تقرير خاص | طريق الشهيد شريبة .. حلم طال انتظاره لقرى جبل القضاة “راب – عمقيت، وادي عمِر” بالشعيب

عدن24 | خاص

في القرن الواحد والعشرين الذي يتسابق فيه العالم للوصول إلى الفضاء، هناك أكثر من 1500 نسمة في قرى “راب، عقيت، وادي عمِر” بجبل القضاة بالشعيب لا تستطيع الوصول حتى إلى المركز القرية أو المديرية.

ويعاني الأهالي في هذه القرى من غياب الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الطريق الذي يربطهم بباقي القرى.

كما يضطر الأهالي في هذه القرى إلى نقل أمتعتهم على الحمير، نضرا لعدم اكتمال شق الطريق إلى قراهم مما يشكل لهم معاناة مضاعفة وخاصة عند اضطراهم نقل مرضاهم على اكتفاهم لمسافات طويلة.

ويمثل طريق الشهيد علي قاسم شريبة، الذي ودشن اليوم الخميس 22 فبراير 2022م في مدينة العوابل عاصمة مديرية الشعيب الحملة الرسمية لفتح التبرعات لطريق الشهيد بن شريبة.

ووجه الأهالي الدعوة لرجال الأعمال وفاعلي الخير والمغتربين للتفاعل مع حملة تبرع طريق الشهيد بن شريبة الذي قدم روحه دفاعا عن الجنوب في منطقة الطرية بمحافظة أبين في نهاية عام 2020م.

وقالت اللجنة المشرفة على المشروع، أن نجاح المشروع سيساهم في التخفيف من معاناة المواطنين، ويضع حدا لمعاناتهم الطويلة.

كما عبر أهالي هذه المناطق عن شكرهم لكل من تفاعل وساهم في التبرع لمشروع طريق الشهيد شريبة، سائلين الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.

وكان الشهيد علي قاسم شريبة، قد ارتقت روح الشهيد علي قاسم شريبة القاضي، إلى باريها، وهو يدافع عن الجنوب ضد جحافل الغزو في منطقة الطرية في محافظة أبين.

وينحدر الشهيد شريبة من منطقة راب بجبل القضاة، هي المنطقة الرابطة بين مديرتي الشعيب وحالمين.

وفي السيرة الذاتية للشهيد، كان الشهيد بن شريبة قد التحق في السلك العسكري عام ١٩٨٦ في اللواء الثالث مدرع واخذ العديد من الدورات العسكرية الى عام ١٩٩٤ حيث اندلعت الحرب في محافظة عمران وتعرض للاصابة والأسر ضمن قوات اللواء الثالث مدرع في ذالك الوقت وعند الإفراج عنه وعن  جميع الاسرى من رفاقة عاد الى ارض الجنوب وكان ظمن القوات المسلحه الجنوبية التي قاتلت ضد القوات الشمالية الغازية.

وبعد أن سيطرة قوات الاحتلال على العاصمة عدن والمحافظات المجاورة عاد الشهيد الى منطقتة والتحق ضمن اعضاء المقاومة السرية التي انشأت آنذاك وشارك في العديد من العمليات الفدائية الهجومية هو ورفاقة على قوات ومواقع الاحتلال في الضالع وحالمين والحبيلين ويافع ، وبعد انطلاق الثورة السلمية  المباركة في العام ٢٠٠٧ التي فجرها العسكريين الجنوبيين والمتقاعدين قسرآ والذي كان هو فردا منهم وكان مشاركا في اغلب الفعاليات والمهرجانات في ردفان والضالع وعدن وحضرموت .

ايضآ لقد كان للشهيد دور بارز فقد كان قائدا ميدانيا لمجموعة من المقاومين في حرب جبل الاحمرين بحالمين ضد القوات الغازية التابعة لحيدر السنحاني التي حاولت استحداث مواقع عسكرية في تلك المنطقه .

ايضآ كان الشهيد ضمن مجموعة من المقاومين من ابناء حالمين المشاركين في تحرير جبل العر في يافع ، وقاد هو ورفاقة العديد من العمليات الفدائية ضد جنود الاحتلال في القطاع الغربي لردفان جنبا الى جنب مع الشهيدين القائد محسن طوئرة والزيتونة .

وقاد سرية من ابناء حالمين والضالع وردفان والصبيحة في شبوة مديرية بيحان وادي جنة إلى جانب قبائل بلحارث  ضد جحافل الغزاة المسيطيرين على ذالك الوادي واستشهد في تلك المعركه مجموعة من رفاق وجنود الشهيد من ابناء حالمين.

اما في حرب عام ٢٠١٥ فقد ابلى فيها الشهيد علي قاسم شريبة بلاءا حسنا وقاد كتيبة من ابناء حالمين لتحرير محافظة الضالع من مليشيات الحوثي واستشهد فيها اخوة الشهيد المجاهد /محمد قاسم صالح شريبة ومجموعه كبيرة من الشهداء والجرحى من ابناء جبل القضاة حتى تم تحرير مدينة الضالع بالكامل ودحر فلول الغزاة منها ثم انتقل هو وافرادة الى جبهة بلة العند وخاض فيها هو وافرادة عدة معارك واقتحامات بطولية لمواقع المليشيات الحوثية في تلك الجبهات واستشهد مجموعة من افراد الكتيبة من ابناء حالمين في جبهة بلة العند وظل الشهيد مرابطا حتى تم تحرير قاعده العند و معسكر لبوزة ، اظافة الى ذلك فقد تعرض الشهيد للعديد من الاصابات خلال مسيرته النظالية .

وبعد انتهاء حرب ٢٠١٥ عاد الشهيد الى منزلة غير آبة بالكراسي والمناصب جاعل همة الوحيد تحرير الجنوب من جحافل الغزاة والمحتلين .

وبعد أن حاول الحوثيين التقدم صوب الحدود الجنوبية في محافظة الضالع في العام٢٠١٩ عاد الشهيد القائد مرة اخرى قائدا لكتيبة من المقاومين للذود عن الوطن ودحر المليشيات الى خارج حدود الجنوبية.

وبينما كان الشهيد مرابطا مع أفراد كتيبتة في شمال الضالع بعد دحر الغزاة إلى مابعد الحدود الجنوبية، أستلم توجيهات من قيادة إلانتقالي لتحرك مع أفراد كتيبتة إلى معسكر  جبل حديد بعدن ومنها إلى محافظة شبوة مع القوة التي تحركت صوب شبوة بعد  أحداث اغسطس في العام ٢٠١٩م، لتطهيرها من مليشيات  الإخوان الإرهابية ومساندة قوات النخبه الشبوانية،

 وكان للشهيد ورفاقه  دور كبير في السيطرة  بداية الأمر على بعض المناطق والنقاط التي كانت تتمركز فيها مليشيات الإخوان الإرهابية،ولكن الخيانة غير المتوقعه  من بعض كتأتب النخبة الشبوانية جعلت الشهيد محاصر من كل الجهات ووقع حينها أسيرا هو وعدد كبير من مرافقيه وإخوانه من أبناء حالمين ويافع وردفان والضالع، وبعد مكوثة في السجن لمدة ثلاثه أشهر وسآت حالته الصحية تعرض حينها لجلطه قلبية وأسعف على إثرها إلى أحدى  مستشفيات عتق ومنها إلى حضرموت حيث أجري له  هناك عملية قسطرة علاجية للقلب، وبعد أن تحسنت صحتة شيء ما، عاد إلى العاصمة عدن ولم يرتاح له بال لأن أفراد من كتيبتة  وافراد من قوات العميد صالح السيد  منهم مدير مكافحة الإرهاب أبو سام الفيضي ضلوا في سجون  المليشيات الإرهابية في سجون شبوة، حيث بذل الشهيد جهودا كبيره بالمتابعه والتحرك على جميع المستويات بحكم علاقته الكبيره مع قيادات إلانتقالي ولجان الوساطة التي تكللت جهوده بإطلاق الأسرى بعملية تبادل بين قوات إلانتقالي وحكومة الشرعية.

وفي شهر رمضان من العام ٢٠٢٠م عندما حاولت مليشيات الإخوان الإرهابية المتمركزه في شقرة دخول عدن ، جمع الشهيد افراده وتحرك إلى قيادة إلانتقالي طالبا منهم تسليحة والسماح لكتبتة بتعزبز قوات إلانتقالي المتواجده في مواقع الدفاع في جبهتي الشيخ سالم والطرية.

تحرك الشهيد قائدا لكتيبة الصمود إلى جبهة الطريه وتمركز في الخطوط الامامية  بسلاح بسيط واطقم متهالكه. وظل مدافعا عن الجنوب في خطوط النار بدون اي راتب له ولأفراد كتيبتة حتى أكرامية الرئيس عيدروس الزبيدي لم تصرف لهم.  استدان الملايين وباع أكثر من ست أراضي كان يملكها هو وأولاد عمه  في إحدى الجمعيات الزراعيه، لتسيير أمور كتيبته وصرف رواتب لأفراده،

ضل الشهيد عليه رحمة الله واقفا في موقعه ومحاربا شجاعا برغم التجاهل وعدم الإهتمام به وبأفراده،لحتى لقي ربه  شهيدا في تاريخ ٥/ديسمبر/٢٠٢٠م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى