قراءة سريعة في مذكرات السفير قاسم عسكر جبران ..قصة حياة وتأريخ وطن ..(الحلقة الثانية)
يكتبها اللواء الركن / علي ناجي عبيد :
عزيزي القارئ أعذرني إن لم أسرد أهم ما جاء في مذكرات السفير من أسرار لم تنشر قبلها حتى لا أحرمك متعة قراءتها لأن ما أقدمه هو وفق العنوان قراءة سريعة وليس “” كتاب قرأته لك “” فإنني فقط أشوِّقك.
هذه الحلقة من قراءتي سنستعرض المحطة الأولى منها بعنوان (ومضات من سفر البداية ..أنا وحالمين وثورة 14 أكتوبر للفترة من 1955 – 1967م)والتي غطت أربعين صفحة من الـ 459 صفحة معبرة عن مضمون عناوينها الفرعية بالدقة ومضات بمفهومة اللغوي الدقيق رغم ما فيها من أحداث جسام، شملت الومضات التالية :
الأولى : قاسم عسكر جبران الميلاد والنشأة وأيام الطفولة الأولى.
الثانية: حالمين ـ الجغرافيا والتاريخ والثورة.
الثالثة : حالمين وثورة 14 أكتوبر 1963م تناول في هذه المحطة بومضاتها الثلاث والتي كما قلنا غطت أربعين صفحة من القطع الكبير المدعوم بجداول المعلومات والصور الملونة شاملة الأسرة ومناضلين واعدًا بذكر وتدوين من لم يذكر وتحديدا من المناضلين في المنطقة ورفاقه في القوات المسلحة ورجال السلك الديبلوماسي وغير ذلك مما له علاقة بالمذكرات في جزئها الثاني كما أورد أهم وديان وقرى ومناطق حالمين والمناطق المجاورة لها حالمين ويافع والشعيب والضالع وردفان بمعلومات جديدة وبأسلوب أدبي سلس، أدعك أيها القارئ الكريم وأدعوك للإطلاع على محتواها من الكتاب بومضته الأولى معتبرا وعد صاحب المذكرات لإستدراك أو لما خطط له الكاتب في الجزء الثاني على سبيل المثال فقد اعتبرت من قراءتي الأولى للكتاب أنه خطط ويعد لجزء تال وليس للنسيان مكانا هنا.
لماذا؟ لأن الزمن الطويل الممتد من العام 1955م وحتى العام 2023 بما فيه من متغيرات حادة غيرت مجرى التاريخ محليا وإقليميا ودوليا وبما احتوته من أحداث خطيرة وجسيمة خاصة وأن الكاتب عاصر وشارك في معظمها بشكل مباشر .
فمن معاناة الطفولة وكيفية حياة الناس إلى الثورة أي من العام 1955م تاريخ مولده إلى العام 1967م بصفحاتها الأربعين شامله العادات والتقاليد والجغرافيا والتاريخ لوحدها بحاجة إلى مجلدات عديدة بحكم كثافة المعلومات ودقتها التي تحتويها هذه الصفحات فقد أسماها بحنكة وذكاء ” محطة ” أي وقفة في السفر تحتوي على ومضات لذا فإنني أدعك أيها القارئ لتقف عليها مستقلا ومستفيدا من هذه القراءة العاجلة.
ولأستعجلك على القراءة أضع بين يديك رؤيتين لحالمين ولقرية نعمة مكان مولد السفير قاسم من قبل كتاب آخرين:
الأولى للكاتب البريطاني ديفيد ليدجر والثانية للكاتب والمؤرخ محمد عبدالله القادري :
في كتاب ديفيد ليدجر الرمال المتحركة « البريطانيون في الجنوب العربي » ترجمة الدكتورة منال سالم حلبوب 2012م وهو يصف رحلته جوا بواسطة الهيلوكوبتر إلى العوابل عاصمة الشعيب قبل أيام من الإستقلال المجيد 30 من نوفمبر 1967م يقول في الصفحة 258 : ( وواصل الفريق رحلته إلى العوابل المركز الإداري للشعيب ، تاركة الطائرة العمودية طريق الضالع خلفها وفي صعودها عاليا نحو الجبال أخذ الركاب الذين يحدقون عبر النوافذ فكرة عامة وشاملة عن بعض أجزاء تلك البلاد التي تعتبر من أشد بلدان العالم وعورة ، فلقد كانت هناك جبال سوداء وسمراء اللون ذات هضاب حادة كالموس تمتد إلى أبعد مسافة تستطيع العين رؤيتها ، تشطرها وديان عميقة ، ضيقة ، ومن حين لآخر يُشاهد بعض الإخضرار كما يدل على وجود محاولات زراعية أو يُلمح حصن صغير لحماية كفر محيط به ، لقد كان ذلك المكان هو حالمين الذي لم (يدير) شؤونه بتاتا حتى أعتى المغامرين البريطانيين وهو الذي يأوي أناسا يعود قدم تاريخهم وصلابتهم إلى قدم تلك الجبال وصلابتها).
في مقال للكاتب والمؤرخ محمد عبدالله القادري يقول أنه من بين حوالي عشرين ملكة استطعنا الحصول على معلومات عنها إلى الآن ، بعضهن حكمن الوطن العربي وبعضهن امتد حكمهن ليشمل أجزاء من القارات الثلاث ، من ضمنهن الملكة نعمة التي تربعت في إقليم يمنات الممتد من إب إلى أجزاء من شبوة ، وفي العاصمة التي تسمى اليوم حالمين وسابقاً مملكة الأقدور وإليها تنسب منطقة نعم الواقعة على سفوح جبال عالية وتشرف على وادي شرعة المسمى سابقآ بوادي جعمان.
أيها القارئ الكريم بالتأكيد لن تكتف بهذه الندف من المعلومات كونها فقط تمهد الطريق إلى محتوى المذكرات الشائقة.
وإلى اللقاء في الحلقة الثالثة بعونه تعالى.