كيف أصبح عمالقة الجنوب صمام أمان للأراضي الجنوبية؟

في ظل الانتصارات المتتالية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية، ممثلة بألوية العمالقة الجنوبية، في محافظة شبوة واستكمال تحريرها الذي تزامن مع نهاية يناير للعام الجديد، فاحت فيه معالم النصر والتحرير وانبثق فيه شعاع نور الحرية على المناطق الشرقية، من خلال التكتل العسكري الفاعل الذي أدى بمليشيا الحوثي إلى التقهقر والانهزام في شبوة الجنوبية ومديرية حريب بمأرب اليمنية.

وأظهرت قوات العمالقة الجنوبية للعالم وهْنَ مليشيا الحوثي الذي تصدره للشعب منذ سبع سنوات، من خلال الانتصارات التي حققتها في غضون أيام قليلة.

ومقارنة بالأحداث الجارية وسيناريوهات الأحداث الماضية بشبوة، إذ لم تكن إلا أياماً قليلة بعد تحريرها حتى تم تسليمها والانسحاب منها بصورة غريبة وبظروف غامضة، وتقديمها لمليشيا الحوثي على طبق من ذهب، الأمر الذي جعل شبوة بين مطرقة إرهاب مليشيا الحوثي وخناجر الإخوان الغادرة، ما يعني أن شبوة باتت أمام مشروع حوثي إخوانجي خطير.

ولم تتوانَ مليشيا الحوثي بدورها عن عملياتها الإرهابية بزعزعة الأمن والسكينة العامة، حيث تركزت عملياتها الإرهابية بنشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة إلى جانب سطوها على المال العام ونهب الممتلكات العامة، بل حتى وصل بها الأمر أن جعلت من المساجد أحد الملاجئ لتنفيذ عملياتها الإرهابية.

لا أحد يتصور حجم المعاناة التي كان يعيشها مواطنو مديريات بيحان تحت بطش مليشيا الحوثي، فلم تكتفي مليشيا الحوثي في نهب الثروات النفطية والمعدنية بالمنطقة فقط، بل جعلوا مواطنيها يتذوقون معاناة الحياة بأسرها لا بالعقيدة وحدها.

وفي الوقت الذي كانت فيه مديريات بيحان تنزف دماً، تارة من إرهاب مليشيا الحوثي وتارة أخرى بخناجر الإخوانج، كانت قوات العمالقة في الجانب الآخر تسطر أروع القصص البطولية بمعارك الساحل الغربي حتى وصولها مشارف مدينة الحديدة اليمنية، ومع آخر القرارات السياسية التي أجرتها بعثة الأمم المتحدة لاتفاق إستكهولم، كانت سبباً لنقطة تحول مسار العمليات العسكرية من المناطق الغربية إلى المناطق الشرقية، ففي حين أعادت قوات العمالقة تموضعها على حدود إطار المناطق المحظورة لاتفاق إستكهولم، توافقت تلك الأحداث عن مؤامرات واتفاقيات حوثية إخونجية تحاك لإسقاط ما تبقى من مديريات شبوة.

بعد سيطرة مليشيا الحوثي، ذراع إيران، على ثلاث مديريات من شبوة، وتنفيذ عملياتها الإرهابية ومشروعها الفارسي بالمنطقة، باتت مسألة تحرير شبوة والمناطق الشرقية ذات أهمية قصوى لقوات العمالقة الجنوبية، حيث إن هناك أكثر من مواقع استراتيجية ومناطق نفطية تحت وطأة مليشيا الحوثي، حيث يتم تصدير كميات كبيرة من النفط كل ساعة ما يعني أن شبوة باتت أمام خطر مشروع حوثي إخوانجي، الأمر الذي أدى إلى تحرك قوات العمالقة لتحرير المنطقة.

من ثم بدأ ترتيب القوات ورفع مستوى الجاهزية القتالية والدخول في معركة التحرير تحت اسم (عملية إعصار الجنوب) لتحرير مديريات م شبوة الثلاث من قبضة مليشيا الحوثي وذلك بقيادة قائد ألوية العمالقة العميد عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي، اعتلى القائد صهوة جواده وخلفهُ فرسانه، دون اكتراث بما قد يصيبهم إذ لم تكن عقولهم لا تفكر إلا بالنصر مشحوذين بالهمة ومتعطشين للموت في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والدين.

ومنذ اشتعال الجبهة في الأول من يناير للعام الجاري، استطاعت قوات العمالقة من الوهلة الأولى تحرير جبل بن عقيل الاستراتيجي المطل على مركز مديرية عسيلان بشبوة.

ونجحت قوات العمالقة في تنفيذ المرحلة الأولى من عملية إعصار الجنوب وتمكنت من تحرير مركز مديرية عسيلان، وفي اليوم الثاني من يناير لم تمهل قوات العمالقة مليشيا الحوثي الوقت لالتقاط الأنفاس لتتقدم وتحرر منطقة هجر كحلان وطوال السادة وتتقدم باتجاه النقوب شمال بيحان.

وعززت ألوية العمالقة الجنوبية انتصاراتها المتتالية بشبوة، وسط حالة من التقهقر والانهيار بصفوف مليشيا الحوثي.

وفي الرابع من يناير تمكنت قوات العمالقة الجنوبية من تحرير مدينة النقوب، ومفرق الحمى الاستراتيجي، وجبل بن سبعان، وقرية الهجيرة، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد مليشيا الحوثي.

إضافة إلى حصار عدة قرى في محيط تلك المنطقة، واصلت قوات العمالقة التقدم باتجاه بيحان فيما كانت صفوف مليشيا الحوثي تنهار تباعاً، فعمدت على تفخيخ وزرع الألغام بصورة عشوائية كآخر محاولة يائسة منها لمنع تقدم أبطال قوات العمالقة.

وفي الخامس من يناير كثفت قوات العمالقة عملياتها العسكرية باتجاهات متفرقة تكللت بانتصارات كبيرة وتمكنت ‏من السيطرة على معسكر اللواء 163مشاة وتطهير منطقة الصفراء والسليم وفي الجانب الآخر تمكنت القوات من أن تسيطر نارياً على مفرق السعدي وتقطع الخط الرابط بين بيحان شبوة الجنوبية وحريب مأرب اليمنية.

أما في السادس من يناير فأعلنت قوات العمالقة الجنوبية استكمال المرحلة الثانية وبدء المرحلة الثالثة بعد تحريرها مديرية بيحان والمناطق المجاورة لها.

وفي اليوم السابع من يناير واصلت قوات العمالقة الجنوبية تقدمها باتجاهات مختلفة حيث أطرت مليشيا الحوثي الى الهروب لمحافظة البيضاء اليمنية عبر عقبة القندع، فيما لاحقتهم قوات العمالقة وخاضت معهم معارك شرسة وسيطرت على مناطق بالقرب من مركز مديرية عين.

وفي العاشر من يناير أعلنت قيادة قوات العمالقة الجنوبية عن استكمال المرحلة الثالثة وتحرير كامل مديريات شبوة الثلاث بعد تطهيرها لمركز مديرة عين، وبعد إعلان قيادة قوات العمالقة تحرير كامل مديريات شبوة، سارت إلى مديرية حريب لتأمين المنطقة.

وفي الثاني عشر من يناير تقدمت قوات العمالقة الجنوبية باتجاه حريب لتحررها وتحكم سيطرتها وسط انهيار واسع في صفوف مليشيا الحوثي الارهابية.

ولم تتوانَ مليشيا الحوثي بدورها عن تنفيذ عملياتها الإرهابية عبر طائرة مسيرة مفخخة، وبتلغيمها الطرقات وأماكن التجمعات العامة وقصفها الأحياء السكنية، حيث رمت مليشيا الحوثي بكل ثقلها وبشتى أنواع عملياتها الإرهابية، وفي الوقت التي كانت فيه مليشيا الحوثي ترمي ثقلها ومقاتليها بطريقة انتحارية، تمكنت قوات العمالقة الجنوبية من تحرير مديرية حريب في 24 من يناير لتأمين مديريات شبوة المحررة.

وبعد استكمال عملية إعصار الجنوب والتي تكللت بتحرير مديريات شبوة وحريب أعلنت قيادة قوات العمالقة إعادة التموضع بشبوة بعدد من الألوية والرفع من جاهزيتها من ثم العودة إلى عرينها بعد استكمال عملية إعصار الجنوب.

واستطاعت قوات العمالقة من خلال هذه الانتصارات الساحقة إظهار تغيير كبير في موازين القوى على الأرض وأثبتت مقدار القوة القتالية العالية التي تتمتع بها قوات العمالقة والحاضنة الشعبية الكبيرة، لتظهر أيضا حقائق الجيش الوطني الزائفة واتفاقاتها مع مليشيا الحوثي الإرهابية.

وكانت ألوية العمالقة الجنوبية بقيادة العميد عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي نموذجاً عكس حكمة قيادته وعنفوان أفراده، وكان خير مثال يقتدى على أثره لدفاع عن الأرض والوطن.

وفي ظل المواقف البطولية والانتصارات الجسام التي تحققت بفضل من الله ثم بفضل الجهود المبذولة من أبطال قوات العمالقة والجاهزية القتالية العالية للدفاع عن الوطن الجنوبي سيظل العميد عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي رجل الانتصار في هذه المرحلة بامتياز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى