أحلام ليفربول تصطدم بطموحات ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال

بعد 41 عاما من استضافة المواجهة الحاسمة بين الفريقين، ستكون العاصمة الفرنسية هي خشبة المسرح مجددا لواحدة من أبرز المواجهات في نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما يلتقي ليفربول نظيره ريال مدريد، غدا السبت.

وكان الفريقان التقيا في نهائي البطولة عام 1981 على استاد “بارك دو برنس” أو “حديقة الأمراء” في باريس ليكون النهائي الأول الذي يجمع بين الفريقين في هذه البطولة.

ويلتقي الفريقان غدا السبت على ملعب “استاد دو برنس” في ثالث مواجهة بينهما بنهائي البطولة، وهو الثاني بينهما في غضون اخر 5 مواسم.

وتمثل هذه المباراة واحدة من المواجهات الكلاسيكية المثيرة على الساحة الأوروبية نظرا لتاريخ وقوة الفريقين وخبرة كل منهما في البطولة.

وفي ظل المستوى المتميز الذي قدمه كل من الفريقين هذا الموسم، سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي، يصعب التكهن بهوية الفائز في هذه المواجهة.

ظروف مختلفة

ويخوض ليفربول النهائي الأوروبي غدا بعد أقل من أسبوع على ختام مسيرته في الدوري الإنجليزي هذا الموسم حيث حل الفريق ثانيا في جدول البطولة بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي.

وفي المقابل، حسم الريال لقب الدوري الإسباني قبل نهاية الموسم بأربع مراحل كاملة، ما منح الفريق فرصة لالتقاط الأنفاس والاستعداد بشكل أكثر هدوءا للنهائي الأوروبي.

ويستحوذ الريال على الرقم القياسي لعدد مرات التتويج بلقب البطولة برصيد 13 لقبا كان أحدثها في 2018 على حساب ليفربول نفسه.

وفي المقابل، توج ليفربول باللقب 6 مرات سابقة كان أحدثها في 2019 بعد الفوز على توتنهام 2-0 في نهائي إنجليزي خالص للبطولة.

تألق أليسون

ويختلف وضع ليفربول كثيرا الان عما كان عليه قبل 4 سنوات عندما خسر أمام الريال (1-3)؛ خاصة وأن الفريق يعتمد حاليا على حارس مرمى مميز وقادر على الذود عن مرماه بشكل رائع في مواجهة هجوم الريال القوي، وهو البرازيلي أليسون بيكر.

وكان الحارس الألماني لوريس كاريوس أحد أسباب الهزيمة التي مني بها ليفربول في نهائي 2018.

ولعب بيكر دوار بارزا في فوز ليفربول باللقب الأوروبي في الموسم التالي 2018 / 2019 ثم بلقب الدوري الإنجليزي في 2020، والذي كان أول لقب لليفربول في الدوري المحلي في غضون 30 عاما.

ثنائية ليفربول

ولكن ليفربول فقد فرصة الفوز بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم بعدما قلب مانشستر سيتي تأخره بهدفين نظيفين إلى فوز ثمين (3-2) على أستون فيلا في المرحلة الأخيرة من المسابقة.

وأحرز ليفربول ثنائية الكأس المحلية (كأس إنجلترا وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية) لصالحه هذا الموسم، كما فاز نجمه المصري محمد صلاح بجائزتي هداف الدوري الإنجليزي (مناصفة مع سون) وأكثر اللاعبين صناعة للأهداف في المسابقة نفسها هذا الموسم.

ولم تقتصر مكاسب ليفربول من هذا الموسم على ذلك، بل فاز مديره الفني الألماني يورجن كلوب بجائزة أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي هذا الموسم لتكون المرة الثانية التي يحرز فيها هذه الجائزة.

مخاوف كلوب

وقال كلوب إن المواجهة مع الريال صعبة دائما وتبدو وكأنها الأولى نظرا لأن الفريق الإسباني من طراز عالمي ويمثل ناديا عالميا ويدرك كيف يكسب المباريات.

ويعاني كلوب من مخاوف كبيرة بسبب إصابة لاعب خط وسطه تياجو ألكانتارا، الذي سبق له مواجهة الريال عدة مرات عندما كان لاعبا في صفوف برشلونة.

كما يخشى كلوب من تأثير الإجهاد على لاعبيه بعد موسم شاق على المستوى المحلي.

وعلى النقيض، كانت الفرصة سانحة أمام الريال ومديره الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي لمنح بعض اللاعبين قسطا من الراحة بعد حسم لقب الدوري الإسبالني في نهاية نيسان/أبريل الماضي.

ويعود الفضل الكبير في حسم الفريق للقب الدوري الإسباني مبكرا وكذلك في بلوغ النهائي الأوروبي إلى هذا الموسم الاستثنائي لمهاجمه الفرنسي كريم بنزيما.

ضربة مبابي

ولكن الصدمة الحقيقية التي تلقاها الريال قبل هذه المباراة النهائية تتمثل في قرار المهاجم الفرنسي الاخر كيليان مبابي بالبقاء في باريس سان جيرمان وعدم انتقاله إلى ريال مدريد بداية من الموسم المقبل، بعدما كان الريال قاب قوسين أو أدنى من إتمام الصفقة.

وقال أنشيلوتي، الذي حقق فريقه رمونتادا رائعة للغاية في المربع الذهبي لدوري الأبطال أمام مانشستر سيتي: “من الواضح للغاية بالنسبة لنا أن علينا التفكير في شئوننا”.

وزاد: “لم نتحدث أبدا من قبل عن لاعبين من فرق أخرى. نحترم الجميع، وكل قرار، وكل ناد.. علينا أن نؤدي مهمتنا. ما نفكر فيه واضح للغاية، وهو الاستعداد للنهائي”.

أنشيلوتي وكتابة التاريخ

وسبق لأنشيلوتي الفوز باللقب الأوروبي مع ميلان الإيطالي في 2003 و2007. وجاء الفوز في 2007 على حساب ليفربول بالذات.

وكان ذلك بعد عامين من مواجهة أخرى بين ليفربول وميلان في النهائي تقدم فيها الفريق الإيطالي بثلاثية نظيفة في الشوط الأول ثم رد ليفربول بثلاثية في الشوط الثاني.

وحينها لجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي الذي انتهى أيضا بالتعادل (3-3) قبل أن تحسم المباراة لصالح ليفربول عبر ركلات الترجيح.

وكان أنشيلوتي نجح أيضا خلال ولايته الأولى مع الريال في قيادة الفريق للقب دوري الأبطال عام 2014.

وإذا فاز الريال باللقب غدا، سيصبح أنشيلوتي أول مدرب يتوج بلقب دوري الأبطال 4 مرات، علما بأنه أصبح أول مدرب يفوز بلقب الدوري مرة واحدة على الأقل في كل من الدوريات ال5 الكبرى (إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى