الجنوب يدافع عن ثرواته النفطية في وجه الطامعين


كتب/ محمد النعماني


منذ عام 2014 م تشهد الجمهورية اليمنية حرباً أهلية مدمرة بين قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف العربي بزعامة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبين ميليشيات الحوثي الموالية لإيران .
اندلعت هذه الحرب عقب انقلاب الحوثيين على سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات شمالية أخرى .
لكن هذه الحرب لا تقتصر على جانبها العسكري فقط بل تشمل أيضاً جانباً اقتصادياً يتعلق بالسيطرة على ثروات الجنوب الغنية بالنفط والغاز والمعادن .
فالجنوب الذي كان دولة مستقلة قبل اتحاده مع الشمال في عام 1990 يشكو من التهميش والإقصاء والاستغلال من قبل السلطات المركزية في صنعاء ويرى أن حقوقه وثرواته قد نهبت وشعبه لا يحظى بالاحترام والتقدير .
ومن بين ثروات الجنوب التي تثير شهية كل الأطراف الشمالية المتصارعة في الحرب ( النفط ) فهو يشكل المصدر الأساسي للإيرادات في البلاد .
تقع معظم حقول النفط في محافظات جنوبية مثل حضرموت وشبوة وأبين ووفقاً لإحصاءات عام 2019 فإن إنتاج الجنوب من النفط يفوق 127 ألف برميل يومياً مقارنة بـ 50 ألف برميل يومياً في الشمال .
لكن شعب الجنوب لا يستفيد من هذه الثروة بالشكل المطلوب فإيراداتها تذهب إلى خزائن حكومتي صنعاء وعدن أو إلى شركات نفط أجنبية تحصل على حصص كبيرة من عقود التنقيب والإستخراج .
كما أن هذه الثروة تُستخدَم كورقة ضغط سياسي من قِبَل كل طرف في المفاوضات حول مستقبل اليمن .
الحوثيون هددوا مؤخراً بقصف المنشآت النفطية وموانئ تصدير النفط في الجنوب إن لم يحصلوا على نسبة 80 في المائة من عوائد النفط والغاز الجنوبي والحكومة الشرعية تستخدِم إيرادات النفط والغاز لتأمين دعم دولي لقضيتها ولتمويل نفسها .
وفي هذا السياق أطلق عدد من السياسيين والنشطاء والمثقفين الجنوبيين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار ( #ثرواتالجنوبللجنوبيين ) للتأكيد على أن ثروات شعب الجنوب هي ملكية خاصة له ولا يحق لأي طرف أو دولة التدخل فيها أو التصرف بها دون موافقته وأعربوا عن رفضهم لأي محاولات للالتفاف على حقوقهم أو لإجبارهم على التضحية بثرواتهم من أجل مصالح ضيقة .
وجددوا دعمهم وولائهم للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد اللواء عيدروس الزُبيدي والذي يُعتبر الممثل الشرعي والشعبي لشعب الجنوب وثورته .
وأكدوا على أن المجلس هو المخول الوحيد بالتفاوض حول مصير شعب الجنوب وثرواته ونفطه ودعوا إلى مساندة كل تحركات المجلس على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي والدبلوماسي .
إن هذه الحملة تُظهِر حجم التحديات التي تُعقِّد عملية السلام في اليمن فلا يُمكِن إنهاء الحرب دون إشراك شعب الجنوب في صنع القرار حول مستقبل بلاده .
كما لا يُمكِن إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة دون إيجاد حل عادل وشفاف لإدارة ثروات الجنوب فشعب الجنوب يُطالِب بإسترداد سيادته وكرامته ولا يقبل أن تظل ثروات بلاده محلاً للصراع والتقاسم بين قوى شمالية طامعة بدلاً من أن تكون عاملاً للتقدم والتنمية للجنوب وشعبه ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى