رحمك الله يا شهيد الوطن والأمة

كتب أ.د. ميثاق باعبّاد الشعيبي

يقوم الوطن لينحني إجلالاً لأرواح ابطالة، كان رمز الإيثار فكيف يمكن لنا أن لانخصص شيئاً لهذا العظيم القائد المناضل الجسور اللواء الركن ثابت جواس ومرافقيه الذين ارتقوا للمولى وبإذنه تعالى شهداء، فقد كان شهيد الغدر هامه وطنية جنوبية شامخة، منافحا عن عقيدته، غيور على أمته، وفخور بعروبته، له العديد من البطولات، شارك وقاد عدد من المعارك وانتصر ..

هذه هي منطقة ردفان الأبية، تاريخ مليء بالبطولات، والتي كانت جزء من إمارة الضالع الصمود، حين كانت عضواً في اتحاد الجنوب العربي، واليوم كلاهما تقدم الشهيد تلو الشهيد والسير بخطى ثابتة نحو مشروع ثناىي جنوبي وطني عظيم ..

رجالاً قدموا أرواحهم لحماية الدين والوطن، وصنعوا تاريخاً حافلاً بالأمجاد والبطولات، عشقوا المجد وزادو علو ورفعة، ليرسموا معالم النصر بدمائهم الزكية، تدوي أسمائهم بصفات المجد والخلود …

الضالع والردفان ويافع، كلاً أعطت زخماً شعبياً جارفاً، رسخ إنساناً وأرضٱ وخبرةً، والذي يمنح المحارب الجنوبي دافعاً جباراً لردع الاعداء بحربه الحاسمه، فقد كانتا ومازالت وستبقى، الضالع وردفان، وكل مناطق الجنوب، سياجاً منيعاً لحماية الوطن، أمام كل الأطماع والمؤامرات والدسائس …

أن التضحيات التي قدمها أبطال الجنوب، تعد مصدر إلهام لجيل الاحفاد، الذي يجترح اليوم معركة استعادة الدولة الجنوبية، ويكتب تحت قيادتنا الحكيمة بداية النهاية لمشروعي تخادم الإرهاب لمليشيا الإخواني – الإيراني الكهنوتي، المدعوما من خارج الحدود، بكثير من المعاناة والصبر والدماء والدموع، وستظل أبطالنا درعاً منيعاً، للدفاع عن مبادئ وقيم الثورة، والانتماء والولاء والاعتزاز لله وللأرض، ذلك الهدف الاسمى والايمان بحق التعايش الانساني، وروح الأخوة الوطنية الجنوبية، القائمة على الحق والعدل والمساواة، والتمسك بحب وسيادة ارض الجنوب وكل ماعليها ..

فقد رحل الشهيد جواس بأيادي الغدر والظلام، والخبث والجبن، وفقدت الساحة الجنوبية برحيله فارساً محنكاً ومثالاً للحكمة، إلا أنه قد نمىء وأنشأ قادة، اشبعهم بالركائز الاساسية والمهارات العسكرية والوعي والجاهزية الفنية والقتالية والروح المعنوية والانضباط، وغرس فيهم حب الوطن، وسيواصل جنودة السير على خطاه وبذات الحكمة والاقتدار، إلى جانب القادة، لمواصلة النضال على نهج خطى شهدائنا الأبرار، دفاعا عن الوطن، ممن يحملون ويحمون الرسالة الوطنية السامية، واستعدادهم، الاستعداد الدائم للتضحية بارواحهم دفاعاً وتفانيا عن الجنوب وانجازاته، وأمنه واستقراره، بما يمثله من سمو النفس وعلو الهمة، والشرف والتعاون والاندفاع لتحقيق الاهداف الوطنية المرجوة، والتي من واجبها العسكري في الحياد السياسي وبشتى التشريعات التي تجعلها مظلة لجميع ابناء الشعب، يستظلون تحتها وحامية، وحارساً للثوابت الوطنية…

إلا أننا ننوه بأنه لن تكون الاخيرة من مسلسل الاغتيالات فشددوا القبضة الامنية الحديدية كل ما من شأنه المساس بالأمن الوطني ولن يفلحوا، على أهمية وجود استراتيجية وطنية موحدة، بتشكيل قوة مشتركة بشأن إجراءات فوج الحماية المفروضة والمطبّقة، ويجب علينا إعلامياً ان نرتقي إلى مستوى النَّقْد البَنَّاء، والموضوعية في الطرح، عن منتسبي الحزام والمؤسسة الامنية، وفي الوقت نفسه يُقدّم تصحيحًا للخطأ ليُمكن الشخص من التصرف بشكلٍ أفضل، فأن الأمن الجنوبي على العهد لكم وللشعب الجنوبي ببذل كل جهوده في القيام بواجبه الدستوري الجنوبي الوطني، في حفظ الأمن والاستقرار، وملاحقة أيادي الظلام، وتأمين الملكيات العامة والخاصة، وتقف خلف مشروعكم في إقامة دولة الجنوب الاتحادي …

لا يمكن أبداً تبرير العمل الإرهابي، ولا تبرر الذرائع الدينية وأساليب العنف على الإطلاق، وفي الوقت نفسه، لن نستطيع قط هزيمة الإرهاب في الأجل الطويل ما لم يكن ضمان إعطاء الأولوية الواجبة لمكافحة الإرهاب على نطاق منظومة الأمم المتحدة، وأن يكون العمل الهام في منع التطرف العنيف متجذر بقوة في الاستراتيجية، مع أننا نرى صمت مريب غير مبرر، بازدواجية التعامل من قِبل المجتمع الدولي، لواقعة التفجير الإرهابي في العاصمة عدن الذي أسفر عن اغتيال قائد محور العند العسكري وعدد من مرافقيه، بتفجير اجرامي استهدف سيارته، دون تفاعل أو إتباع أي موقف مع وضعنا الأمني في الجنوب ..

التجاهل الدولي لا يثير غصة جنوبية وحسب، والكلفة القاسية التي تكبّدها شعبنا الثائر، جرّاء هذا الإرهاب المسعور، لكنه قد يصل إلى درجة فتح شهية التنظيمات الإرهابية لتكثيف عملياتها العدوانية ما يُشكل تهديدًا عاصفًا لأمن المنطقة برمتها …

وقد اشارة شبوة حرة “تقرير” بأنه ليس الهجوم الإرهابي الأول من نوعه الذي يتجاهله المجتمع الدولي فيما يخص الإرهاب في الجنوب والكلفة القاسية والغضب الجنوبي ..

هناك الكثير من التقارير التي وثّقت إرهاب الشرعية ضد الجنوب، أحدثها التقرير الصادر عن منظمة “حق” للحقوق والحريات التي عقدت مؤتمرًا صحفيًّا لإشهار تقريرها بعنوان “أحداث تفجيرات عدن وتخادم الإرهاب الحوثي – الإخواني والجماعات الإرهابية – القاعدة وداعش” ..

تناول ذلك التقرير العمليات الإرهابية التي نفّذتها المليشيا الإرهابية مثل جريمة استهداف مطار عدن الدولي في ديسمبر 2020، وجريمتا استهداف موكب محافظ محافظة العاصمة عدن، واستهداف بوابة مطار عدن الدولي في أكتوبر 2021، وغيرها من العمليات الإرهابية ..

مثل هذه التقارير يمكن الاعتماد عليها في تشكيل حراك دولي عبر مخاطبة المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لإطلاعها على حجم الإرهاب الذي استشرى بشكل غير مسبوق في الجنوب، باعتبار أن تفشي الإرهاب على هذا النحو يهدد أمن المنطقة برمتها ..

على كل حال قد ودعت العاصمة عدن اليوم خيرة رجالها، بطلا مقداماً لايشق له غبار، ضحى بروحه لأجل هذا الوطن، لكنها تضحية تفوق التصور في كيفية تنفيذ هذا الاغتيال الآثم، وعلى المؤسسات الأمنية تطبيق القانون، لأن تكون في مقدمة الصفوف، والقبض على هؤلاء القتلة ومحاكمتهم بالقصاص، مع محاسبة كل من يدافع عنهم ويبرر لهم ويقبل بإرهابهم ..

كفى الجنوب الإرهاب، اضربوا بقبضة من حديد، وما للظالمين والقتلة إلا القصاص …

لروح الشهيد الراحل ومرافقيه فردوس الخلود ،، ولا نامت أعين الجبناء …

كاتب جنوبي بارز ومفكر سياسي اكاديمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى