عن ثورة الجياع وشهر رمضان واجتماع الحكومة

كتب / اللواء/ علي حسن زكي :

 إن ثورة الجياع الشعبية السلمية قد بدأت في زنجبار م/أبين بعصيان مدني شامل، وفي سياقها بدأ المعلمون في تنفيذه بإعلان توقف التدريس حتى الحصول على العلاوات القانونية المستحقة وصرف المرتبات في مواعيدها نهاية كل شهر، وفي هذا الإطار كان رئيس اتحاد نقابات عمّال الجنوب قد أشار إلى رواتب الموظفين وعدم صرفها في مواعيدها، وكذلك عدم صرف العلاوات القانونية المستحقة، وأن العمال سينضمون إلى ثورة الجياع وسينفذون عصياناً مدنياً ستغلق خلاله المقرات الرسمية كافة حتى تحقيق مطالبهم وحقوقهم وعلى نحو ما نشرته صحيفة الأيام في عدديها الإثنين والثلاثاء ١٢-١٣ من فبراير إلى نهاية ما ورد فيه، وفي هذا السياق وبشأن ثورة الجياع كنّا قد احتملنا انطلاقها في أكثر من موضوع نشرته مواقع التواصل المختلفة وصحيفتا الأيام والأمناء مشكورتين في حينه وبأكثر من عنوان: “ثالوث الجوع والخوف والمرض- نُذُر ثورة الإنقاذ الشعبية السلمية تلوح في الأفق- معاناة الناس تدق الأجراس- ثورة الجياع جذر الحل”.

وحيث لم يكن ذلك مجرد احتمال وحسب ولكنّا عكسنا فيه ومن خلاله واقع الحال:

– انهيار الوضع الاقتصادي – تدهور حالة الناس المعيشية وتردّي الخدمات العامة وفي مقدمتها الكهرباء والماء-هبوط مستمر لسعر العملة المحلية وارتفاع مستمر لأسعار العملات الصعبة وأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية والدواء وكل متطلبات الحياة والوقود والمحروقات وتكاليف النقل والتَنَقُّل وعدم صرف علاوات الموظفين وانتظام صرف مرتباتهم في مواعيدها على ضآلتها بما فيهم الموظفين وأسرهم يعتمدون عليها في تدبير معيشة الكفاف، مضافاً إليه اتساع ظاهرة البطالة لعدم توفر فرصة العمل، حيث وجدوا خرّيجي كليات الجامعة أنفسهم متألمين على وضع هكذا، ويئنُّون غلباً على أسرهم التي كدّت وكدحت حتى تخرّجوا من الجامعة وعلى معيشتهم ومستقبلهم المظلم، هذا ناهيك عن انعدام فرص العمل في سوق العمل الخاص لمن يعولون أسرًا تعتمد في تدبير أمور الحد الأدنى من معيشتها على ما يأتون به عائلوها من عرقهم اليومي، ولسان حالهم يتساءل: إلى أين نذهب؟! مترافقاً مع كل ذلك ومتزامناً معه عدم الالتفات إلى أوضاع أهم المرافق السيادية الاقتصادية والإيرادية التي ستَدُرُّ على البلد العائدات والإيرادات من العملات الصعبة والعملة المحلية إذا ما امتدت إليها أيادي التأهيل والتفعيل وإعادتها إلى سابق عهدها وفي مقدمتها مصافي الزيت والمحطة الكهروحرارية ومطار عدن الدولي كإحدى أهم مطارات العالم والمشهود لها.

إن شهر رمضان ومتطلباته على الأبواب والناس يتألمون ويخافون أن يحل عليهم هذا الشهر الكريم وهم يعيشون حالة العوز والكفاف وهو ما سيضاعف من جور معاناتهم إذا ما استمر عليه الحال، ولا ريب في ذلك.

إن ما ورد في اجتماع الحكومة الذي ترأسه رئيس المجلس الرئاسي وبحضور رئيس الوزراء الجديد يوم أمس الاثنين ١٢/فبراير برنامج موجهات ومحددات، وما ورد في اجتماع الحكومة تالياً له برئاسة رئيس الوزراء برنامج مصفوفة تنفيذية لما ورد في الاجتماع أعلاه، وفقاً لما نشرته صحيفة الأيام في عددها يوم الثلاثاء ١٣ من فبراير يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، ومع كل ذلك فإن العبرة – وهو حديث العامّة- بِدْء خطوات ملموسة تنتشل حياتهم من جور مصاعب ومتاعب المعيشة والخدمات العامة بعد أن أثقلت كواهلهم وصارت جحيمًا لا يطاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى