ناشطون: إعادة الحوثيين إلى قوائم الإرهاب يحد من استغلال المليشيا للدعم الإنساني


أصبحت إعادة مليشيات الحوثي إلى مصنفات الإرهاب ضرورة ومطلبا إنسانيا لليمنيين أكثر من أي وقت مضى.

ويجمع نشطاء وحقوقيون أن خطوة الولايات المتحدة المزمعة بإعادة إدراج المليشيات الموالية لإيران في لائحة الإرهاب، خطوة في غاية الأهمية على الصعيد الإنساني والإغاثي.

وعلى الرغم من أن الخطوة جاءت متأخرة، إلا أنها تظل المخرج الأمثل للأزمة الإنسانية في اليمن، حيث إنها ستضع حدا لاستغلال الحوثيين للدعم الإنساني لإطالة أمد الحرب ومضاعفة معاناة اليمنيين.

وتأتي الإجراءات التي يتخذها الكونجرس الأمريكي تتويجا للجهود الدبلوماسية التي تمارسها دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

ويؤكد نشطاء أن الذرائع الإنسانية لرفع التصنيف عن الحوثيين مجرد أباطيل واهية، أدت إلى نتائج عكسية تماما.

عسكرة الدعم الإنساني

الصحفي والناشط الحقوقي محمود العتمي، أحد أبرز المتضررين من الإرهاب الحوثي، يؤكد أن الحوثي استوفى شروط الإرهاب وزاد فيها.

“العتمي” الذي نجا من تفجير إرهابي أودى بحياة زوجته وجنينها على خلفية نشاطه الحقوقي، إنه “من المعلوم أن مليشيات الحوثي استغلت وجود المقار الرئيسية للمنظمات الإغاثية في مناطق سيطرتها”.

وأوضح أن “المليشيات الحوثية استطاعت أن تطوع الدعم الإغاثي والإنساني لصالحها وفي صالح الجانب العسكري، واستخدمت هذا الدعم في رفد المقاتلين وفي التجنيد”.

وأضاف أن “كثيرا من المنظمات أصبحت تعمل تحت سلطة وإشراف الحوثي مباشرة”.

واستدرك: “لن يحد من هذا الأمر إلا تصنيف المليشيات الحوثية كمنظمة إرهابية وتحييد المنظمات العاملة في مناطق سيطرتها بإشراف الأمم المتحدة والتحالف العربي على عملها مباشرة وكذلك الحكومة الشرعية”.

وأكد الناشط الحقوقي أن “تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية سيؤدي إلى تقليص هيمنة المليشيات على هذه المنظمات وكذلك الحد من إرهابها”.

إنهاء الأزمة 

واستخدمت مليشيات الحوثي الدعم الإنساني والإغاثي لارتكاب كل أعمالها الإرهابية وتعقيد الأزمة اليمنية.

ولفت المسؤول المحلي في مكتب حقوق الإنسان بالحديدة أحمد عتيق إلى أن “تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية سيسهم في إنهاء الأزمة على العكس مما يروج له نشطاء الدفع المسبق”.

وفي حديثه  قال عتيق إن “المليشيات الحوثية أسقطت جميع الذرائع الإنسانية الواهية لرفع تصنيفها من قائمة الإرهاب، وإننا نعتبرها منظمة ارهابيه فعلا وذلك بالجرائم التي ترتكبها كل يوم”.

وعدّد عتيق جرائم المليشيات “مِن قصف المنازل وزراعة الألغام وممارسة الاعتقالات في مناطق سيطرتها وتكميم الأفواه ومنع الصحافة والإعلام من ممارسة حقوقها وسعيها إلى تجويع اليمنيين وزرع الطائفية وتجنيد الأطفال”.

ويضيف إلى تلك جرائم المليشيات الحوثية “تسيير العمل الإغاثي والإنساني لصالح مجنديها ودعم المجهود الحربي والذي يطيل من عمرها، إضافة لاستحواذها على مقدرات الدولة ونهب الممتلكات الخاصة ومن لم يخضع للخُمس يصنف في القائمة السوداء لدى المليشيات”.

وتابع عتيق تعديد الانتهاكات الحوثية ومن ضمنها “اتخاذ المدنيين دروعا بشرية والتهجير القسري للمدنيين العزل، ونقضها للاتفاقيات والمعاهدات، وقرصنتها في المياه الإقليمية الدولية”.

وأشار المسؤول الحقوقي إلى أن المليشيات الحوثية قامت باغتنام الهدنة الإنسانية لعمل أنفاق داخل المناطق السكنية في الحديدة وإدخال مهندسي وخبراء أسلحة، وكل الأعمال التي تجعلها منظمة إرهابية.

ولفت إلى أن “خطوة تصنيف الحوثي منظمة إرهابية جاء متأخرا ومع ذالك يعتبر الآن خطوة جبارة”.

إيقاف دعم الحوثي 

ويأمل المسؤول الحكومي في وزارة حقوق الإنسان أحمد عتيق أن يتم تصنيف الحوثي، بهدف إتاحة المجال للقوات المشتركة بالتقدم نحو محافظة الحديدة.

وأشار إلى أن انتزاع الحديدة وموانئها من يد المليشيات وإعادتها إلى حضن الدولة سيؤدي إلى قطع يد المليشيات وإيقاف الدعم عنها، لما اتخذته في هذه المدينة من أعمال تهدد الأمن والسكينة تحت مبررات إنسانية.

وأضاف: “يعلم الجميع أنه إذا تم انتزاع الحديدة فإن المليشيات ستنتهي ويتم تأمين خطوط الملاحة الدولية، وأيضا يتم إيقاف الشريان المغذي لهم وهي موانئ الحديدة”.

كما سيسهم انتزع الحديدة -وفق عتيق- في استخدام مينائها لدخول سفن الغذاء والدواء لليمنيين وسيسهم في التنمية والإغاثة وإنهاء المجاعة التي تعصف بهم في اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى