حلقة نقاش حول مسارات الحوار الوطني الجنوبي(التساؤلات والواقع المأمول)

في أطار أنشطته الأسبوعية لشهر يناير 2023م، نظم منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي عصر أمس الخميس الموافق 26- يناير – 2023م حلقة نقاشية بعنوان مسارات الحوار الوطني الجنوبي التساؤلات والواقع المأمول، وقد كان ضيوف هذه الحلقة أعضاء لجنة الحوار الوطني الجنوبي ، الدكتور، صالح محسن الحاج رئيس اللجنة ، والدكتور عبدالكريم سعيد عضو اللجنة والاستاذ ، سالم الدياني عضو اللجنة وكذلك الاستاذ، فهيم سيف مقرر اللجنة، وحضر المنتدى عدد من الشخصيات السياسية الأكاديمية والعسكرية والاجتماعية والناشطين والمفكرين الجنوبيين .

وفي البدء رحب سعادة السفير قاسم عسكر جبران رئيس المنتدى بضيوف المنتدى شاكرا الحاضرين لتفاعلهم الدائم مع أنشطه وفعاليات المنتدى، مقدما ملمحا موجزا عن رسالة ورؤية وأهداف المنتدى وفي بداية الحلقة التي أدارها د. صبري عفيف، مقدما ضيوف الحلقة، وموضحا أهم الأرشادات والقواعد لسير عملية المشاركة في الحديث.

وبعد الافتتاح شكر الدكتور صالح محسن الحاج رئيس لجنة الحوار الوطني الجنوبي رئيس المنتدى وحيا الحاضرين مثمنا دورهم الوطني الذي قدموه في مراحل النضال الجنوبي، وأشار ان وجودنا معكم اليوم هو لتبادل الخبرات لكونكم رواد للتصالح والتسامح والحوار الوطني الذي جسدته ثورتكم المباركة منذ انطلاقتها الأولى، ومن ثم تحدث عن موضوع الحلقة الذي شمل ثلاثة محاور رئيسة هي:
المحور الأول: مفاهيم الحوار الوطني الجنوبي أهميته، وأسسه ومبادئه وآلياته.
والمحور الثاني: مسارات الحوار الوطني الجنوبي منذ قرار تشكيل اللجنة حد اللحظة.
المحور الثالث: الخطوات المتبقية لاستكمال الحوار الوطني.

ففي المحور الأول، تحدث الحاج عن مفهوم الحوار.. بأنه الوسيلة المثلى والقيمة الإنسانية والوطنية والحضارية التي تسهم في صناعة الاثأوطان وتبني الحضارات، وقد عملنا نحن في الجنوب منذ تشكيل اللجنة الوطنية للحوار من قبل سيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي يعد رمزية جنوبية أجمع عليها شعب الجنوب ويعد الرجل الاول لهذه المرحلة، وقد شكل قراره في تشكيل لجنة وطنية للحوار تترجم مبدأ التصالح والتسامح والشراكة والمشاركة الوطنية الجنوبي بكل فئاته وأحزابه ومكوناته وكذلك استكمال، الخطوات في هذا المسار حيث أن هناك لجان وطنية عملت في هذا المجال من قبل، وما توصلنا اليه اليوم هو ثمرة نضالات شعبنا في الجنوب، لكن ما ميز عمل هذه اللجنة الوطنية للحوار هو وضع منهجية وأليات لعملية الحوار معتمدين على تلك الخلفية النضالية التي سبق بها رواد التصالح والتسامح الجنوبي حيث اعتمدنا على ذلك الموروث واتخذنا منه دروس وعبر وكل تلك الدروس نستفيد منها في حاضرنا فقد كنا نلجأ في السابق للصراع والحرب والمواجهات فها نحن اليوم نؤسس بنيان الحاضر والمستقبل مستفيدين من تجارب الماضي وكذلك تجارب الشعوب الحرة التي مرت بعدد من الصراعات، نحو الصراعات في القرن الافريقي وكذلك في اوروبا ومثلها امريكا، فقد جعلت تلك الشعوب الحوار والمشاركة والتعايش السلمي وسيلة لنيل حريتهم وحقوقهم السياسية والمدنية، أننا، نسعى بأن يكون الحوار هو الطريق الآمن للحفاظ على الوطن والثورة الجنوبية ومكتساباتها بحيث يصبح الوطن ملك للجميع وطن تمارس في كل الحقوق السياسية والحريات والتعبير عن الرأي والرأي الأخر.

وأشار الحاج أن مفهوم السياسية والديمقراطية ليس قتالا وصدام ومواجهات بل هي أدارة للشأن العام وتلبية حاجات المواطنين وان الاختلاف في الرأي شيئ طبيعي لا يفضي إلى الحرب والمواجهة، وشدد أن المرحلة التي يمر بها شعب الجنوب وقضيته السياسية تتطلب التسامح والتصالح وتقبل الرأي والرأي الاخر ولابد أن يلتزم الجميع بمفهوم السلام الدائم مع الماضي، والحاضر والمستقبل.
لقد كان لنا في تجربة الثورة الجنوبية خير انموذج في، أطارنا المحلي وهي مبدأ التسامح،ك والتصالح الوطني الجنوبي الذي يعد القاعدة الفولاذية التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة.

وتطرق أننا اليوم نؤسس حوارا أوسع واشمل لكونه يمثل الأطياف والفئات الجنوبية ولا يستثني أحد وقد قررنا أن نذهب للجميع سياسيين وأحزاب، ومكونات وسلاطين وشخصيات اجتماعية ودينية ونقابية واكاديمية وكل مكونات المجتمع الجنوبي. لقد حقننا حاضنة جماهيرية تشمل جغرافيا الجنوب من المهرة إلى باب المندب.
وفيما يخص الوطنية فيقصد بها الوطن والهوية والكيان الجامع لكل الجنوبيين.
وتطرق في المحور الثاني الاليات والخطوات التي سارت عليها لجنة الحوار الوطني الجنوبي فقد وقفت اللجنة على عدد من الاسئلة المنهجية المتمثلة في، ماذا نريد؟ ولماذا؟ ومن نستهدف؟ وكيف؟ ومتى؟ ومن خلال، تلك المنهجية استطعنا أن نرسم الخارطة العملية لسير عملية الحوار .
فكانت الإجابة أننا نريد حوار وتوافقا وطنيا جنوبيا يشمل الجميع بعيدا عن الاقصاء والابعاد، ولماذا نتحاور؟ لأجل الوطن والهوية واستعادة الدولة الجنوبية بحدودها المعترف بها دوليا، وفي سبيل الوصول لذلك الهدف لابد ان نستهدف الجميع وبدأنا العمل في الخارج فزرنا عددا كبيرا من القيادات السياسية والشخصيات الوطنية ولم نبق أحدا إلا وذهبنا إليه لموقعه ومكان تواجدالعالم.

وتطرق لأهم النتائج التي توصلت له لجنة الحوار الوطني في جولاتها الأولى هو اننا لم نجد أي مكون او طرف يقف ضد مشروع شعب الجنوب لم نجد طرفا يدافع عن الوحدة مع اليمن بل ان الجميع متفق على عدالة مطالب أبناء الجنوب في استعادة دولتهم وهويتهم.
كانت هناك تساؤلات تطرف من بعض الأطراف عن الاستعداد للمرحلة وكذلك الأداء الذي تمر به قضية شعبنا، لكن جلسنا معا وتم مناقشة والرد على تلك التساؤلات وتوصلنا مع الأطراف كلها إلى إقرار وثيقة شرف وطنية جامعة وحاولنا ان نشرح تلك الوثيقة ومسار نجاحها وكذلك الأسس والمبادئ التي ستشملها تلك الوثيقة مع الاستفادة من التجارب التي اعتمدت كثيرا على ترتيب عقدها الاجتماعي في سبيل الوصول إلى قواسم مشتركة يعمل الجميع للوصول إليها.
فالوثيقة هي بمثابة القاعدة أو المرجعية التي سوف ينطلق منها دستور الدولة الجنوبية واتفق الجميع في الأسهام في تقديم الرؤئ والمشاركة في تعزيز الأسس والمبادئ ومن ثم صياغتها واقرارها.

وكانت أبرز تلك الأسس والمبادئ هي،
1- الحوار والتسامح والتصالح والمشاركة قيم أساسية للمرحلة .
2- استعادة الدولة الجنوبية بحدودها المعترف بها دوليا قبل عام، 90م .
3- الشراكة الوطنية في بناء الدولة القادمة.
4- نظام الدولة الفيدرالي الحديث بولايات .
5- معالجة الصراعات التي عانى منها شعبنا تحت مبدأ العدالة الانتقالية لجبر الضرر والدولة الجديدة هي المعنية بتلك المرحلة.
ومن ضمن المبادئ العامة كيفية الخروج من هذا المأزق الذي نحن فيه؟ كيف نتجاوز الألم التي نعيشها الان؟

وأشار الدكتور الحاج لتجارب الشعوب وضرب لنا مثلا بالقائد المناضل مونديلا الذي مكث في سجنه ثلاثون عاما لكنه خرج وهو يحمل ثقافة الحوار والتسامح والتصالح مع الذات حيث اصبح رمزا للحرية والعدالة والنضال السلمي في العالم .
وفيما يخص الاجندة السياسية الحالية ومصير قضية شعب الجنوب تحدث ان العالم لا يؤمن إلا بقرار الشعوب ونحن من خلال الحوار سوف نوصل رسالة للعالم أن الجنوب قيادة وشعبا يسعون لاستعادة دولتهم وتلك الارادة كلفتها المواثيق والمعاهدات الدولية، واشار أن اتفاقية ومشاورات الرياض الاخيرة وضعت اطارا خاصا بقضية شعب الجنوب وأن الذهاب لتفاوض مع الاطراف المتصارعة في الساحة اليمنية حق ملزم للتفاوض بشكل مستقل .

وتحدث ان هناك مشاكل عديدة تطرقت لها جولات الحوار نحو القضايا الامنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية.
وما اثلج صدورنا هو وجود رغبة عارمة لدى الجميع في استعادة الدولة بل أننا لم نجد صوتا معارضا لذلك الهدف المشروع.
وطمن الجميع أن عندنا أملا، كبير وثقة قوية بقيادتنا وشعبنا في الوصول لأهدافه المرجوة وهناك مؤشرات واضحة للعيان بأن الجنوب من المستحيل ان يعود ليكون تابعا لأحد.

ونوه لبعض المحاولات التي يسعها لها بعض الساسة الشماليين لاسيما من أبناء المناطق الوسطى يطلبون منا التأني فكان رد الجميع لهم ان الجنوب لن يذهب مرة اخرى لرحلة التيه وانه جرب كل شئء ولم يبق لديه شي يجربه ، ونحن اخبرناهم بأننا ليسوا ضد أحد دعونا نرتب بيتنا الداخلي ونعيش في وطننا بسلام يكفي من العذاب ما عشناه سنين، فقرار شعب الجنوب قد حسم مسبقا ومن المستحيل ان نتخلى عن أهدافنل وعدالة قضيتنا.

وفي المحور الثالث، أشار أن الجولة القادمة لاستكمال ملاحظات القوى الوطنية الجنوبية على مسودة الميثاق الوطني الجنوبي الشامل ومن ثم ابتعاث مندوبيين لاقراره والتوقيع عليه والانطلاق نحو لقاء وطني جامع لكل الجنوب الذي تعد الوثائق المتوافق عليها أبرز الأسس والمبادئ نحو استعادة ومن ثم بناء دولة الجنوب.
ومن ثم تحدث الدكتور عبدالكريم قائلا؛ إضافة لما تحدث به رئيس اللجنة الوطنية للحوار الجنوبي نحن عملنا على بكل جهدنا في، توحيد الخطاب السياسي والإعلامي الجنوبي في، الداخل والخارج وحدد عدد من التوجهات والمسارات التي ترسم ملامح الخطاب السياسي وفتحنا قنوات تواصل مع الشعب عبر قناة وأذاعة عدن في سبيل ايصال رسالة اللجنة الوطنية الجنوبية وما تحمله من بشائر خير لشعبنا العظيم.

وأكد أن مسارات الحوار كشف عن ثلاثة اتجاهات.
الأول من يؤمن بقضية شعبنا العادلة ويؤكد على استعادتها بكل الطرق المتاحة وهو الاغلبية الساحقة والاتجاه الثاني الذي يؤمن بقضية شعبنا ولكن لديه بعض التسأؤلات المشروعة.
وهناك توجه ثالث وهو القليل الذي لايؤمن بقضية شعبنا ولديه ارتباطات باليمننة.
رغم ذلك سيظل باب الحوار مفتوحا لهم فهم جزء منا لايمكن ان يصدر منا أي أساءة لهم.
ودعا الجميع أن يكونوا جاهزين لكل التحديات وبذل جهدا كبيرا للمرحلة وما، تتطلبه من تحد وإصرار وعزيمة، ومحذرا من الانانية وحب الذات لكونها المرض الخطير الذي ينخر قضية شعبنا.

داعيا الجميع أن يدرك مدئ التأمر الذي، يبذل في، سبيل تمزيق الوحدة الوطنية الجنوبية.
وأكد سالم الدياني عضو لجنة الحوار الوطني الجنوبي ما تحدث به زملاءه مشددا على وحدة الصف ومواجهة التحديات في سبيل نصرة قضية شعبنا العظيم.
ومن ثم ترك الحديث للمشاركين حيث طرحت عدد من الملاحظات والأسئلة التي تصب في موضوع حلقة النقاش مشيدين بالانجازات التي حققته لجنة الحوار الوطني مطالبين بتكثيف جهودها والسرعة إلى عقد الحوار الوطني الجنوبي الشامل في سبيل رسم ملامح المحاضر وتحديد مطلبات المستقبل، وأشاد المشاركون باللجنة دورها الوطني الذي يعد جبهة بحد ذاته.
وفي ختام الحلقة أجاب الدكتور الحاج عن الأسئلة المطروحة شارحا بعضها موضحا للجميع أن كل ملاحظاتهم كلها في موقع الاعتبار وان الاخذ بها سيكون من اولويات عمل اللجنة.. شاكرا الجميع علئ الحضور والتفاعل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى