تقرير خاص | المجلس الانتقالي .. رقم يصعب تجاوزه في المشهد السياسي

عد24 | خاص

يلعب المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم دورا مهما على المستويين السياسي والعسكري في البلاد، فبات من الصعب تجاوز حضوره اللافت على الساحة السياسية أو تجاهله وقد أصبح لاعبا محوريا في المشهد السياسي للبلاد.

المجلس الانتقالي الذي تأسس في الرابع من مايو من العام 2017م كحامل وجامع لأحلام الجنوبيين في استعادت دولتهم، يخوض الان مشوار شاق لتحقيق تطلعات واحلام شعب الجنوب.

حضور عسكري وميداني

كان لقيادة المجلس الانتقالي دورا محوريا في الحرب الذي شنته صنعاء على العاصمة عدن والجنوب، حيث شكلت المقاومة المدربة والمجهزة قتاليا بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، النواة الأولى في مقاومة الغزو الثاني للجنوب.

وبعد تحرير العاصمة عدن واثناء تولي اللواء عيدروس الزبيدي، بدأت حينها تحركاته لبدء تأسيس جيش جنوبي من نواة المقاومة الجنوبية.

وحينها اعلن تأسيس قوات الحزام الأمني وقوات الصاعقة ومكافحة الإرهاب بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، ولعبت هذه التشكيلات العسكرية “القوات المسلحة الجنوبية” دورا كبيرا في الحرب ضد الإرهاب في العاصمة عدن ومحافظات لحج وأبين وشبوة، كما شكلت هذه القوات رافدا مهما للقوات الجنوبية المرابطة على الحدود.

وبفضل نجاح هذه القوات وتفوقها العسكري، أصبحت محل اهتمام عربي ودولي، وخاصة من الجانب الإمريكي وذلك بعد نجاحها في الحرب ضد الإرهاب في العاصمة عدن ومحافظتي لحج وأبين، كما بات يعتمد عليها من قبل التحالف العربي في مواجهة الحوثيين.

حرب ضد الانتقالي

كان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، ضربة غير متوقعة للقوى اليمنية بكافة اختلافاتها، حيث حست بخطر وجود كيان جنوبي يجمع عليه الجنوبيين.

وبحسب مراقبين فقد استمدت هذه القوى اليمنية حضورها في الجنوب من خلال تفرق الجنوبيين وعدم جود كيان سياسي يجمعهم، ولذلك عملت هذه القوى على ضرب وحدة الجنوبيين ليسهل لها ابتلاع الجنوب.

ورأت قوى الاحتلال اليمني أن تأسيس المجلس الانتقالي ككيان موحد للجنوبيين، سيشكل ضربة لأحلامها وطموحاتها، فعملت على شن حرب إعلامية وتشويه ضد الانتقالي سعيا منها في افشاله.

كما تحالفت جماعتى الحوثي والإخوان لشن حرب عسكرية ضد الانتقالي ومحاولة اجتياح العاصمة عدن، وهو مافشلت فيه.

ووسط هذه الحرب الممنهجة والشعواء من قوى الاحتلال اليمني، يمشي المجلس الانتقالي الجنوبي واثق الخطوة نحو تحقيق أهداف وأحلام وتطلعات الجنوبيين.

رؤية الخارج ودبلوماسية الانتقالي

الحضور الميداني والعسكري الذي فرضه المجلس الانتقالي الجنوبي، انعكس تحركاته ورؤيته الدبلوماسية والسياسية، كما أصبح محل اهتمام اقليمي ودولي، وباتت وفود الدول الكبرى وسفرائها تاتي إلى العاصمة عدن للتباحث معه بشأن الأزمة في البلاد وسبل الخروج منها.

وكان سفير المملكة المتحدة لدى اليمن ريتشارد اوبنهايم عدن، الاسبوع الماضي، وكان في استقباله الأستاذ فضل الجعدي نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي اللقاء تم مناقشة مستجدات الأوضاع السياسية، والاقتصادية، وسُبل وآليات تنسيق الجهود في إطار حكومة المناصفة بما يمكنها من القيام بواجباتها في تحسين الأوضاع الإقتصادية وإعادة الاستقرار في محافظات الجنوب والمناطق المحررة.

ونوّه السفير اوبنهايم بأهمية استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، باعتباره مدخلا لعملية سياسية شاملة لإنهاء الصراع في اليمن، مؤكدا أن الدول الراعية للسلام، حريصة على مشاركة جميع الأطراف الفاعلة على الأرض وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي في العملية السياسية الشاملة للوصول إلى سلام دائم.

من جانبه الجعدي حرص قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على إنجاح جهود حكومة المناصفة وحمايتها وتذليل أي صعوبات تواجهها، مشددا على أهمية تواجد الحكومة بكامل أعضائها لممارسة مهامها من العاصمة عدن.

وبات المجتمع الدولي يرى أن لاحل في اليمن يتجاوز فيه المجلس الانتقالي الجنوبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى