شهادة لله ثم للتاريخ

كتب / أحمد راشد الجنيني الصبيحي :

معرفتي بالشيخ المجاهد بشير المضربي تعود إلى قبل 13عامًا، وإن كان من نفس منطقة الوالدة في مديرية المضاربة في الصبيحة، وكان يحظى باحترام أهل المنطقة، ويعد من أعيانها ومن ذوي الحل والعقد رغم أنه كان في مقتبل العمر، وكان الشيخ بشير المضربي داعية إلى الله بعيدًا عن الغلو والتطرف بديهي الرد، مع ما يحمله من بشاشة الوجه ويحمل في طيات  كلامه النكتة البديهة.

وعندما داهم الحوثي عدن جنَّد الشيخ بشير نفسه للدفاع عنها، والتقى وزير الدفاع محمود الصبيحي والذي يعرفه تمام المعرفة مما جعله على مدفع 23 في العند، لكن كان تقدم الحوثي أسرع وكان عليهم الانسحاب مع القوات الجنوبية المنسحبة وعندما تم أسر وزير الدفاع محمود الصبيحي شعر الشيخ بشير بواجبه الديني والوطني  وقام يحث الشباب من السلفيين وغيرهم من ذوي النخوة  والرجولة  من شباب عدن بعد أن تلقى دعماً من التحالف لمقاومة الحوثي بكل استبسال وثبات وكانت تربط الشيخ علاقة قوية بالعميد فضل حسن من سابق وتم التنسيق فيما بينهم وعندها استدعى الجنود الذين يعرفهم وكانوا ضمن اللواء الخاص به الواقع في كتاف (صعدة) واستلم  جبهة رأس عمران الفردوس التي سيطر عليها الحوثي ومثلث الرجاع وتمكن من قطع الصبيحة عن عدن وتأمينها من أي  اختراق نحو المصفاة والبريقة.

كانت عزيمة الشيخ بشير عالية جدا كان يقدم الدعم لكل الجبهات بالسلاح والمال بعد سقوط التواهي ويتقدم كل جبهة يرى أن العدو سوف يخترقها ويعززها بقوات الطوارئ التي أسسها لهذي المهام القتالية ضد العدو، وفي 25 رمضان قرر التحالف تحرير رأس عمران بالقوات التي أسسها بشير مع القائد فضل حسن وقد دعم التحالف الجبهة بـ 8 مدرعات إماراتية وكنت أحد المشاركين في هذي الجبهة وحصل النصر خلال أربع ساعات وتم السيطرة وتحرير رأس عمران.

وقد شارك الشيخ بشير المضاربي  في كل الجبهات التي قام التحالف بتحريرها وأسندت إليه مناطق خاصة لتحريرها مثل الوهط وبالقوات التي معه والذي اتخذ من الخيسة مقرا له خلال فترة الحرب مثلما فتحت سواحلها للتحالف العربي.

وهذه شهادة للإنصاف أكتبها بإيجاز عن هذا القائد الشاب الذي كان له دور بارز في كل الجبهات، لكننا نجد أن هناك تجاهلا بما قدمه من تضحيات وبطولات لم تكتب عنه الأقلام  كما كتبت عن بعض القيادات الأخرى بظهور إعلامي متميز، وبرغم معرفتهم  من هو القائد بشير المضربي، فالتاريخ يدون كل الحقائق والأحداث وأبطالها الشرفاء لا يستطيع أحد أن يمحيه فقد دوِّن في كتاب الزمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى