تحذير من تفشي الأوبئة جراء تحلل جثث القتلى في السودان

حذرت منظمة «إغاثة»، أمس، من خطر تفشي الأمراض، نتيجة تحلل جثث القتلى في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، التي مزقتها الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

فيما شهدت مدينة أم درمان، اشتباكات وصفت بأنها «الأعنف» منذ بدء الحرب، أسفرت عن سقوط قتلى بين المدنيين. وأفاد شهود عن وقوع اشتباكات في منطقة السوق الشعبي في المدينة، قرب مقر شرطة الاحتياطي المركزي، الذي سبق لـ«الدعم السريع» إعلان السيطرة عليه.

بينما تبادل الطرفان القصف بالمدافع الثقيلة في الأحياء القديمة، ونفذ الطيران الحربي غارات جوية استهدفت تجمعات تابعة لـ«الدعم السريع».

جثث متحللة

وذكر بيان، صادر عن منظمة «أنقذوا الأطفال»، مقرها لندن، أن «آلاف الجثث تتحلل في شوارع الخرطوم»، منوهة إلى عدم سعة المشارح لحفظ الجثث، وتأثير انقطاع الكهرباء المستمر على نظم التبريد. وقالت: إن ذلك «يعرض العائلات والأطفال، لخطر متزايد من الأمراض».

فيما نقلت المنظمة عن نقابة الأطباء السودانية قولها: «لم يتبق أي طاقم طبي في المشارح، تاركين الجثث مكشوفة على حالتها». وأوضح البيان أن «المزيج المرعب من أعداد الجثث المتزايد، ونقص المياه الحاد، وتعطل خدمات النظافة، والصرف الصحي.. يثير مخاوف تفشي وباء «الكوليرا» في المدينة».

وقال مدير صحة وتغذية الأطفال في المنظمة، بشير كمال الدين حميد: «إن عدم القدرة على دفن الموتى بكرامة هي معاناة أخرى للعائلات.. وإلى جانب الأسى والألم.. نشهد أزمة صحية في طور التكوين».

ودعت المنظمة في بيانها أطراف النزاع «إلى الموافقة على وقف الأعمال العدائية بشكل فوري وحل الأزمة سلمياً». إلى ذلك، أفاد شهود لـ«البيان»، بوقوع معارك ضارية، لاسيما في أحياء أم درمان القديمة، وتنفيذ قوات العمل الخاصة، عمليات تمشيط واسعة، واشتباكات مسلحة.

وبحسب مصادر عسكرية، خلفت المعارك خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين المتقاتلين. وبثت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة مقطعاً مصوراً لعناصر من قوات العمل الخاص، يستلمون آليات عسكرية، فيما بثت صفحات تابعة لـ«الدعم السريع»، مقاطع تظهر إلحاق خسائر كبيرة وسط قوات الجيش في محيط سلاح المهندسين بأم درمان.

بينما أطلق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، نداءات استغاثة عقب سقوط قتلى وجرحى من المدنيين جراء الاشتباكات العنيفة بأم درمان القديمة، مؤكدين سقوط عشرات القتلى والمصابين.

في الأثناء، ناشد القيادي البارز بقوى الحرية والتغيير، ياسر عرمان، عبر «تويتر»، جميع السودانيين رفع الصوت عالياً لوقف جرائم الحرب، مطالباً وقف الغارات الجوية والمدفعية الثقيلة وسط الأحياء المدنية، قائلاً «حماية المدنيين حق وواجب وضرورة».

نزوح

في السياق، أجبر الاقتتال الأهالي في أم درمان القديمة، على النزوح من منازلهم إلى الأحياء القريبة الأكثر أمناً، في وقت تتفاقم المعاناة الإنسانية لملايين السودانيين، الذين فروا من العاصمة ودارفور، فضلاً عن المحتجزين في الخرطوم، ويواجهون أوضاعاً مأساوية من انعدام الغذاء، والدواء، وانقطاع المياه والكهرباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى