الزُبيدي ورسائل حاسمة للجنوبيين والمجتمع الدولي

كتب/ محمد علي رشيد النعماني

ألقى الرئيس عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي خطاباً حافلاً بالرسائل التي حملت في طياتها توجيهات وإشارات متعددة سواء للجنوبيين في المهجر أو للمجتمع الدولي الخطاب الذي ألقاه أمام حشد من المغتربين الجنوبيين في أمريكا يعكس رؤية متكاملة لقضية الجنوب حيث يتداخل البُعد الوطني الداخلي مع الجهود الدبلوماسية الخارجية والتحديات الأمنية مع الأزمات الخدمية اليومية .

“الجنوبيين في المهجر: سفراء القضية”

في مستهل خطابه أشاد الزبيدي بدور أبناء الجنوب في المهجر معتبراً إياهم سفراء لوطنهم في دول صنع القرار العالمي هذه الرسالة كانت واضحة في تحفيز الجنوبيين المغتربين على الاستمرار في دعم قضيتهم الوطنية مؤكداً أن الروح الوطنية الوثابة لديهم تعزز من حضور قضية الجنوب في المحافل الدولية .

يأتي هذا التأكيد في إطار استراتيجية المجلس الانتقالي لتعزيز التمثيل الخارجي للقضية الجنوبية إذ يدرك الزبيدي أن تحقيق المكاسب السياسية والعسكرية لا يكتمل دون تفعيل الحراك الدبلوماسي الذي يعتمد على دعم أبناء المهجر هذه الخطوة ليست فقط اعترافاً بأهمية الشتات الجنوبي بل هي أيضاً دعوة للمشاركة الفاعلة في النضال من أجل التحرر والاستقلال .

“الإنجازات والتحولات: تقدم مستمر”

الزبيدي أشار في خطابه إلى سلسلة من التطورات والنجاحات التي تحققت منذ لقائه الأول مع الشتات الجنوبي هذه الإشارة تحمل في طياتها رسالة فخر بالإنجازات كما أنها تمثل تحفيزاً معنوياً للسير قدماً في المعركة السياسية والعسكرية من الواضح أن المجلس الانتقالي يعتمد على ربط ماضيه بحاضره مؤكداً أن الانتصارات التي تحققت ليست سوى بداية لمسار طويل نحو تحقيق الاستقلال الكامل .

“انتقادات لسياسة التهدئة تجاه الحوثيين”

الجزء الأبرز من خطاب الزبيدي كان حول موقفه من سياسة التهدئة الإقليمية والدولية تجاه ميليشيا الحوثي اعتبر الزبيدي أن هذه السياسة لم تعد صالحة بل أدت إلى نتائج عكسية داعياً إلى دعم أمريكي ودولي أوسع لمواجهة التهديدات الحوثية .

هذه الانتقادات لم تكن مجرد تعبير عن رفض للوضع الراهن بل هي رسالة موجهة للمجتمع الدولي بأن الجنوب والقوى المناهضة للحوثيين في المنطقة بحاجة إلى دعم أكثر فعالية الزبيدي يرى أن الحوثيين بدعم إيراني سافر يشكلون تهديداً لا يقتصر على اليمن فقط بل يمتد ليشمل التجارة العالمية والأمن الإقليمي لا سيما في البحر الأحمر .

“دعوة لاستراتيجية شاملة لمواجهة الحوثيين”

الزبيدي دعا إلى تبني استراتيجية شاملة وتشاركية تضم قوى دولية وإقليمية ومحلية لمواجهة الحوثيين مؤكداً أن المليشيا لا تفهم سوى لغة القوة هذه الدعوة تعكس رؤية المجلس الانتقالي لدور ريادي في التصدي للتهديد الحوثي وهي تسعى لحشد تحالفات دولية من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي .

من الواضح أن خطاب الزبيدي يتجاوز الجغرافيا اليمنية ليطرح القضية الجنوبية في إطار التحديات الإقليمية والدولية ساعياً لجذب انتباه القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة للمشاركة الفاعلة في التصدي للخطر الحوثي .

“معاناة المواطنين وقضايا الإصلاح الداخلي”

على الرغم من تركيزه على القضايا الأمنية والدولية لم يغفل الزبيدي الجانب الداخلي حيث أكد التزام المجلس الانتقالي بمعالجة الأزمات الملحة التي يعاني منها المواطنون لا سيما تردي الخدمات وتصاعد المعاناة اليومية .

الزبيدي شدد على أهمية إصلاح وتطوير المؤسسات العسكرية والأمنية الجنوبية مشيراً إلى ضرورة توحيدها ورفع قدراتها لمواجهة التحديات هذا التأكيد يعكس إدراك المجلس بأن قوة الجنوب لا تأتي فقط من الخارج بل تبدأ من بناء الداخل وتحقيق استقرار اجتماعي واقتصادي .

“الختام: دعوة لاستمرار الدعم”

في ختام خطابه دعا الرئيس الزبيدي أبناء الجنوب في المهجر الاستمرار في دعم وطنهم وأن يكونوا خير سفراء له في الخارج هذه الرسالة تؤكد على الرؤية التكاملية للمجلس الانتقالي حيث يلتقي الداخل بالخارج وتتمازج الدبلوماسية مع العمل الميداني لتحقيق أهداف التحرر والاستقلال .

“الخلاصة”

خطاب الزبيدي جاء شاملاً ومتوازناً يجمع بين التحديات الأمنية الكبرى والتحديات الخدمية اليومية ويؤكد على أهمية الوحدة الوطنية والعمل المشترك بين الداخل والخارج كما أنه يضع القضية الجنوبية في إطارها الدولي داعياً إلى دعم أوسع لمواجهة التهديدات الحوثية .

الزبيدي أظهر في خطابه قيادة واعية بأبعاد الأزمة المحلية والإقليمية والدولية مؤكداً أن المجلس الانتقالي مستمر في معركته السياسية والعسكرية من أجل تحقيق أهداف الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال .

بقلم / محمد علي رشيد النعماني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى