العاصمة عدن تحتفي بذوي الهمم بحفل بهيج.. “أبطال الحكاية”



“أبطال الحكاية”.. هكذا يتم تصنيف ذوي الهمم من أصحاب الاحتياجات الخاصة بالعاصمة عدن ، بعد أن كافحوا بإرادتهم وصنعوا من أنفسهم أبطالا.

هؤلاء الأبطال تم الاحتفاء بهم، اليوم الثلاثاء، في حفل بهيج، نظمته الشبكة الوطنية لمناصرة ذوي الهمم، تحت شعار “بطل الحكاية”، بالتزامن مع الأيام العالمية والعربية للأشخاص ذوي الإعاقة.

الاحتفال كان بمثابة مؤتمر جامع لذوي الهمم، حضرته شخصيات في الحكومة اليمنية، والسلطة المحلية بعدن، وعائلات وأمهات ذوي الهمم.

واستعرض حفل “بطل الحكاية”، إنجازات عدد من ذوي الهمم، ممن تحدوا إعاقاتهم وأصبحوا نجوما بالمجتمع، كما عُرضت اختراعات علمية خاصة بخدمة هذه الفئة.

صيانة الحقوق

وزير الشؤون الاجتماعية وحقوق الإنسان أحمد عمر عرمان، أكد أن اليمن تسير على قدم وساق في مجال صيانة حقوق الإنسان في عموم البلاد، رغم ظروف الحرب التي تعاني منها.

وأشار عرمان خلال كلمته بحفل “بطل الحكاية”، إلى أن هناك الكثير من الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان، ولذوي الإعاقة في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي.

بينما دعا وكيل محافظة عدن، محمد نصر الشاذلي، إلى التعلم من ذوي الهمم، في كيفية تحدي الصعاب، وقال: “إنهم يعطونا دروسا في حب بعضنا البعض، وهو ما نحتاجه فعلا لكي تخرج اليمن مما هي فيه”.

وكشف الشاذلي عن توجيهات السلطة المحلية بعدن، بتوفير بيئة ملائمة لذوي الهمم، كالمصاعد والمواقف والسلالم الخاصة، في المباني والمرافق العامة، أسوة بكل دول العالم.

عام الخدمات

فيما كشفت ممثلة المفوضية السامية لحقوق الإنسان، يسرى البكري، عن تخصيص المفوضية عام 2022 ليكون عاما لوصول الخدمات إلى ذوي الهمم في عموم اليمن.

كما كشفت عن إصدار المفوضية قريبا، ولأول مرة، تقريرا خاصا عن الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن، وتحديدا في مجال الحق بالتعليم لدى الفتيات من ذوي الهمم.

وقالت البكري، خلال كلمتها في “بطل الحكاية”: إن التقرير يعكس اهتمام المفوضية السامية لحقوق الإنسان بذوي الهمم وخاصة الفتيات منهنّ بشكل خاص.

تجارب ملهمة للأبطال

الأبطال من ذوي الهمم قدموا عروضا عن حياتهم المليئة بالإنجازات والكفاح، وتحقيقهم نجاحات في مجال استكمال التعليم الجامعي، والمهن الحرفية، أو التمكن من بعض المواهب الفنية والعلمية.

ولم تقتصر التجارب الملهمة المعروضة في “بطل الحكاية” على ذوي الهمم، بل شملت أمهاتهم وأهاليهم، حيث تحدثت والدة أحد الأشخاص من ذوي الهمم، وتدعى “أم طارق” عن تأثرها إيجابا بحالة ولدها.

وقالت “أم طارق” إن ابنها من ذوي الهمم (توحد) إلا أنه غيّر حياتها نحو الأفضل، وكان دافعا لها لاستكمال دراستها الثانوية والجامعية، وهي اليوم قد استكملت الماجستير.

وأضافت “أم طارق” أن بحثها عن حالة ابنها حتى تساعده في حياته أكسبها حب الإطلاع والتعلم، وهذا قادها إلى التعلق بالعلم والمطالعة والاستمرار بالتعلم.

اختراعات خاصة

واستعرض حفل “بطل الحكاية” اختراعا خاصا بذوي الهمم، قدمه الشاب المخترع ياسر ناصر، الذي تحدث عن تفاصيل آخر اختراعاته.

والذي كان عبارة عن كرسي ذكي لذوي الهمم الحركيين، يتم التحكم به عن بُعد عبر الهاتف الجوال، كما يتم توجيهه بأوامر الدماغ، عبر وصلة مرتبطة من الرأس إلى الكرسي، تعطي تعليمات التحرك.

والاختراع المقدم من الشاب ، يخدم حتى ذوي الهمم ممن يعانون إعاقة شاملة، أو إعاقات مزدوجة معا.

وشهد حفل “بطل الحكاية” لوحات تمثيلية معبرة، بالإضافة إلى استعراض مواهب فنية وقدرات علمية لذوي الهمم، وفقرة لمسرح الدمى.

واختتم الحفل بأهازيج فرائحية بمناسبة تتويج منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا، والتي احتفى بها الحاضرون مرددين الهتافات الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى