أين كنا وأين وصلنا ..مفارقة مطلوبة

كتب / عزالدين الشعيبي:

ما بين ما كنا وإلى أين وصلنا كشعب جنوبي لم يكن ضرب لتكهنات عرافة أو اوجدته الصدف خبط عشواء .

كنا في بدايات انطلاقة شرارة الحراك السلمي وقوة عنفوانة ورغم التضحيات التي لم تتوقف لشعبنا الجنوبي وصراعاته إلا كنا ندور حول نقطة دائرية تعيدنا ومن جديد إلى النقطة صفر نفسها ،

وظلت الأصوات الجنوبية تواصل مسيرة النضال وتتعالى الأصوات إنما وللأسف ظلت عجلة الثورة متعثرة بفعل تشعب المكونات على الأرض وازدياد الخلافات والصراعات التي أربكت التقدم، وكنا نفتقد لكيان سياسي واحد ينظم حركية الثورة، وقيادة واعية ترسم للحراك خارطته نحو تحقيق منجزات ملموسة ،
إلى أن تظافرت الجهود وسنحت الظروف والمتغيرات لتدفع بالهدير الشعبي الجنوبي الثائر نحو قرار ارتأى فيه توحيد كل مكونات الثورة والمكونات السياسية تحت وعاء سياسي واحد “المجلس الانتقالي الجنوبي” وتفويض قائدا وجد الشعب الجنوبي أجمع ثقته فيه يوم 4 مايو 19017 وفي وقت وظرف عصيب معقد عمل المجلس الانتقالي الجنوبي وبرئاسة عيدروس بن قاسم الزبيدي والشرفاء المناضلين من قياداتنا الجنوبية تأسيس بدايات العمل المؤسسي والسياسي الذي تمخض منه تشكيل هيئات المجلس الانتقالي العليا بخطى مدروسة ومنظمة انعكس على محافظات الجنوب وبدأنا كشعب جنوبي نرتب أوراقنا ونضالنا وكفاحنا ليشكل نجاحات واقعية تمثلث في اتساع رقعة المفاوضات السياسية، وتدويل مطالب قضيتنا الجنوبية التي كانت مغمورة نسبيا في ظل الشتات الحاصل ،وتلت نقطة تشكيل الكيان السياسي تأسيس المؤسسة العسكرية والأمنية في الجنوب واستطاع الانتقالي أن يحقق تحالفات قوية مع دول ذات التأثير في صنع القرار وفرض المتغيرات ،

وجميعنا لا ينسى الظروف التي حمل فيه المجلس الانتقالي مسؤولية قيادة الدفة للإبحا بسفينة الثورة الجنوبية نحو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ،إذ أن الحرب الطاحنة كان لا زال رحاها يعج وتبعاتها لا زالت طرية التأثير على شعبنا الجنوبي فعمد المجلس وبالتحالفات مع دول الأشقاء على مواجهة غمار التحديات ومسؤولية الحفاظ على الانتصارات والمنجزات التي حققها شعبنا الجنوبي في تطهير الجنوب من براثن الاحتلال الإيراني الحوثي والدفع نحو تطبيع الأوضاع وفرض حالة الأمن والاستقرار والتصدي لمشروع الإرهاب ومواجهة ملفات عديدة غاية في الصعوبة ،

انطلق المجلس الانتقالي الجنوبي وبفضل الله وحنكة القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي بتحقيق مكاسب وانتصارات عملت نقلة كبيرة نحو هدف شعبنا الجنوبي وأسست اللبنة الأساس لإدارة شعبنا الجنوبي لدولته وفرض سيطرته على كل الجنوب ،

ورغم التحديات والصعوبات والأوضاع التي كابدها شعبنا الجنوبي ولا زال حتى المرحلة الراهنة يصارعها إنما ما تحقق لشعبنا الجنوبي من انتصارات على الأرض وانتصارات سياسية ودبلوماسية جعلت شعبنا يؤكد الثقة ويلتف حول قيادته في المجلس الانتقالي الجنوبي ويخوضون معا حجم التحديات التي ترمي بها القوى المعادية للنيل من شعبنا الجنوبي ومن مقدراته .

اليوم شعبنا الجنوبي يعيش مرحلة التمكين مرحلة السيطرة التامة على كل الجنوب مرحلة الاستقلال المنجز يدوس على كل الجراحات ويبذل المزيد من التضحيات نحو استكمال النصر العظيم بإعلان الدولة الجنوبية المستقلة سياديا والتي بات قاب قوسين او أدنى .

القافلة تمضي نحو الأمام يقودها شرفاء الأرض شرفاء الجنوب ويتساقط من تساقط لن يعيقنا عن مواصلة المشوار خلف قيادتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي عائق، مدركون أنه ومهما اشتد الظلام سينبلج الصباح .

لكل شعبنا الجنوبي في كل انتصار يحققه المجلس الانتقالي وقيادته الشرفاء ستجدون ألف من يحاول شق الصف وزرع الشكوك ، ستجدون مكينات الإعلام لقوى الشر والإجرام ضد شعبنا الجنوبي تبث السموم وتتحاول زرع الانقسام وترمي بكل أدواتها لتحقيق أجنداتها وإنفاذ مشاريعها ،

لشعبنا الجنوبي لتدركوا أن ما يطن الفأس إلا من حجر وكلما حقق شعبنا الجنوبي انتصارا لقضيته كلما زاد النباح من الأعداء وزادت حدة المخططات .

الثبات والصمود والصبر والسعي لتوحيد الجبهة الداخلية عانل أساس في المناورات السياسية والمفاوضات التي تقوده قياداتنا في المجلس الانتقالي على أكثر من صعيد دولي ، التحلي بالوعي والإحاطة بما يكيده ويحيكه أعداء شعبنا الجنوبي أمر مطلوب لإفشالها ،

وكلي ثقة بالشعب الذي صنع المستحيل وقهر الأعداء في كل المراحل المنضوية أن يفشل مخططات الأعداء ، لنشمر السواعد ونشحذ الهمم ولا نترك للمتربصين ثغرات لتمزيق نسيجنا المجتمعي وتمزيق اللحمة الوطنية ، لا نترك لمروجي الفتن في الجنوب مجالا لتحقيق مآربهم ومحططاتهم اللعينة في هدّ الثقة بين شعبنا الجنوبي وقيادته ونسف كل ما تحقق ، لا نترك لهم مجالا لتحريضهم على المناطقية وإذكاء النعرات وشق الصف والتصيد بكل ما يخل بمبادئ وثوابت شعبنا الجنوبي ، وتيقنوا أننا بأن النصر حليفنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى