اللقاءات الأخيرة للقيادة السياسية الجنوبية لا تعني التخلي عن الأهداف المعلنة
كتب/ محمد احمد ناصر الزامكي
من المهم أن ندرك جميعًا أن الأحزاب اليمنية، بما فيها ميليشيات الحوثي والحزب الاشتراكي اليمني، لا يعترفون بمشروعية وحق الجنوب في استعادة دولته وهويته الوطنية، إنهم يقفون ضد أي كيان سياسي جنوبي الهوى والهوية، والدليل على ذلك هو عدم اعترافهم بنضال الحراك الجنوبي السلمي طوال السنوات الماضية.
ظل الخطاب السياسي لهذه الأطراف ينظر إلى الحراك الجنوبي على أنه مجرد حراك مطلبي حقوقي، وليس نضالًا وطنيًا لاستعادة الدولة، حتى عندما اندلعت المقاومة الجنوبية ضد الميليشيات الحوثية الإيرانية، أطلقوا عليها في خطابهم السياسي “المقاومة الشعبية”، في محاولة لطمس الهوية الجنوبية وعدم الاعتراف بها. وعندما تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان سياسي ممثل للجنوب، عملوا على تفكيكه وتشويهه، واصفين إياه بأنه تابع للإمارات، واستمر هذا الخطاب حتى بعد تشكيل المجلس الرئاسي اليمني المشترك بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
اليوم، وبعد اللقاءات التي جرت برعاية سعودية في الرياض، يبرز سؤال مهم: هل سيستمر خصومنا في وصفنا بالتبعية للإمارات، أم أنهم سيعترفون بأننا قيادة جنوبية مشروعة تسعى لتحقيق أهداف وطنية جنوبية؟ أصبح العالم اليوم يتعامل مع القيادة الجنوبية كطرف أساسي وشريك في التحالف العربي، وهذه اللقاءات تمثل إثباتًا قويًا لهذه الحقيقة.
إن اللقاءات التي جمعت القيادة الجنوبية مع قيادات حزب الإصلاح في الرياض، واللقاء الذي جرى مع المجلس السياسي للمقاومة الوطنية اليمنية بقيادة طارق عفاش في أبوظبي، تؤكد أن الجنوب بات يمتلك حضورًا سياسيًا وندية واضحة، وأن له أرضًا وهوية وطنية جنوبية يجب الاعتراف بها.
في النهاية، هذه اللقاءات تمثل مكسبًا سياسيًا للجنوب، وتؤكد أن القيادة الجنوبية ثابتة على أهدافها الوطنية المتمثلة في استعادة الدولة الجنوبية بحدودها المعترف بها قبل 22 مايو 1990.