودة وتطالب بإجراء تعديلات جديدة.

وأشارت إلى أن اللجنة السعودية المكلفة بالإشراف على الحوار غير المباشر بين الانتقالي والحكومة اليمنية لا تزال تبذل جهوداً حثيثة لإقناع قيادة الشرعية بالعدول عن موقفها، في ظل مؤشرات على اتصالات سيجريها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان لإخراج الاتفاق إلى النور خلال الأسبوع القادم في أسوأ الاحتمالات.

وتتمحور تحفظات الشرعية حول الدور المفترض لقوات الحزام الأمني والنخب في مرحلة ما بعد الاتفاق، وآلية تشكيل الحكومة واتخاذ قراراتها، وطبيعة مشاركة المجلس الانتقالي في أي مفاوضات قادمة للحل النهائي. كما تتخوف دوائر مقربة من الرئاسة أن يقيد الاتفاق من صلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي التي ستصبح مرهونة بالتوافق.

ورجحت المصادر نجاح التحركات السعودية في تفكيك تحفظات الساعات الأخيرة لإفشال الاتفاق، التي يقودها تيار قوي ونافذ في الشرعية اليمنية محسوب على الإسلاميين، يخشى من انحسار دوره في حال تم التوقيع على اتفاق جدة الذي سيعيد التوازن لمؤسسات الحكومة اليمنية، بحسب مراقبين.

الإخونج يسعون للإفشال

ودلل مراقبون على تنامي الدور السلبي لحزب الإصلاح الإخواني ومراكز القوى وشبكات المصالح داخل الشرعية، والرامي إلى إفشال أي اتفاق سياسي بين المكونات المناهضة للمشروع الإيراني في اليمن، بالتصريحات المرتبكة التي أدلى بها الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي.

وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي إن حوار جدة بين الانتقالي والشرعية اليمنية كشف ثلاث حقائق جوهرية.

قال فيها: “‏بيّن حوار جدة ثلاث حقائق جوهرية ظهرت على السطح:1- أن الشرعية بقضها وقضيضها تحت هيمنة حزب الإخونج ويسيطر على كل قراراتها”.

وتابع: “2- إن حزب الإخونج يقف وراء كل الانكسارات والفشل طوال خمس سنوات.. 3- إن المجلس الانتقالي أكثر حرصا على شرعية الرئيس هادي وعلى جهود التحالف العربي”.

هجوم على التحالف

كما إن منْ يتابع تطور المواقف في الجنوب في الفترة الأخيرة سيكون أحد أهم ما يلفت انتباهه هو جنون «إخوان» اليمن تجاه دول التحالف وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو في تصاعد سياسي وعسكري وإعلامي، ونكران المعروف وجحود الفضل والغدر هي إحدى أهم خصال جماعة «الإخوان» طوال تاريخها.

الإمارات كدولة قائدة في التحالف العربي صنعت كل ما تستطيع للدولة اليمنية والشعب اليمني، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وكانت على الدوام نِعمَ العَضَد القوي الأمين لقيادة السعودية لهذا التحالف والسعي لتحقيق الهدف الرئيس وهو تحرير اليمن من الميليشيا «الحوثية» الإيرانية.

سياسياً، وبعد سيطرة «إخوان» اليمن على مفاصل مهمة من صناعة القرار في الشرعية اليمنية، أخذت المواقف تتدرج تصعيدياً ضد الإمارات، حتى وصلت حداً غير مقبولٍ على الإطلاق بحق الإمارات ودورها المحوري في التحالف العربي، وهذه مسؤولية الشرعية مهما كانت الاختلافات القائمة داخلها.

وفي هذا الجنون «الإخواني» اليمني اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعناصر حزب «الإصلاح» بالتهجم على دولة الإمارات، وهذا امتداد طبيعي لكراهية جماعة «الإخوان» المسلمين للإمارات لأنها قادت تصنيفهم بالجماعة الإرهابية، وهي سياسة إماراتية ثابتة وسابقة لزمانها ومستمرة في المستقبل.

التحق بهذا الجنون «الإخواني» الإعلامي كل أعداء التحالف العربي في اليمن، فخرجت وسائل الإعلام التابعة لقطر في كل مكان للتهجم على الإمارات وتشويه دورها الريادي في نصرة اليمن والشعب اليمني، وتجاوزوا بالألفاظ والاتهامات، وهذه «شنشنة نعرفها من أخزم»، كما كانت تقول العرب، وبالطبع تحركت كل فروع جماعة «الإخوان» في العالم لصب الزيت على النار.

كل عناصر الإسلام السياسي اللاجئين في تركيا وغيرها التحقوا بالركب حتى وصل الأمر إلى أن تصبح قيادات «القاعدة» و«داعش» تشارك بكل ما تستطيع في هذا التهجم المنظم والمخطط له ما يكشف الدور الخطير لجماعة «الإخوان» داخل الشرعية وخارجها، وأن ولاءهم الوحيد هو للجماعة وخطابها وأيديولوجيتها وتنظيمها الدولي، حتى وإنْ كان مضراً بأوطانها ومواطنيها.

وعسكرياً حرّك حزب «الإصلاح» القوات التابعة له لضرب عدن ومحافظات الجنوب اليمني، وحرّكوا تنظيم «داعش» و«القاعدة» ليشاركهم في حربهم على جنوب اليمن، الذي كان رجاله بشتى تصنيفاتهم وتجمعاتهم معهم في جبهات الشمال، وكان لهم أثر في العديد من المعارك الناجحة في الساحل الغربي لليمن وغيرها من الجبهات، ولكن الجنون «الإخواني» في جنوب اليمن اضطر بعض هذه الألوية والكتائب للعودة مجدداً إلى الجنوب للدفاع عن أهلهم ومواطنيهم بعيداً عن أي مصالح ضيقة تقودها الأيديولوجيا العمياء.

ولا يستعبد أن يكون هذا الجنون مدعوماً من قطر لأنه لم يقتصر على عناصر «إخوان» اليمن، بل انضمت لهم بعض الأصوات النشاز من عناصر «حزب المؤتمر» سابقاً والذين لم يقتصر تهجمهم على دور الإمارات في التحالف، بل في تطاول على السعودية كذلك، فالبعض شتم السعودية والبعض أحرق علمها (علم التوحيد)، وإن لم يكن هذا جنوناً فما هو الجنون؟

وسعى «إخوان» اليمن منذ سنواتٍ لإحداث شرخٍ في التحالف السعودي اليمني، ولكنهم لم يستطيعوا، ولما بدأت الأحداث الأخيرة في عدن ظنوا أن الفرصة قد جاءت فاستغلوها أبشع استغلالٍ ضاربين بعرض الحائط دعوات السعودية والإمارات للتهدئة والهدنة والحوار، وتصرفوا على أساس الحقد والأيديولوجيا لا على أساس السياسة ورعاية مصالح الشعب اليمني.

السعودية والإمارات والتحالف العربي قام بالأساس لإنقاذ الدولة اليمنية والشعب اليمني من اختطاف ميليشيا «الحوثي» للدولة اليمنية، ومع كل الدعم بمئات الملايين إلا أن «الإخوان» ومن تحالفوا معهم لم يتحركوا ضد ميليشيا «الحوثي» لسنواتٍ، ولكنهم تحركوا إلى جنوب اليمن في بضعة أيامٍ.

وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي الإماراتي خلفان الكعبي، يوم أمس، أن جماعة الإخوان باليمن والإعلام التابع لها، يريدون إقناع الجميع أنهم هم الحريصون على المصلحة، مشددًا على أن تصرفات التنظيم الإخواني دائمًا يسعى لتمكين قوى خارجية ضد مصالح المنطقة.

وقال: “الإخوان وإعلامهم يريدون إقناع الجميع أنهم هم الحريصون على المصلحة، تصرفاتهم ضد مصلحة المنطقة وشعوبها، وسعيهم لتمكين قوى خارجية واضح. أفعال الخير التي قامت وتقوم بها الإمارات لا يمكن للإخونجية وإعلام الجزيرة أن ينال منها، شتان بين من يسعى للخير – كما نفعل – وبين قوي التخريب والظلام”.

جاء ذلك في مجمل رده على تغريدة الكاتبة والباحثة نورا المطيري التي قالت: “على نهج الشيخ زايد رحمه الله، ودعمًا لجهود السعودية والتحالف العربي، وكباحثة سياسية محايدة وموضوعية، أرى أن الإمارات لا تريد لليمن إلا الخير والأمن والسلام، مهما تكلّف الأمر، وبعيدا عمّا تسمعونه هنا وهناك، من الإخوان والمرتزقة وقناة الجزيرة، فإن تلك هي الحقيقة التي لا يمكن طمسها”.

تخبط غير مسبوق

وتعيش الحكومة اليمنية تخبطاً على وقع الأزمة التي تسبب بها حلفاؤها من حزب الإصلاح الإخواني الذين تورطوا في الدفع نحو اجتياح الجنوب اليمني خاصة العاصمة عدن في آب/أغسطس.

وتحدثت تقارير أن عناصر حزب الإصلاح تورطوا في انتهاكات ضد السكان أثناء محاولتهم فرض سيطرتهم بالقوة.

ويبدو أن الإخوان مصرون على توتير الأوضاع في الجنوب في إطار تطلعاتهم لتكرار خططهم في استهداف عدن رغم تحذيرات التحالف العربي من مغبة التصعيد.

ولكن هذه الجهود لن تحقق نجاحات، خاصة وأن تقارير عديدة تحدثت عن التفاف شعبي كبير بين سكان الجنوب – وخاصة عدن – والمجلس الانتقالي الجنوبي.

ولم تفلح دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي الحكومة الشرعية إلى إبعاد الإصلاح وذلك للخروج من الأزمة بعد أن اتضح دورهم في إحداث انقسامات في صفوف قوات الشرعية.

ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي حزب الإصلاح بالتحالف السري مع المتمردين والتنسيق مع المحور القطري التركي لإنهاك التحالف العربي وذلك بإثارة الحروب في جنوب البلاد.

واتهم بن بريك في آب/أغسطس حزب الإصلاح الإخواني بإفساد جهود مقاومة الحوثيين، متهمًا الحزب بابتزاز التحالف، داعيا إلى إقصائه وفسح المجال للصادقين في الشمال اليمني لمواجهة المتمردين الحوثيين.

ويستغل إخوان اليمن الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في محاولة لتقويض الجهود التي تبذلها السعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين وإعادة الاستقرار إلى البلد الذي مزقته الحرب.

وما حصل من تطورات في الجنوب اليمني خلال الفترة الأخيرة يشير إلى الدور السلبي الذي لعبه الإصلاح في التفتيت خدمة للمشاريع الإيرانية والقطرية.

ويظل المتمردون أبرز مستفيد من حالة الانقسام وسط اتهامات تعرض لها الإصلاح بالسماح للحوثيين للسيطرة على مزيد من المناطق، وهو ما حصل بداية الشهر الجاري عندما استغل المتمردون في اليمن قيام وحدات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح الاخواني بالانسحاب من مواقعها في مديرية ناطع من محافظة البيضاء وسط البلاد، وذلك للتقدم في تلك المنطقة.

ويضع إخوان اليمن كل العراقيل دون التوصل إلى توافق بعدما أعلنت السعودية فتح حوار في جدة أمام مختلف الأطراف المتنازعة، إلا أن الشرعية لم تستفد وهربت لإعادة المشهد كما كان مرة أخرى، وبهذا يكون الدرس في حوار جدة قد انتهى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى