أمطار عدن .. حضر الانتقالي الجنوبي وغابت الحكومة اليمنية

أكثر من 3 آلاف أسرة تضررت جرّاء الأمطار

شوطح: إذا لم تعالج جذور المشكلة هندسياً وبيئياً سوف تتكرر آثارها المدمرة على العاصمة عدن

المحبشي: الأمطار تفضح السياسة العامة في المدينة وتكشف عن حقيقة بنيتها التحتية

د.يوسف  أحمد: الإمارات  شاركت في عملية الانقاذ وشفط المياه وتقديم مساعدات إغاثية أخرى

سمير وهابي: جميع مكاتب الخدمات الحكومية تعاني من عطل وخلل كبير في مكاتبها

علا حنش: تشقق الطرق في العاصمة عدن بسبب رداءة العمل في سفلتتها

عارف ناجي (ناشط حقوقي): الكوارث والحروب استثمار للفساد والنهب

 

عدن24 | خاص

نصف ساعة فضحت هشاشة البنية التحتية في العاصمة عدن، فمياه الأمطار التي هطلت على معظم المحافظات مطلع الاسبوع المنصرم منها العاصمة عدن  لمدة لا تتجاوز الساعة حولت المدينة إلى بحيرة من المياه الراكدة، واعاقة حركة السير وسببت إشكالية كبيرة لدى المواطنين.

الكثير من الأسر علقت في الشوارع والجولات وأزقة بعض الحارات ولم تستطع العودة إلى منازلها بسبب تعثر المواصلات ما جعل البعض منها ينتظر لما يقارب 3 ساعات وأخرى غيرت المسار إلى منازل الأقرباء.

مشهد يفضح الخدمات التي تفتقر إليها العاصمة عدن .

خدمات كانت يحتذى بها أيام الاستعمار البريطاني وحل عليها خراب ودمار مُمنهج حولها إلى مستنقع يقتل هذه المدينة.

أسر متضررة

تضررت أكثر من 3 آلاف أسرة جرّاء الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظات لحج وعدن وتعز وحضرموت، وذلك بحسب ما أعلنت عنه الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين.

وبحسب تقرير أولي للوحدة التنفيذية عن أضرار السيول فقد تصدرت محافظة لحج الأرقام من حيث عدد الأسر المتضررة بـحوالي ألف و385 أسرة، تليها محافظة عدن بنحو ألف و331 أسرة، ثم محافظة تعز 315 أسرة، وجاءت محافظة حضرموت في المركز الرابع بنحو 35 أسرة، وأشار التقرير إلى أن “النازحين بحاجة ماسة إلى مواد غذائية وإيوائية، وحقائب صحية وأدوات تنظيف، بالإضافة إلى تجهيز عيادات طبية متنقلة للوقاية من الكوليرا، وتوفير دورات مياه ومياه شرب نظيفة لكل المخيمات”.

وحذر التقرير، من حدوث كارثة بيئية، وتفشي الأمراض في المخيمات، بسبب تكدس القمامة وانتشار المياه الراكدة في حال عدم التدخل العاجل، كما ناشد جميع المنظمات الإنسانية وشركاء العمل الإنساني بسرعة التدخل لتلبية احتياجات النازحين، إذ أن كثيراً من الأسر تعيش في العراء حالياً.

وكانت قيادة القوات المشتركة لتحالف الداعم للشرعية اليمنية، أعلنت إطلاق حملة إغاثية عاجلة وجسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين جراء الأمطار الغزيرة بالعاصمة عدن والمحافظات المجاورة لها.

 

غياب الإمكانيات

غياب الإمكانيات الضرورية لمواجهة مثل هذه الحالات منها معدات شفط المياه وقنوات تصريفها وعدم صيانة قنوات الصرف قبل تجمع المياه، تفاقم الكارثة التي قد تنجم نتيجة عدم تصريف المياه وتجمعها في الشوارع ودخولها إلى المنازل الأرضية التي تكون على مقربة من مرور او تجمع مياه الأمطار.

 

عشوائيات منتشرة

مع هطول الأمطار تضررت العديد من الخدمات منها الكهرباء التي اصبحت تعاني من العشوائية في اغلب المديريات ما يجعلها عاجزة عن مواصلة الخدمة بسبب الربط العشوائي للكثير من المنازل.

وقال مصدر في كهرباء عدن لصحيفة عدن24: “إن إنارة الشوارع اصبحت الاكثر خطورة على المواطنين لاسيما في الاماكن المكتظة بسكان، ففي اغلب أماكن إنارة الشوارع تلاحظ الربط العشوائي لأصحاب الاكشاك والبسطات الذي  يفتقر إلى وسائل السلامة”.

وأضاف “ةعند هطول الأمطار وامتلاء الشوارع بالمياه تكون تلك الأسلاك اكثر خطورة على المارة ما يستدعي إدارة الكهرباء إغلاق التيار حتى تضمن سلامة المواطنين”.

وتابع” في حالة تحركت الجهات المعنية لضبط  المستهترين بأرواح الناس ستحد من مخاف هذه المشكلة”.

 

استهجانات وتحذيرات

 واستهجن العديد من النشطاء والكتاب والصحفيين الوضع المأساوي الذي حل بالعاصمة عدن.

وقال الكاتب أنيس شوطح في مقال له عن الأوضاع التي آلت اليها العاصمة عدن: “كمهندس مدني خبير ومختص بالإنشاءات المائية والأثر المائي على الصحة والبيئة أنا اشهد انه سوف تتكرر الآثار السيئة على مدينتي عدن جراء هطول الأمطار وتدفق السيول اذا لم تعالج جذور المشكلة هندسيا وبيئيا بشكل علمي مكتمل الاركان ،  وأنني أؤكد هنا انه سوف تزداد الإضرار سوءا مستقبلا بهكذا معالجات سطحية ترقيعية لا تلامس سبب المشكلة بل وتتعمد الهروب منه لغرض في نفس يعقوب.

لتجاوز هذه المشكلة الخطيرة أنصح الدولة واناشد أهلي وناسي وكل المنظمات الانسانية بعدن بالضغط بقوة وبكل السبل والوسائل الممكنة على الحكومة والمحافظة لاستعادة العمل بهيكلية ومنظومة وقانون العمل لـ”الإدارة العامة للمهندس البلدي” ..

وللتاريخ اقول ان مدينة عدن لم تقم ولم تتأسس ولم توجد الا بإدارة أسسها الاستعمار البريطاني أسماها إدارة ” المهندس البلدي” لايسمح قانونها لأية سلطة مهما كانت وكبرت أن تقوم بعمل عشوائي أو حتى تحفر حفرة صغيرة أو تبني جداراً أو (فوت بات) أو تسفلت طريقاً أو (…) إلا بحسب القانون البلدي .. ولأنها كذلك كانت أول إدارة مدنية يتم تدميرها ومن ثم إلغاؤها بعد حرب 94 م ..

لنعمل معا لاستعادة ادارة المهندس البلدي واستعادة مدنية عدن”.

 

عدن تحتاج إلى ما هو أكثر من المساعدات الإغاثية؟!

من جانبه قال د. يوسف سعيد احمد إن الأمطار الغزيرة  التي هطلت على مدينة عدن والتي وصلت كميتها الى ٧٧ مليمتراً وبسرعة رياح ٥٥ عقدة تسببت بكارثة حقيقة لهذه المدينة؛ ليس بسبب أن كمية الامطار، وحجم الفيضانات، التي نتجت عنها كانت غير مسبوقة ربما منذ عقود حيث غمرت شوارعها ومنازلها واتلفت ممتلكات المواطنين والتجار وما تسببت به من تساقط للأعمدة الخشبية  الكهربائية المتهالكة في الشوارع  من حالات وفاة بين المواطنين وما ترتب عن كل ذلك من قطع خدمات الكهرباء والمياه عن السكان وانسداد قنوات تصريف المياه ولكن لان مدينة عدن تهالكت بنيتها التحتية وتردى وضعها وتدمرت ومالم يدمره الزمن دمرته الحرب.

مع هذه الكارثة الكبيرة التي حلت بمدينة عدن فقد سارع الرئيس هادي مشكورا بتوجيه الحكومة اليمنية بوضع موازنة مؤقتة “طوارئ” لمواجهة الوضع الناشئ وحث السلطة المحلية على تفعيل دورها لتخفيف معاناة المواطنين.

وتابع أحمد “قام الاشقاء في دولة الإمارات مشكورين باشراك  الآلات والصهاريج الحديثة التابعة لهم  في عملية الانقاذ وشفط المياه وتقديم مساعدات اغاثية اخرى. ومن جهتها بدأت المملكة بتسيير اسطول اغاثي الى مطار عدن الدولي للمساعدة في عمليات الإغاثة”.

 

الأمطار تفضح المدن والسلطات 

أما د. قاسم عبد المحبشي فقد قال: في الأرياف الأمطار تصلح وفِي المدن الأمطار تفضح؛ تفضح السياسة العامة في المدينة وتكشف عّن حقيقة بنيتها التحتية المؤسسية والخدمية وجاهزية السلطات في التعامل مع الكوارث الطبيعة ومنها البراكين والزلازل والفيضانات والعواصف.

وأضاف “أما الأمطار البسيطة كما هو حال عدن فحولتها إلى مستنقع وهذا لم يكن بالحسبان، المدن التي تديرها سلطات مسؤولة، تنهمر عليها الأمطار الغزيرة لمدة ٢٤ ساعة دون أن تترك أضراراً مشهودة”.

وأشار المحبشي إلى أن “عدن مدينة منكوبة ليس بالمطر بل بالسلطة القائمة، إذ بمجرد نزول المطر المصحوب بالرياح لمدة ساعتين تحولت الى مدينة خطرة بانكشاف شبكتها الكهربائية وتعرض السكان للموت واختلاط مياه الأمطار بمياه المجاري وأكوام القمامة المتراكمة في شوارعها منذ سنوات فضلا عن العشوائيات التي سدت منافذ مرور مياه السيول”.

واختتم المحبشي  قائلاً “ساعتان من المطر كشفت حقيقة حال عدن وما خفي كان أعظم.

السياسة ليست مجرد مساببة ومشاتمة بين الناس، بل هي القيام بأمرهم وتسويس النظام العام في المدينة والحفاظ على حياة ومصالح السكان”.

 

فساد مستشرٍ

اما رئيس لجنة التخطيط في مديرية التواهي  سمير وهابي فقال: إن جميع مكاتب الخدمات الحكومية تعاني من عطل و خلل كبير فلو نظرنا لمكاتب الاشغال العامة بالمديريات فهي عبارة اطلال لا توجد اي جهوزية فنية في المكتب اسوة بالعالم الخارجي.

فهم يفتقرون للقلابات والشيولات بالإضافة إلى معدات كمضخات الشفط وغيرها.

وأضاف وهابي أن “هناك سيارات متهالكة لرفع القمامة وهي قليلة لا تؤدي الغرض فكيف بمواجهة اضرار كوارث السيول التي هي بحاجة إلى معدات حديثة وكافية لسد فراغ احتياجات كل مديرية.

اما انقطاع الكهرباء فحدث ولا حرج سيارة دورية لـ 3 مديريات تعمل في حالة حدوث أعطاب”.

وتابع “هناك استهتار حكومي واضح المعالم والدليل تجده عند زيارة اي مرفق خدماتي تجد مكاتب خاوية حتى المكاتب بالمحافظة كمكتب الاشغال بالمحافظة لا يوجد لديهم اي قدرات فنية لمواجهة اي كوارث يعملون بسيارة انارة شوارع واحدة لكل المديريات وفي حالة حدوث عطل بالإنارة يتم التأخر حتى وصول تلك السيارة من اي مديرية”.

وأشار إلى أن هناك اعمالاً عدائية واضحة ضد عدن وسكان المدينة فلكل 3 مديريات سيارة فاتحة السدات للمجاري وايضا سيارة الشفط واحدة لـ3 مديريات وترمي كل الاعباء على المديريات.

وتساءل وهابي بالقول “اين الاليات ومواد العمل اين القدرات التي ستمكننا من العمل ومساعدة الناس؟ لا توجد، هناك اعمال مقصودة يفترض أن يكون هناك مركز عالٍ للطوارئ فيه عشرات القلابات والكزينات وسيارات الشفط والاطفاء ومركز عملياتي يدير العمليات اثناء اي كوارث .

لكن نجد اننا نواجه شبح الخوف والقلق لأي كارثة تحل بعدن”.

وقال وهابي: “كل الاعمال بالمحافظة غائبة عن العمل المؤسسي العالي وايضا غياب كامل للمشاريع الحكومية والخطط في تطوير القدرات الفنية للمكاتب الخدماتية فعدن تعاني ولابد من استيقاظ الضمير الانساني والاخلاقي والوطني حرام تترك بهذا الاهمال المقصود.”

واختتم بالقول “نطالب بمركز اغاثة عالٍ ويضم كل الخدمات  اثناء الكوارث والأزمات”.

 

طرقات رديئة

وعلق الصحفي علا حنش على صور نشرها في صفحته الخاصة في الفيس بوك توثق مدى الفشل الفني الذي حل في بعض شوارع العاصمة عدن بعد ان أثرت فيه مياه الأمطار، حيث قال حنش: طرقات تتشقق في العاصمة الجنوبية عدن بسبب رداءة العمل في سفلتتها من قبل المسؤولين عن ذلك بدءا من المقاول وانتهاء برئيس الوزراء ووزير الأشغال.

وأضاف حنش في منشوره “تواصلت مع بعض المقاولين أكثرهم أكد انهم لا يشرفون على تلك الأعمال، وأن وزارة الاشغال تجلب مقاولين مع كل مشروع عام تعمل عليه”.

وأكدوا أن كل الطرقات التي سفلتت مؤخرًا في العاصمة عدن رديئة، وصلاحياتها لا تتجاوز الأشهر.

وأشاروا إلى أن طرقات عدن مهددة بالتشققات إذا شهدت أمطار غزيرة كالتي شهدتها قبل أيام.

وحذروا من أنه في حالة هطول أمطار غزيرة مرةً أخرى سيؤثر ذلك بشكل كبير على كل الطرقات المهترية التي شُيدت مؤخرًا.

 

دعم ضائع

عند حدوث كارثة طبيعية سرعان ما تستنجد الحكومة اليمنية بالمنظمات الدولية  لتقديم الدعم في اغاثة المتضررين وفي واقع الأمر اغلب المتضررين لم يجد شيئاً من الدعم المقدم.

ويتساءل البعض لماذا لم يكون طلب الدعم وتسخيره في ايجاد الحلول الجذرية لمواجهة مثل هذه الكوارث خصوصا تصريف منسوب مياه المطر.

 

فساد ونهب

من جانبه قال الناشط السياسي عارف ناجي في منشور على الفيس بك: إن الكوارث والحروب أصبحت استثمارا للفساد والنهب في عدن.

بعد سنوات من التحرير والوضع كارثي وعاصمة ولا تمتلك مقومات عاصمة ابسط الامور تفتقرها المديريات سيارات الشفط الجرافات غير  ما يقوم به مسؤولو المديريات بالمناسبات دي التصوير  التصوير والتصوير ويقابله التطبيل التطبيل التطبيل”.

وأضاف” مع ان السؤال ماذا عملوا سابقا لنفس الامر هل تم استحداث مصارف للمياه بمشاريعهم؟ هل تم عمل عوائق لعدم تساقط الحجارة والأتربة من الجبال الى الطرقات؟ هل تم اقامة لجان طوارئ دائمة؟ ماذا عملت مؤسسات الكهرباء والمياه لتفادي موضوع الامطار والرياح .

واختتم “للأسف صارت الكوارث والحروب استثمار للفساد وللنهب بظل المزيد من التطبيل  والتطبيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى