أكاديميون وخبراء يؤكدون : تصنيف «الحوثي» جماعة إرهابية نجاح لدبلوماسية الإمارات

عدن 24/الاتحاد :
أكد أكاديميون وخبراء أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، بتصنيف ميليشيات الحوثي «جماعة إرهابية»، وإدراجهم تحت الحظر المفروض على توريد الأسلحة، يعد نجاحاً كبيراً لجهود الدبلوماسية الإماراتية، إضافة إلى أنه إدانة لهجمات الحوثي الإرهابية ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في السعودية والإمارات.
وبينوا في ندوة نظمها مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» بالشراكة مع «أكاديمية ربدان» و«جمعية الصحفيين الإماراتية» عبر «مساحات توتير» بعنوان: «التهديد الحوثي للأمن الإقليمي» أن الاعتداءات الحوثية ما كانت لها أن تستمر لولا الدعم الإيراني، ودعم ميليشيات «حزب الله»، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً لحرية الملاحة الدولية والتجارة العالمية التي تمر عبر باب المندب، مشيرين إلى أن الوضع العسكري في اليمن يمكن وصفه بحالة الجمود.
وأجمعوا على ضرورة اتخاذ إجراءات ومواقف دولية أكثر حزماً لحماية الأمن الإقليمي من خطر ميليشيات الحوثي الإرهابية.
واستُهلت الندوة بمداخلة للدكتور جون هاريسون أستاذ برنامج الأمن الداخلي في «جامعة ربدان» بأبوظبي، تركزت حول «الوضع الاستراتيجي»، أوضح فيها أن ميليشيات الحوثي تحاول إظهار امتلاكها للأدوات التي تهدد مصالح دول المنطقة، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، لفترة طويلة، وقال إن ممارسات الميليشيات الحوثية وتهديداتها تظهر جلياً الفرق بين من يريد أن يبني من أجل حضارة إنسانية ومجتمع مدني، ومن يريد العبث بمستقبل الشعوب، وأن يكون قوة بالوكالة لجهات إقليمية ضد المصالح الوطنية.
أما عن الوضع العسكري في اليمن، فوصف الدكتور سبيريدون بلاكوداس من «جامعة ربدان»
الوضع الحالي بأنه حالة من الجمود الضار للطرفين، كما أن اليمن لا يزال بلداً منقسماً بعمق، معرباً عن خشيته من إمكانية ألا يعود اليمن مرة أخرى كدولة، وبيّن أن الإدارة الامريكية لم تفِ حتى الآن بوعودها الأولية للانخراط بشكل أعمق في ملف اليمن.
وقال، إن الحوثيين لا يزالون يحتلون العاصمة صنعاء، والمحافظات الشمالية، التي يقطنها ما يقرب من 60 إلى 65٪ من السكان، مشيراً إلى أنه بعد أشهر من الحصار المشدد لمأرب، تمكّنت «ألوية العمالقة» من رفع الحصار «الحوثي».
من جانبه، تطرق الدكتور جون هاتزادوني إلى موضوع تهريب الأسلحة والإمدادات الإيرانية لليمن، وقال إن الانتشار المستمر والسريع للأسلحة التقليدية أوجد مشكلة كبيرة، وأدى إلى استمرار الحرب وبقاء التوتر في المنطقة بشكل عام، مبيناً أن الميليشيات الحوثية ما كانت لها أن تقوم بذلك لولا الدعم المتواصل من إيران و«حزب الله» اللبناني، موضحاً أن الصواريخ الباليستية التي يملكها الحوثيون تتجاوز قدراتهم، موضحاً أن جزءاً كبيراً من القوة العسكرية للحوثيين يأتي من الترسانة المنتجة محلياً الآتية من المخزونات الوطنية العسكرية اليمنية السابقة، والمشتريات من الميليشيات القبلية في السوق السوداء.
إلى ذلك، تطرق الدكتور مروان البلوشي إلى الموقف الدولي من انتهاكات الحوثيين، مؤكداً أن تصويت مجلس الأمن على قرار يصنف ميليشيات الحوثي كـ «جماعة إرهابية»، وإدراجهم تحت الحظر المفروض على توريد الأسلحة، يعد نجاحاً كبيراً لجهود الدبلوماسية الإماراتية، إضافة إلى إدانة هجمات الحوثي الإرهابية ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في السعودية والإمارات.
وشدد البلوشي على ضرورة اتخاذ إجراءات ومواقف دولية أكثر حزماً لحماية الأمن الإقليمي من خطر هذه الجماعات، في الوقت الذي رأى فيه العالم التهديد الصريح للأمن القومي الإماراتي الذي تمثل في هجمات الطائرات المسيرة، ما يحتم اتخاذ قرارات أكثر صرامة وحزم مع الحوثي ومموليه.
من جانبه، تحدث محمد الحمادي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية عن دور الإعلام في فضح انتهاكات الحوثيين، موضحاً أن الميليشيات الحوثية قتلت صحافية يمنية برفقة زوجها حينما كانا متجهين إلى المستشفى لكي تضع مولودها، وكان ذلك عبر تفخيخ سيارتها بعبوات ناسفة، والوضع لم يتوقف عند هذه الصحافية فقط بل هناك الكثير من الانتهاكات في حق الصحفيين باليمن.
وأضاف: «عندما نتحدث عن دور الإعلام في كشف انتهاك الحوثيين، فهذه هي الصورة القاتمة للوضع الإعلامي والصحافي في اليمن، كما من المهم أن نتذكر ما يعانيه الإعلام داخل اليمن لكي ندرك حجم الانتهاكات والأزمة التي تواجه الصحفيين هناك».
وأكد الحمادي أن هناك «عشرات الصحفيين اليمنيين الشجعان دفعوا أرواحهم ثمناً لفضح انتهاكات الميليشيات الحوثية ونقل الحقيقة الواقعة على الأرض، ما يحتم على المجتمع الدولي دعم الإعلاميين داخل اليمن، إضافة إلى ضرورة إلزام ميليشيات الحوثي باحترام قرارات مجلس الأمن التي طالبت مراراً وتكراراً بحماية الصحفيين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى