نتائج وتوصيات ورشة العمل الخاصة بـ “واقع النظام التعليمي وسبل إصلاحه”

برعاية الأستاذ احمد حامد لملس – محافظ العاصمة عدن والقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي نظمت مؤسسة خليج عدن للتنمية البشرية والخدمات الاجتماعية ورشة عمل بعنوان “واقع النظام التعليمي وسبل إصلاحه”.
عقدت الورشة في فندق كورال بخورمكسر يومي الأربعاء والخميس 26/27 يناير 2022م.
حضر جلسة الافتتاح الأستاذ فضل محمد الجعدي- عضوا هيئة الرئاسة نائب الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي القى كلمة المجلس الجهة الداعمة التي ألقاها أن أهمية الورشة تكمن في معالجة وإصلاح التعليم الذي يمثل واحدة من أهم التحديات التي يواجها الشعب الجنوبي منذ احتلاله في يوليو الأسود عام 1994م. وتحويل المدارس والجامعات إلى منصات للتجهيل وتزييف الحقائق وتشويه الخصوم وانتاج التطرف وانتشار ظاهرة الغش والمعلم البديل. مشيرا إلى ان اصلاح التعليم يحتاج إلى عملية ديناميكية تتطلب مزيدا من التنمية وتوفير الموارد والبنى التحتية وحشد الطاقات في محاربة الفساد وتصحيح المناهج التعليمية وتعزيز الدافع الوطني وتوفير حياة كريمة للعاملين في حقل التعليم بالمدارس والجامعات بما يمكنهم من الأبداع والعطاء.
وأشاد بالخطوات التي اتخذتها قيادة السلطة المحلية في إنشاء صندوق دعم التعليم في وقت عجزت فيه الحكومة الإيفاء بمهامها تجاه التعليم، وهي مبادرة لابد من تعميمها في محافظات الجنوب. مؤكدا حرص المجلس الانتقالي الجنوبي دعم وتشجيع الفعاليات والورش الهادفة في إصلاح منظومة التعليم وتعزيز الوعي المجتمعي في هذا الجانب. ومتمنيا لأعمال الورشة النجاح والخروج بتوصيات تسهم في عملية النهوض بالتعليم.
وكان الدكتور محمود شائف قد افتتح الورشة بكلمة الجهة المنظمة، والذي رحب فيها بجميع المشاركين موجها شكره لحسن اهتمامهم وحضورهم واهتمامهم للمشاركة في هذه الورشة، موضحا أن الورشة تكتسب أهميتها من كونها تأتي في ظل متغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وأمنية يشهدها مجتمعنا بكل ما يحمله ذلك من تحديات ومخاطر تمس حاضر ومصير أجيالنا. مشيرا الى حجم التدمير الذي تعرض له قطاع التعليم في الجنوب، والعبث الممنهج والمدروس منذ احتلال الجنوب في العام 1994م، وما صاحب ذلك من ممارسات وسياسات إقصائية متعمدة استهدفت تجهيل وتزييف وعي أطفالنا وشبابنا وتلويث عقلياتهم وتشكيكيهم بتاريخهم وهويتهم وموروثهم الحضاري والثقافي والاجتماعي، منوها الى ان قضية التعليم اليوم وتدني وضعف مخرجاته وفساد انساق مؤسساته قضية هم عام تؤرق الجميع ليس فقط الأسرة التربوية وأولياء الأمور، بل المجتمع بأكمله لما يشكله من تهديد لأمن واستقرار المجتمع وأجيال المستقبل. وقال بانه من اجل معالجة هذه المشكلة يتطلب تكاتف جهود كل الجهات ذات العلاقة وقبل ذلك توفر إرادة سياسية ومجتمعية لإصلاح ومعالجة منظومة فلسفة التربية والتعليم من اجل حماية أجيالنا من الضياع .
كما حضر جلسة الافتتاح الاستاذ الدكتور محمد سعيد الزعوري (وزير الشؤون الاجتماعية والعمل)، والمهندس نزار هيثم (رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بعدن)، والأستاذ لطفي شطاره والدكتور سهير علي احمد – (عضوا هيئة رئاسة المجلس الانتقالي)، والدكتور عادل عبدالمجيد العبادي (نائب رئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية)، والأستاذ عصام عبده علي (نائب رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن مستشار وزارة التعليم الفني والمهني)، واكثر من (70) مشاركا ومشاركة يمثلون قطاع التربية والتعليم في مكتب ومديريات محافظة عدن من اختصاصيين وموجهين ومدراء مدارس وأساتذة أجلاء وعدد من الاكاديميين وأساتذة مختصين في طرق التدريس والمناهج في جامعة عدن وباحثين ومهتمين في الشأن التعليمي، وعدد من الصحفيين والاعلاميين.
أدار جلسات الورشة على مدار يومين الدكتور عادل عبد المجيد العبادي – نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية. وتكونت سكرتارية الورشة من الدكتور عبود ناصر عبد و د. بدر فضل عرابي.

تركزت الأهداف الرئيسية للورشة في أربعة محاور أساسية:

  • تشخيص واقع ومشكلات نظام التعليم الأساسي والثانوي.
  • أسباب وعوامل تردي مخرجات التعليم بشقية العام والخاص.
  • الأثار والمخاطر السلبية المترتبة عن تدني مستوى التعليم.
  • الحلول والمعالجات المقترحة – مداخل ونماذج الإصلاح والمعالجات
    قدمت في الورشة (11) وراقة علمية، قدمت منها 5 أوراق في اليوم الأول بحسب ما يلي:
    الورقة الأولى بعنوان: “تقييم واقع مشكلات التعليم العام” ورقة مشتركة اعدها كل من : د. صالح عوض سعيد الرطيل و د.أنيس عبد القوي صالح – كلية التربية عدن
    الورقة الثانية بعنوان: “واقع نظام التعليم وسبل إصلاحه” أعدها د. عبود ناصر عبد – كلية التربية ردفان
    الورقة الثالثة بعنوان: “الفاقد التعليمي في التعليم العام – الأسباب – الأثار والمعالجات” أعدتها د. نادية سلام محمد – جامعة عدن
    الورقة الرابعة بعنوان: “غياب السياسة التعليمية وأثارها على التعليم ” اعدها أ.د. عبدالحكيم العراشة – جامعة عدن
    الورقة الخامسة بعنوان: “تردي مخرجات التعليم: العوامل المؤثرة والحلول ” اعدها د.شكيب محمد باجرش- جامعة عدن.
    وفي اليوم الثاني قدمت (6) أوراق :
    الورقة الأولى: “الصعوبات والمشكلات التي توجه التعليم في المحافظات الجنوبية وسبل الإصلاح والتطوير”، اعدها د. عبدالرزاق عبدالله البكري – مركز البحوث التربوية.
    الورقة الثانية: “التعليم الجامعي بين الواقع وتطلعات المستقبل” أعدتها د. رانية خالد – قسم علم الاجتماع – جامعة عدن.
    الورقة الثالثة، بعنوان: “واقع التعليم الأساسي والثانوي في بلادنا منذ حرب 2015 وما بعدها “أعدها د. محمد بن هاوي – جامعة عدن.
    الورقة الرابعة، بعنوان: “رؤية حول المخارج والحلول لإصلاح المنظومة التعليمية” أعدها د.احمد علي عاطف- جامعة جورج ميسون – أمريكا، قراها نيابة عند د. انيس عبد القوي
    الورقة الخامسة بعنوان: “واقع التعليم العام، رياض الأطفال، أساسي، ثانوي” د. عوض نبهان.
    الورقة السادسة بعنوان: “مظاهر ضعف النظام التعليمي” أعدها الأستاذ إقبال إبراهيم رحمة الله- مكتب التربية والتعليم عدن.
    هذا وقد تم توزيع المشاركين الى (4) مجموعات عمل بحسب المحاور لمناقشة الأوراق وإثراءها بالملاحظات القيمة من قبل المشاركين، كما فتح باب النقاش العام في اليوم الثاني لمدة ساعة كاملة. وقد تحققت أهداف الورشة بالخروج بعدد من النتائج والتوصيات والمقترحات المهمة لمعالجة واقع النظام التعليمي وسبل إصلاحه، نضعها أمام الجهات المختصة والراي العام وفي مقدمتهم السلطة المحلية في محافظة عدن والمجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة، وهي كما يلي:

1_يؤكد المشاركون على ضرورة إنشاء صناديق “دعم التعليم” في المحافظات الجنوبية على غرار من تجربة محافظة حضرموت في هذا المجال مع التأكيد على أن يتم اختيار كوادر مؤهلة تمتاز بالكفاءة والنزاهة لإدارة هذه الصناديق.
2_توصي الورشة بضرورة عقد مؤتمر وطني للتعليم يكون من أهدافه تشخيص واقع النظام التعليميّ بطريقة علمية ورسم السياسية التربوية للبلاد خلال المرحلة القادمة.
3_وضع خطط واستراتيجيات مدروسة لمعالجة مشكلات واقع النظام التعليميّ الآنية والمستقبلية.
4_توصي الورشة الحكومة بوضع هيكل خاص بالأجور للمعلمين موازي لهياكل الرواتب لموظفي السلك القضائي والتعليم العالي وبما يوفر الحياة الكريمة للمعلم ويساعده على أداء المهام العظيمة المناطة به في تنشئة الأجيال.
5_توصي الورشة الجهات الحكومية المختصة بتفعيل مبدأ التدوير الوظيفي لشاغلي الوظائف الإدارية في الحقل التربوي على مختلف الأطر واختيار العناصر الإدارية وفقاً لمبدأ الكفاءة المهنية والإدارية والنزاهة والابتعاد عن المحسوبية والحزبية والجهوية عند اختيار وتعيين هذه القيادات بحيث يحمل مدراء المدارس صفات القيادة الحقيقية إلى جانب الكفاءة المهنية والإدارية.
6_طباعة الكتاب المدرسيّ بتقنية عالية الجودة، بما يحقق ديمومته لفترة طويلة وبالتالي يقلل الهدر السنوي للمال العام الذي يقدر بالمليارات .
7_توصي الورشة بضرورة إعادة النظر في المقررات والمناهج القائمة وتنقيتها مما لحق بها من عمليات تحريف وتغيير خلال الفترة الماضية وفقاً للاهوا والأمزجة السياسية والحزبية وكذلك العقائدية والحرص على أن تكون مواكبة للتطورات العلمية المتسارعة في مختلف المجالات والاهتمام بالجانب التطبيقي والتقليل من الحشو والتكرار.
8_زيادة الاهتمام بتدريب وتأهيل المعلمين والإدارات التربوية أثناء الخدمة، بما يمكنهم من تطوير مهاراتهم وكفاياتهم التدريسية والإدارية.
9_توفير التقنيات الحديثة في التدريس ومصادر التعلم المختلفة وخلق البيئة المدرسية الآمنة والجاذبة، والاهتمام بالأنشطة الصفية واللاصفية لما لها من أهمية في تكوين شخصية المتعلم وتحفيزه ورفع دافعيته نحو التعلم.
10_حماية المدارس والمعلم وإزالة التعديات والبسط على حرم وممتلكات المؤسسات التعليمية والمخططات المستقبلية الخاصة بالمدارس التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وحل موضوع النازحين وإخراجهم من المدارس التي قاموا بالبسط عليها خلال الفترة الماضية.
11_دمج قيم التسامح ومفاهيم حقوق الأنسان في المناهج الدراسية وتنمية القيم الإيجابية في برامج التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها المدرسة من خلال استحداث مقرر التربية الوطنية والأخلاقية كمادة أساسية تدرس في جميع مراحل التعليم العام والجامعي.
12_تطوير استراتيجيات وأساليب التدريس بما يواكب التعليم في البلدان الأخرى والابتعاد عن التعليم القائم على الحفظ والتلقين إلى التعليم الذي ينمي مهارات التفكير الناقد والإبداعي وينمي القدرات العقلية العليا عند المتعلمين.
13_تشكيل مجلس تنسيق يضم أساتذة الجامعة وقيادات من التربية والتعليم لتنسيق المهام وتبادل الخبرات والتجارب.
14_الاستفادة من التجارب العربية والعالمية في تطوير التعليم وجودة التعليم وتطبيق المعايير العالمية في موضوع جودة التعليم والاعتماد على الكفاءات الوطنية في تطبيق هذه التجارب وبما يلائم البيئة المحلية.
15_الاهتمام بمرحلة التعليم ماقبل الأساسي في الحضانة ورياض الأطفال وظرورة دمجها في السلم التعليمي وكحلول آنيه توصي الورشة بإنشاء صفوف اضافية (صف واحد إلى صفين ) في مدارس التعليم الأساسي لاستيعاب الأطفال في هذه المرحلة.
16_اعادة النظر في التقويم المدرسي وجدول الحصص الأسبوعية بما يحقق توفير وقت كاف للتعلم.
17_تنظيم موضوع التعليم الأهلي وفق معايير الجودة العالية وإخضاعه للرقابة والتفتيش.
18_احياء تجربة يوم المعلم او عيد العلم وفيه يتم تكريم الطلاب المتفوقين والمعلمين المتميزين لما لذلك من أثر في تحفيز المعلم والمتعلم.
19_طباعة دليل المعلم بكميات كافية وتوزيعه على كل المعلمين والموجهين التربويين في الميدان.
20_تفعيل الإعلام التربوي والإنساني للقيام بدوره الحقيقي في نشر الوعي وملامسة الواقع التعليمي.
21_توصي الورشة بالاهتمام بالإرشاد والتوجيه التربوي باعتباره عصب الحياة والشريان الرئيسي الذي يغذي العملية التعليمية وتفعيل دور الموجهين والمشرفين التربويين وتوفير الموارد والامكانيات الكافية التي تمكنهم من القيام بدورهم.
22_توصي الورشة بمحاربة ظاهرة الغش واعتبارها مهمة وطنية ومسئولية لا تخص التربية والمعلمين، بل كل عناصر المجتمع من أسرة ومعلمين وإدارات مدرسية واولياء أمور وجهات ذات علاقة ووسائل الإعلام ودور العبادة باعتبار الغش سرطان ينهش في جسد النظام التعليمي.
23_تفعيل الشراكة بين المدرسة والأسرة والمجتمع وتفعيل دور مجالس الآباء وتحقيق الشراكة المجتمعية في دعم التعليم.
24_معالجة ظاهرة المنقطعين من المعلمين عن العمل والاستفادة من مخصصاتهم المالية في توظيف بدائل جديده وتطبيق معايير الكفاءة والمفاضلة لما من شأنه حل مشكلة المعلم البديل .
25_مكافحة الفساد المستشري والمحسوبية في مفاصل المؤسسات التعليمية والتربوية وتفعيل الرقابة الإدارية وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.
26_توصي الورشة بضرورة تأهيل المدارس التي تعرضت للتدمير خلال المرحلة الماضية.

27_توصي الورشة بضرورة الاستفادة الجادة والحقيقة من الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية الداعمة في حل المشاكل التي يعاني منها نظام التعليم وتوجيهها لأهدافها الحقيقية لدعم المعلم وتنمية وتطوير قدراته.
28_توصي الورشة بمنع التعيينات في الوظائف الإدارية العليا والدنيا في وزارة التربية والتعليم على أسس حزبية وهذا يتأتى من خلال سن تشريعات تعتبر وزارة التربية والتعليم وزارة مستقلة لا يشملها المحاصصة السياسية على المستوى القريب أو البعيد وتحييد المدرسة ومؤسسات التعليم عن الصراعات السياسية.
29_إعادة تدريس المواد الدراسية التي تنمي القدرات المهنية كالبستنة والبوليتكنيك، والقيم الجمالية والفنية كالرسم والموسيقى.
30_توصي الورشة بإعادة الاعتبار لمادة التربية البدنية كمادة واستيعابها ضمن المنهج التعليمي لأهميتها في تحقيق هدف التربية وبناء الشخصية المتوازنة والمتكاملة من جميع جوانبها والتي غيبت بشكل واضح في الفترة الماضية.

صادر عن مؤسسة خليج عدن للتنمية البشرية والخدمات الاجتماعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى