وفد أمريكي في عدن.. دعما لجهود إحياء العملية السياسية المتعثرة


وصف مبعوث واشنطن لليمن، الدور الإيراني بالبلاد بـ”السلبي”، ورفض بشدة تصعيد الحوثي بمأرب، وذلك لدى زيارته للعاصمة عدن.

ووصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، ومعه القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة لدى اليمن كاثي ويستلي، إلى العاصمة عدن للقاء الحكومة المعترف بها دوليا ودعم جهود أحياء العملية السياسية المتعثرة بسبب تصعيد الحوثيين.
وتعد زيارة ليندركينج هي الأعلى لمسؤول أمريكي إلى اليمن منذ انقلاب مليشيات الحوثي أواخر 2014، إذ تمثل رسالة دعم دولية للحكومة المعترف بها دوليا.
وعقد مبعوث واشنطن لقاءات منفصلة ومكثفة مع رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك ووزير الخارجية أحمد بن مبارك ومحافظ عدن أحمد لملس ومن المقرر أن تشمل قيادات سياسة ومدنية في المجلس الانتقالي وغيره.
وأكد المبعوث الأمريكي، أن هذه الزيارة إلى العاصمة عدن هي للتعبير عن دعم الحكومة اليمنية ومساندة جهودها وشجاعتها في الوقوف بوجه التحديات رغم الأوضاع الصعبة.

وشدد على دعم الولايات المتحدة الكامل للحكومة وجهودها لتخفيف حدة الأوضاع الاقتصادية وحرصها على حشد الدعم الدولي لمساندتها، مشيدا بشجاعة والتزام عبدالملك ووزراء حكومته في هذه الظروف تجاه الشعب اليمني وإصرارهم على التواجد رغم كل التحديات.
ونوه الوسيط الدولي بما تتخذه الحكومة من إصلاحات وحرص بلاده على حشد الدعم الدولي لاستمرار ونجاح هذه الجهود بما يحافظ على بقاء الحكومة قوية لتلبية تطلعات اليمنيين وتخفيف معاناتهم.
وقال ليندركينج، إن بلاده ترفض استمرار تصعيد مليشيات الحوثي في مأرب والهجمات على المدنيين والنازحين، وأهمية انصياعها للمطالبات الدولية بالوقف الفوري لهذا الهجوم.
وأشار إلى الدور الإيراني السلبي في اليمن واستمرار دعمها للحوثيين، وإدارك الحكومة الأمريكية للأثر الإنساني الفادح الذي يترتب على استمرار التصعيد والهجوم الحوثي على مأرب واستهداف المدنيين والنازحين.
من جانبه، رحب رئيس الوزراء اليمني بزيارة الوفد الأمريكي إلى عدن، وأهمية الدور الأمريكي في هذه اللحظة الهامة سواء بدعم جهود إيقاف التدهور الاقتصادي، ووضع آليات ترغم مليشيا الحوثي وإيران على الانصياع للدعوات الدولية لإيقاف التصعيد العسكري واستمرار الاستهداف المتكرر للمدنيين والنازحين.
وتطرق رئيس الحكومة اليمنية إلى الأوضاع الإنسانية في مأرب مع استمرار الهجمات الحوثية على المدنيين والنازحين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومختلف الأسلحة.
وقال إن “هذا الهجوم والتصعيد المتواصل يعكس حجم الدعم الإيراني الكبير لمليشيا الحوثي في خرق وتحدٍّ فاضح للقرارات الدولية والأممية”.
وأكد عبدالملك، أن مليشيا الحوثي ومن ورائها إيران تمضي في تعنتها ورفضها لكل النداءات الدولية والأممية لوقف الهجمات على المدنيين والنازحين في مأرب، وتهديد أمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم، والسبيل إلى السلام لن يأتي دون أن تتغير معادلات القوة وطريقة تعاطي القوى الدولية والإقليمية مع هذا التعنت.
ولفت إلى أن هذا التعنت يضع الحكومة والقوى السياسية والمجتمعية، وحلفاء اليمن أمام مسؤوليتهم للانتصار في المعركة الوجودية والمصيرية لليمن والمنطقة.
وأشار إلى أن الحكومة استطاعت خلال الفترة الماضية إحداث حراك سياسي وفي المقدمة الدفع باتجاه توحيد القوى الجهود والقوى لمواجهة مليشيا الحوثي في هذه المعركة الوطنية حتى لا يصبح اليمن منصة وأداة إيرانية في خاصرة المنطقة العربية والمصالح الدولية.
في الصدد، تطرق عبدالملك إلى الإجراءات الاقتصادية المتخذة لإيقاف تراجع سعر صرف العملة وارتفاع الأسعار، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز الاقتصاد ومساندة جهود الحكومة، مشيرا إلى أهمية عمل شركاء اليمن من الدول والمنظمات المانحة على تركيز جهودهم ضمن الأولويات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة وتستهدف تخفيف معاناة المواطنين وتنشيط الأداء الاقتصادي وتحسين الخدمات.
كما استعرض التبعات الإنسانية الكارثية لاستمرار الهجوم الحوثي على مأرب التي تحتضن أكثر من مليوني نازح فروا من بطش المليشيات، وجهود الحكومة لتقديم العون الإغاثي لهم، وما يمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي القيام به في هذا الجانب.
وكان اللقاء استعرض الموقف الدولية للتعامل مع تصعيد مليشيات الحوثي وهجماتها المستمرة على المدنيين والنازحين في مأرب وغيرها، وضرورة وجود عقوبات لردع السلوك الحوثي وداعميها في طهران، وتم التأكيد على ضرورة الوقف الفوري للهجمات الحوثية على مأرب، والجرائم ضد المدنيين والنازحين، واستهداف الأعيان المدنية في السعودية.
وشدد اللقاءات على أهمية الانتقال إلى آليات ضغط دولية أكثر فاعلية، بما في ذلك مواجهة التدخل الإيراني في اليمن ومشروعها المهدد لأمن واستقرار المنطقة والملاحة الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى