مراقبون: تناقضات الحوثي تعرقل السلام وتجهض أحلام التوصل لحل ينهي الصراع في اليمن

عدن24| متابعات


تواصِل ميليشيات الحوثيين تناقضاتها المراوغة وتصعيدها العسكري ضد السعودية، في محاولة لعرقلة أي عملية سلام تهدف إلى وقف الحرب اليمنية، مجهضة بذلك أحلام اليمنيين في الوصول إلى اتفاق يوقِف النزاع الذي يقترب من عامه الثامن، بحسب سياسيين ومحللين يمنيين.

ويلفت مراقبون إلى أنه منذ الإعلان عن مشاورات يمنية – يمنية بدعوة من دول مجلس التعاون الخليجي، هذا الشهر، ظهرت ميليشيات الحوثيين بشكل متناقض، إذ أعلنت على لسان مصدر مسؤول في ”وزارة الخارجية“ في صنعاء، ترحيبها بأي حوار، شريطة أن يكون في دولة محايدة.

لكن رئيس ما يسمى بـ“المجلس السياسي الأعلى“ مهدي المشاط، هاجم مشاورات الرياض، لتبدأ بعدها جولة التصعيد العسكري الجديد باستهداف الحوثيين منشآت اقتصادية ومدنية سعودية.

ولم تقتصر مراوغات الحوثيين على الدعوة الخليجية للمشاورات، إذ التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، السبت الماضي بعمان، المتحدث الرسمي باسم الحوثيين ورئيس الوفد التفاوضي محمد عبدالسلام، لمناقشة مشاورات الأمم المتحدة الجارية وجهود معالجة الوضع الإنساني بما يتضمن ”هدنة محتملة في شهر رمضان“، وهو ما اعتبره عبدالسلام في تصريح نقلته وكالة ”رويترز“ الإثنين، ”خطوة إيجابية“.

لكن هذا الموقف لا ينسجم مع ما أعلنه ”المجلس السياسي الأعلى“ التابع للحوثيين، السبت الماضي، الذي وصف تحركات غروندبرغ بأنها ”تغطية للفشل“.

ويقول الصحفي اليمني فؤاد مسعد، إن ”ميليشيا الحوثي منذ ظهرت في المشهد اليمني وهي تختلق الأكاذيب والتناقضات بشكل مستمر“.

وأوضح مسعد ، أن ميليشيا الحوثي ”بدأت حربها ضد الدولة والجيش والمجتمع اليمني فيما عُرف بالحروب الست بين عامي 2004 و 2010 ومع ذلك ظلت تزعم أنها تدافع عن نفسها، بينما الحقيقة أنها هي التي تشن الحروب وتبدأ في إشعال نار الفتن والفوضى وترتكب الجرائم والانتهاكات وتدمير المؤسسات ونهب الممتلكات“.

وأشار إلى أنه ”بات معروفًا لدى اليمنيين ومتابعي الشأن اليمني، أن الحوثيين يتعاملون بالكثير من المتناقضات، إذ يهاجمون ثم يدَّعون أنهم يدافعون عن أنفسهم، ويقولون إنهم مع إيقاف الحرب والمشاركة في الحوار، بينما حين تتبلور دعوة للسلام أو مبادرة لوقف الحرب يكونون هم أول الرافضين لها“.

ويضيف ”كثيرًا ما شارك الحوثيون في جولات الحوار والمفاوضات خلال السنوات الماضية من جنيف إلى الكويت ومن مسقط إلى ستوكهولم، وكانوا هم أول من ينقلب على الاتفاقيات التي وقعوا عليها، وهم أول من ينكث بالعهود والوعود التي التزموا بها أمام العالم أجمع“.

ويتابع أن ”هذه التناقضات والأكاذيب، هي ما دأبت ميليشيا الحوثيين على ممارستها منذ نحو 20 عاما.. كانوا يتفقون مع القبائل على أمر ثم ينقلبون على الاتفاقيات، وأبرموا الكثير من الاتفاقيات مع الدولة ومع الأحزاب ومع القبائل لكنهم لم يلتزموا بأي اتفاق. رغم أنهم يضعون كل شروطهم في تلك الاتفاقيات، لكنهم سرعان ما يغيرون جلودهم ومواقفهم“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى