تسهيل الاتفاق مع الحوثيين

كتب / عادل العبيدي :

يداهمنا الاستغراب، كيف يسهلون الوصول إلى تسوية سياسية يمنية وإحلال السلام بين جميع القوى اليمنية المتصارعة بعيدًا عن المعطيات التي أفرزتها حرب 2015م على واقع الأرض شمالا وجنوبا، وكذلك بعيدًا عن أهداف كل قوة من تلك القوى التي تسعى إلى تحقيقها؟

لا أدري كيف يسهلون الوصول إلى اتفاق مع الحوثيين ويضمنون صدق الوفاء به بمجرد أن يدفعون للحوثي  رواتب الموظفين حسب كشوفات 2014م وتنفيذ البنود الأخرى المتفق عليها حسب التسريبات؟

الحوثي مشروع ديني عقائدي طائفي، يشتهي التمدد والتوسع في اليمن وفي المنطقة العربية برمتها، لا يمكن لهذا الاتفاق أو ذاك أو لهذه التسوية أو تلك أن توقف هذا المشروع عند حدوده التي وقف عندها أثناء إبرام الاتفاق أو الموافقة على التسوية، لحيث وأهداف هذا المشروع العقائدي في التوسع والتمدد داخل المنطقة العربية تعود إلى بداية ظهور العداء السياسي والديني بين دولة إيران الفارسية ودولة المملكة العربية السعودية، لهذا وبكل تأكيد فإن المرونة السياسية التي يحاول الحوثيون إظهارها واللعب على حبالها مع الشقيقة السعودية في التوصل إلى اتفاق سلام بينهم ووقف التهديدات الحوثية على الأراضي السعودية ليست سوى ابتزاز سياسي يحاول الحوثيون من خلاله إظهار مدى ضعف القوة العسكرية السعودية أمام قوته، وأن هذا الخضوع السعودي ليس له معنى آخر غير معنى واحد وهو انتصارهم في الحرب التي اندلعت ضدهم، وهذا بدون أدنى شك سيزيد من هيبة الحوثيين داخل أوساط الشعب الشمالي الذي سيزداد طاعة وموالاة للنظام العقائدي الحوثي.

حالة واحدة فقط فيها تستطيع الشقيقة السعودية ضمان عدم تلاعب أو تمرد الحوثيين عن أي اتفاق أو تسوية تبرم بينهما وتحجم الحوثيين في أماكنهم وحدودهم، وهو أن يكون صرف رواتب الموظفين الحوثيين من البنك المركزي السعودي ويكون ذلك شهريا ولأعوام كما كانت تفعل ذلك مع أنظمة الشمال السابقة عندما كانت هي المتكفلة بدفع رواتب الجيش والموظفين الشماليين سابقا، ويكون ذلك مصحوبا باعتراف سعودي لسلطة دولة الحوثيين على حدود جغرافية دولة الشمال قبل تاريخ 22 مايو 1990م.

ما لم فإن شعب الجنوب الذي صبر على الجوع والأزمات الاقتصادية التي كانت تفتعلها سلطة ما تسمى الشرعية اليمنية الذي كان من أجل تمكين المجلس الانتقالي الجنوبي في أن يخطو خطوات متقدمة نحو استعادة دولتهم المستقلة في بيئة شعبية جنوبية خالية من الفوضى، لن يقف هذه المرة مكتوف الأيدي أمام أي اتفاق أو تسوية من أي طرف مع الحوثيين يجعل الحوثيين يشاطرونهم ثرواتهم وذلك على حساب زيادة تردي مستوى معيشة شعب الجنوب وكثرة أزماته الاقتصادية فوق ماهي عليه، وبإذن الله ستكون في جعبة الانتقالي أشياء كثيرة  بها يوجه الشعب الجنوبي نحو رفض سياسة الإذلال والتجويع والتركيع المقصودة، ونحو رفض أي اتفاقيات أو تسويات لا تلبي تطلعات الجنوبيين في استعادة دولتهم المستقلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى