التدمير الممنهج والمتعمد لمصافي عدن

الكاتب: د.جواد مكاوي

الجنوب العربي وشعب الجنوب يمران بمرحلة شديدة الاختناق والخطورة .. ناضل شعب الجنوب العربي من أجل كرامته و إنسانيته واستقلال دولة القانون والمؤسسات الحكومية وجيشها الجبار الذي لا يشق له غبار .. ولكن تكالبت عليه الكلاب المسعورة من الداخل والخارج.. فكلما حققت قيادته خطوات إيجابية قوية نحو تحقيق هدف حلم شعب الجنوب العربي الأبي .. ثارت الكلاب المسعورة من كل جانب ومزقت كل إنجاز تحقق على حساب تاريخ شعب الجنوب وشهدائه .. وازداد كلابهم قسوة بحربهم السياسي لينتقل إلى حروب في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والأمنية والصحية والتعليمية والبيئية وغيرها من المجالات .. ومن ضمن الحروب تدمير اكبر صرح حضاري إقتصادي وهي مصافي عدن التي أنشأت في عام ١٩٥٤م ورغم كل الظروف المحيطة بها ومعاناة موظفيها المتميزين (الذين كانوا.. منهم من توفاه الله تعالى ومنهم مريض لا يقوى على الحركة ومنهم يأس) فتوقفت المصفاة بعد عمل جبار في عام ٢٠١٥ بعد فترة (٦١) عاماً .. فبدأ الحرب بنهب كافة المخزون الضخم من النفط ومشتقاته وبعده يحصر إعلان حكومة بن دغر عام ٢٠١٦ بيع سفن تابعة للمصافي بأسعار مخفضة جداً والعذر الذي علق على شماعته هو من أجل صيانة المصافي .. وبعد ذلك قامت الكلاب المسعورة بتأجير خزانات النفط لتجار النفط أنفسهم وحتى يكمل خط التدمير تم تغيير الإدارة العامة للمصافي إلى إدارة الحبايب حتي تسهل عملية التدمير قانونياً.. وبدأت الكوارث تتوالى عليها .. فتم إحراق خزانات الطاقة وتدمير المعدات الثقيلة والأجهزة الحساسة ونهب الممتلكات والأراضي الخاصة بها .. فتم تجميد نشاط ميناء الزيت وتحويله إلى ميناء عسكري للقوات السعودية والإماراتية وعليه تم نهب أنابيب النفط والغاز التابعة للمصافي ومن ثم بيعه إلى المصافي نفسه بملايين الدولارات .. وامتدت الأيادي التدميرية إلى مساكب النفط التابعة للمنشأة النفطية العملاقة التي تعتبر الأولى في المنطقة العربية والخليج العربي..
وفي آخر مسلسل التخريب المتعمد والمقصود واستهداف المصافي هو قرار إستيراد النفط ومشتقاته لتعطيل المصفاة وإصابته بالشلل التام .. فأي محاولة لتشغيل المصفاة يعني ضرب تجار النفط بمقتل لذا يتم تخريب أي مظاهر تشغيل المصافي وإعادتها إلى الحياة وبالتالي سد باب الحاجة لصرف مليارات الدولارات التي تصب في جيوب التجار وأصحاب المصالح المشتركة ..

مصادر عمالية كشفت عن دخل شهري من إيجار الخزن يتراوح ما (٥-٧) مليون دولار أي ما يعادل (٦ مليار و٣٠٠ مليون ريال يمني) وهو ما يعادل (٧٥ مليار و٦٠٠ مليون ريال يمني) في العام ، هذا من خلاف إيجار ميناء الزيت والتاجات والبواخر المتواجدة في الخارج ..

وما خفية كان أعظم .. والمصدر نفسه يقول إن إعادة تشغيل المصافي وعودتها لتكرار النفط الخام وإنتاج المشتقات النفطية والغاز سوف يتم حلحلة ومعالجة كافة الأزمات المفتعلة والمقصودة من أزمة بترول وديزل وغاز الطهي المنزلي وكهرباء ورواتب العمال وتخفيضات مريحة في السلع الغذائية والطبية والخدماتية واستقرار قيمة العملة المحلية أمام العملة الأجنبية..

ولكن بسبب ذلك التدمير الشامل المتعمد يتم تغيير مسار سفن النفط إلى ميناء المخا وميناء الحديدة بدلا عن ميناء الزيت في العاصمة عدن .
إن تدمير مصافي عدن له آثار خطيرة على الحياة المعيشية والمجتمعية للمواطن في كل مجالات الحياة بل تزيده فقرا وتعاسة ونكد وصراع دائم مع الأزمات المفتعلة والمقصودة لضرب ظهر الجنوب العربي وشعب الجنوب فلا يفكر بالتحرير ولا بالاستقلالية من براثن العدو .. بل يشكك حتى في قيادته الحكيمة ويطالب بعودة أيام الرخاء ( لعفاش) أو (الحوثة) لأنه يسمع عن استقرار صنعاء وغيرها من المناطق تحت سيطرتهم .. وهذا ما يسمع عنه أصوات فوق الطاولة فقط .

يجب إعادة النظر في معالجة مواضيع مصافي عدن مهما كانت الظروف المحيطة بها والتكلفة وعلى قيادة الإنتقالي الجنوبي التركيز على هذا الموضوع لأن لا يوجد في الساحة الآن من هو مهتم بالجنوب ولا شعب الجنوب غير قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي.

د. جواد حسن حسين مكاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى