كيف نجح الانتقالي الجنوبي حتى أصبح قوة سياسية وعسكرية يخشاه الجميع؟

في واقع متفكك تشهده اليمن عامة جراء سنوات طويلة من الاخطاء والمغامرات التي سارت عليها انظمة وحكومات وقوى الشمال اليمني بعد احكام سيطرتهم على حكم الجنوب عقب احتلاله في حرب 1994الناتجة عن فشل الوحدة اليمنية90.

ظلت القوى الاقليمية والدولية تبحث في اليمن عن حليف قوي وأهلاً للثقة ويمتلك عوامل قوة تؤهله ان يكون القوة البديلة في واقع يمني متدهور وحرب لا يبدو انها ستنتهي قريباً.

من هنا كان المجلس الانتقالي الجنوبي هو تلك القوة والجهة المكتملة الاركان سياسيا وتنظيميا وامنيا وعسكريا ويحظى بدعم وتأييد شعبي منقطع النظير. اي انه يمتلك عوامل القوة جميعها التي تجعله الحليف الاستراتيجي لدول الاقليم والعالم خاصة في منطقة جغرافية لها اهميتها القصوى اقتصاديا وامنيت ومستقبليا.

المجلس الانتقالي تماسك في زمن التفكك

ظهر المجلس الانتقالي الجنوبي منذ اول يوم لإعلان تشكيله ككيان جنوبي متماسك وهو ما شكل خوف لدى احزاب وقوى يمنية كانت الى وقت قريب ترى انها القوى التكثر تماسكا تنظيميا وسياسيا من غيرها.

وبظهور الانتقالي بقوة وحصوله على تأييد شعبي كاسح في الجنوب شعرت تلك القوى والاحزاب بما فيها سلطة ما تدعى الشرعية بأن الانتقالي صاعد بقوة ليكون البديل القوي لها ولكل الاحزاب التي تشهد تفككاً رهيباً بعد فشلها الطويل.

ففي زمن التفكك لأحزاب كبيرة كانت تكتسح الساحة اليمنية شمالا وجنوبا واحزاب اخر ى أيدلوجية وحركات مفرخه منها. الا انها عانت من التفكك في زمن الحرب واصبحت عاجزة عن لملمة شتاتها.

بمقابل ذلك يظهر الانتقالي الجنوبي ككيان متماسك يحظى بتأييد شعبي ولديه قيادة سياسية متماسكة رغم تنوعه توجهاتها الامر الذي اعطي الانتقالي قدرة على ادارة التنوع والنجاح في ان الظهور بمظهر القوي القادر على العمل والتوائم مع الظروف المحيطة محليا واقليميا ودوليا.

الانتقالي يحبط مخططات اعداء الجنوب

وجد المجلس الانتقالي الجنوبي في ظرف زمني كانت تسعى فيه قوى معادية للجنوب لإعادة انتاج نفسها ومن ثم ابقاء الجنوب تحت سيطرتها السياسية وتذويب المقاومة الجنوبية عبر العامل الزمني سواء بشراء الولاءات ومن لم يتم شراءه سيتم اغتياله وتصفيته.

لكن تلك القوى اصطدمت بالمجلس الانتقالي الجنوبي وصلابة موقفه ومشروعه المعبر عن ارادة وتطلعات الشعب الجنوبي.

واثبتت الايام ان المجلس للانتقالي متماسك بشكل ممتاز سواء على المستوى القيادي او على المستوى الشعبي والتأييد الذي يحظى به الانتقالي.

نجاح بامتياز

بعد تشكيل الانتقالي راهن اعداء الجنوب من الاحزاب والقوى الشمالية وعملائها من الجنوبيين المنتمين لما تدعى الشرعية. راهنوا على فشل الانتقالي وتفككه كونهم دأبوا دائما مع الحراك الجنوبي على تفكيك اي تنسيقيات حراكية كانوا عادة يخترقوها ويفككون اوصالها.

لكنهم تفاجئوا أمام المجلس الانتقالي بعجزهم عن فعل شيء او استهداف الانتقالي او حتى التأثير على سمعته لدى حواضنه الشعبية الجنوبية.

ونجح المجلس الانتقالي الجنوبي بامتياز في تعزيز حضوره وتجاوز منعطفات خطيرة كان يراهن اعداء الجنوب على انتكاس الانتقالي عندها.

ورغم الاستهداف الاعلامي والتحريض المدفوع الاجر الذي عملت عليه حكومات الشرعية واحزابها ومسؤوليها ضد الانتقالي وقدمت لأجل ذلك مئات الملايين من الريالات.

الا ان الانتقالي أثبت أنه كيان مؤسسي ومتماسك يعمل وفق رؤية واضحة ومشروع واضح ومعلن امام العالم وهو مشروع الشعب الجنوبي وارادته في نيل حقه باستقلال دولته على حدود العام 1990.

– عدن السبق

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى