تصنيف الحوثي “جماعة إرهابية”.. مطلب يمني وعربي لإنقاذ السلام

لم يعد تصنيف مليشيات الحوثي “جماعة إرهابية” مطلبا يمنيا فحسب، إنما إحدى الأولويات العربية من أجل أمن المنطقة وإنقاذ السلام بهذا البلد.

وفي أحدث المواقف العربية، دعا مجلس الوزراء السعودي، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تصنيف المليشيات الحوثية “جماعة إرهابية عالمية” ومقاطعتها وتجفيف منابع تمويلها.

دعوة سعودية جاءت بعد استنفاد كل الجهود للتوصل إلى حل سلمي، وإصرار مليشيات الحوثي على عدم الاستجابة للأصوات التي تنشد السلام والاستقرار لليمن، كان آخرها رفض تمديد الهدنة الأممية في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وهذا ما أكدته الحكومة اليمنية، في بيان، أن مليشيات الحوثي رفضت كافة المساعي الحميدة لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية، بما فيها المبادرة السعودية، وإعلان الهدنة الأممية مؤخرا، ما يستدعي تصنيفها على رأس قائمة الجماعات الإرهابية الدولية.

ورحبت الحكومة ، بالموقف السعودية مشيدة بكافة الجهود الإقليمية الساعية إلى تصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية، ليشمل ذلك حظر الاتصالات مع المليشيات الإجرامية وتجفيف منابع تمويلها.

وأكدت أن تسريع التصنيف الإرهابي للمليشيات الحوثية يأتي بعد أن تسببت بأكبر أزمة إنسانية في العالم، فضلاً عن ملايين القتلى والجرحى والنازحين، واستنزاف القدرات الوطنية في كافة المجالات.

جرائم مروعة
لم تعق مليشيات الحوثي جهود السلام والاستقرار في اليمن فحسب لكن خطرها على مدى 8 أعوام من عمر الحرب أصبح يهدد الأمن والسلم الدوليين إثر جرائم الحرب والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان.

لعل أبرز هذه الجرائم، هي تحويل اليمن إلى أكبر حقل للألغام في العالم إلى جانب زراعة ملايين الألغام المضادة للأفراد المحرمة دوليا ما أوقع أكثر من 9 آلاف و500 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن إعاقة فرص استثمار مقدرات البلاد واستقرارها على مدار عقود مقبلة.

كذلك فاقمت المليشيات الحوثية انتهاكاتها بشكل وحشي بحق الصحفيين، إذ وثقت آخر التقارير ارتكابها 1450 حالة انتهاكات بينها مقتل 51 صحفياً وتعرض أكثر من 350 آخرين للاختطاف والإخفاء القسري.

كما حولت مليشيات الحوثي شمال اليمن إلى معتقل ضخم، يضم أكثر من 641 سجنا رسميا وسريا، يتم اعتقال فيهم آلاف المختطفين والمخفيين قسرا، في انتهاكات تجاوزت كافة المنظمات الإرهابية حول العالم.

ومن جرائم الحرب الحوثية أيضا تجنيد الأطفال، حيث وثقت منظمة ميون اليمنية لحقوق الإنسان تجنيد مليشيات الحوثي مطلع الشهر الماضي 400 طفل في موقع عسكري واحد يتبع ما يسمى المنطقة العسكرية الرابعة للانقلابيين شرقي تعز، جنوبي اليمن.

ويعد تجنيد مليشيات الحوثي للأطفال إخلالا باتفاقها مع الأمم المتحدة منتصف أبريل/نيسان الماضي والتي تلزمها بإنهاء التجنيد في صفوفها خلال 6 أشهر في جرائم يجعل الحوثي مستوفيا كل الشروط لتصنيفها منظمة إرهابية.

علاقة مع جماعات إرهابية
الحكومة وفي بيان لها فإن مليشيات الحوثي أقرت بارتباطها الوثيق والتخادم مع جماعات العنف والإرهاب في المنطقة المدعومة من النظام الإيراني المصنفة على قائمة الإرهاب، حيث يتلقى عناصر الجماعة مختلف أنواع الأسلحة وتقنياتها، فضلاً عن دورات تدريبية على أيدي خبراء من مليشيات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.

ولفت البيان إلى أن المليشيات الحوثية ذهبت في إجراءاتها العدائية لإعاقة وصول المساعدات الإنسانية ونهبها وتسخيرها لخدمة مجهودها الحربي، إضافة إلى احتجاز موظفي الإغاثة، وتهديدهم وتقييد حرية انتقالهم وأنشطتهم الإنسانية.

وأكدت استمرار المليشيات الحوثية في انتهاكاتها للقانون الدولي والاتفاقيات والمواثيق ذات الصلة، بما في ذلك مهاجمة الأعيان المدنية في الداخل ودول الجوار والمياه الإقليمية والدولية واعتراض واختطاف السفن التجارية، واستمرارها في إطلاق التهديدات والاستعراضات العسكرية تحضيراً لمزيد من الهجمات الإرهابية التي تستهدف حركة الملاحة الدولية.

وتصنف القوانين الدولية جرائم المليشيات الحوثية كجرائم إرهابية منظمة ذات بعد دولي وبما أن الجماعة الحوثية مليشيات انقلابية ترفض الانقياد للقانون اليمني فإن الجهة المخولة بمواجهة التهديدات للمصالح الدولية والممرات هي المجتمع الدولي بدرجة رئيسية لحماية مصالحه وسلامة الملاحة الدولية.

وبحسب القوانين الدولية فإن مليشيات الحوثي قد ارتكبت جريمة إرهاب دولي تتعدى خطورتها جرائم القرصنة التي تستهدف الحصول على منافع مادية بينما ما تقوم به مليشيات الحوثي جرائم لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية وهي جرائم إرهاب دولي، حسب اتفاقيتي‭ ‬قمع‭ ‬الأعمال‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬الموجهة‭ ‬ضد‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬لسنتي ‬1988 و‭ ‬2005.

ووفقا لرئيس مؤسسة مسار للتنمية وحقوق الإنسان باليمن ذي يزن السوائي في تصريحات، فإن أي عقوبات أو قرارات لتصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية هي في الحقيقة بداية على خطى تغُير نظرة العالم جذريا نحو خطورة هذه المليشيات بالمنطقة.

وأوضح أنه منذ تفجير مليشيات الحوثي للحرب في اليمن، وهي تنتهك كل المحرمات والمقدسات والثوابت الوطنية وتمارس كل الانتهاكات ضد حقوق الإنسان والأعيان المدنية من مستشفيات ومدارس وجامعات ومستوصفات ومرافق صحية وطواقم طبية ومراكز آثار وغيرها”.

وأكد أن هذا السجل الوحشي وغير الأخلاقي للحوثيين جميعها أدلة كافية لتصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية، فضلا عن أن محاكمتها بالمحاكم الدولية أصبح أمرا ضروريا من أجل حماية المدنيين والأعيان المدنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى