ما الأهمية التي تكتسبها الذكرى الـ “56” لعيد الاستقلال 30 نوفمبر؟

عدن 24 / رامي الردفاني :

تحل على الشعب الجنوبي بعد أيام قليلة الذكرى الـ ” 56″ للاستقلال المجيد في الثلاثين من نوفمبر 1967م التي يحتفل بها شعب الجنوب العظيم في ظل أوضاع معيشية صعبة وتدهور للعملة المحلية وحرب للخدمات، وحرب أخرى ضد الإرهاب والغزاة الجدد أعداء الجنوب التي حاولوا بكل السبل إفساد فرحتهم وتطلعاتهم وآمالهم في الحرية والاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة على حدود عام 1990م.

إن الحديث عن هذه الذكرى ذو شجون، والتي يخلد فيها الشعب أولئك الرجال الشهداء الذين ضحوا بحياتهم فداءً للوطن وثمنا للحرية ليكونوا مثالًا يحتذى بهم وليستمد منهم القوة والعبر من تاريخهم العظيم والسير على خطاهم لتحقيق الأمن والاستقرار والحياة الكريمة للشعب المجيد أحفاد أولئك الأبطال الأكتوبريين.

وإن شعب الجنوب، وفي طليعتهم القيادة السياسية الحكيمة، قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، لن تألو جهدًا في سبيل استعادة وطنهم المسلوب والمحتل من قبل قوات الاحتلال اليمني، وأن ثلاثين نوفمبر اليوم لن يكون ثلاثين نوفمبر الأمس، فالقوات المسلحة الجنوبية على أهبة الاستعداد للتخلص من تلك المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب لنهب خيراته ومكتسباته، فالجنوب اليوم أصبح قوة ضاربة ومتماسكة من باب المندب إلى المهرة.

بناء المنظومة العسكرية المتماسكة

يأتي الثلاثين من نوفمبر القادم وقد تحقق للشعب الجنوبي الكثير بعد أن دمرت قوات الاحتلال اليمني كافة المنجزات ومنها القوات الجنوبية الأمنية والعسكرية، ولكن عملت القيادة الحكيمة في استعادة بناء المنظومة العسكرية (القوات المسلحة والأمن والنخب العسكرية) لتكون السياج الحديدي المنيع لكبح اعتداءات المحتل ومكافحة الإرهاب وتحجيم الجرائم وتهريب المخدرات إلى الجنوب وساهمت في استتباب الأمن والاستقرار.

تحركات دبلوماسية

تصدر الرئيس القائد عيدروس الزبيدي المشهد السياسي الجنوبي وحرص – بعد حرب مليشيات الحوثي – على الجنوب والتمسك بالقضية الجنوبية التي ناضل لأجلها الحراك الجنوبي منذ سنوات طويلة، وثبت في مكانه متمسكًا بها كمطلب رئيسي لتلبية حقوق الشعب في إعادة دولته كاملة السيادة. ومؤخرًا أظهر الزبيدي القضية للأمم المتحدة ليرى العالم فيما بعد أن القضية مشروعة، فقد كانت تحركات الرئيس القائد ذات أهمية للشعب والجنوب في إيصال القضية الجنوبية للمحافل الإقليمية والدولية، وأصبحت رقمًا صعبًا في معادلة الحلول السلمية لإحلال السلام في المنطقة وأن أي اتفاق شامل لا يضع القضية الجنوبية في الطليعة لن يكتب له النجاح، فصال وجال الرئيس القائد حاملًا ملف القضية معه وخلفه شعب عظيم وقيادة متماسكة حكيمة وقوات مسلحة ومؤسسات عسكرية وأمنية ونخب قابضة على الزناد لتحقيق تطلعات الشعب في استعادة الدولة الجنوبية الفتية.

استعدادات للاحتفاء بذكرى الاستقلال

استعدادات مكثفة تجري  في كافة مدن ومحافظات الجنوب للاحتفال بالذكرى الـ”56″ للاستقلال المجيد وتأكيدًا للاستقلال القادم الذي يسعى إليه الشعب الجنوبي، وذلك ما تقوم به لجنة الحشد الجماهيري بالعاصمة عدن حملة رفع أعلام الجنوب في الشوارع الرئيسية في العاصمة عدن استعدادًا لتلك الاحتفالات، كما تشهد مدن محافظات الضالع وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى احتفالات وكنفرالات متنوعة ابتهاجًا بهذه المناسبة العظيمة على قلوب كل الشعب الجنوبي.

تلاحم جنوبي

أكدت القيادة الجنوبية أهمية تعزيز التلاحم الوطني وتحقيق وحدة الصف في الجبهة الداخلية باعتبارها مفتاح استعادة الدولة الجنوبية، وأوضح مسؤولون جنوبيون أن تعزيز الترابط الجنوبي يقوض أي محاولة ومؤامرة من قبل قوى صنعاء اليمنية التي تسعى لتهديد الحاضنة الشعبية للمجلس الانتقالي، وأن تلك الاحتفالات والفعاليات الجماهيرية القادمة ماهي إلا نتيجة لذلك الترابط والتلاحم بين أبناء الجنوب الهادف إلى تحقيق استعادة الدولة وتحقيق الاستقرار والأمن في الجنوب.

طموحات وآمال

يعلق أبناء الشعب الجنوبي آمالًا وتطلعات كبيرة في استعادة دولته الجنوبية، ويرى في الثلاثين من نوفمبر القادم نقطة تحول في مسار القضية الجنوبية وأن يكون الاحتفال بالذكرى الـ”56″ احتفالًا بالنصر والحرية والاستقلال وقيام الدولة الجنوبية على حدود عام 1990م.

في هذا السياق عبر عدد من النشطاء والإعلاميين والمثقفين والسياسيين عن تطلعاتهم في هذا اليوم وهذه الذكرى بتحقيق الاستقلال مجددًا.

 وقال منير مهدي: “ذكرى ثلاثين نوفمبر غالية على قلوبنا، نأمل أن تحل هذه الذكرى وقد تحقق للشعب الجنوبي مبتغاه في الحرية والاستقلال”.

وقال الإعلامي محمد حسين : “إن تباشير الأمل قادمة بإذن الله، وإن النصر قادم لا محالة، لقد أثبت الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وقيادة المجلس الانتقالي أنهم على قدر عالي من المسؤولية تجاه قضية شعبهم، فصبروا ورابطوا وكان لهم ما أرادوا من خلال الوصول للمحافل الدولية والتمسك بالقضية الجنوبية كمطلب رئيسي لأية حلول قادمة للسلام”.

 وأضاف: “إن شاء الله تأتي هذه الذكرى وقد انبلج فجر الحرية والاستقلال مجددًا مثلما انبلج فجرها قبل ستة وخمسين عامًا”.

 وهكذا يعبر أبناء الشعب الجنوبي عن آمالهم وتطلعاتهم بذكرى الثلاثين من نوفمبر بترديد هذا الشعار (نوفمبر اليوم جانا عود لنا من جديد.. فيه استعدنا الكرامة وأصبح العيد سعيد).

(نقلا عن صحيفة الأمناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى