تقرير خاص | #معركة_مأرب.. سباق الزمن لكسب ورقة في المسار السياسي

عدن24| تقرير خاص

تحظى محافظة مأرب اليمنية بأهمية استراتيجية وذلك لما تتمتع به من ثروة “غاز ونفط”، ولذلك تحاول الأطراف المتصارعة من السيطرة عليها، فمن يسيطر  على المحافظة، يكسب مزيد من القوة والسيطرة وتعزيز المداخل المالية.

وتوشك المحافظة السقوط بيد جماعة الحوثي، وسط انيهار كبير لقوات مليشيا الإخوان أو ماتسمى بالجيش الوطني.
وتعتبر محافظة مأرب معقل الإخوان الأخير لجماعة الإخوان “حزب التجمع اليمني للإصلاح” في الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون.

ومع التقدم الكبير لمليشيا الحوثي، تصاعدت وتيرة الاتهامات التي تحمل قيادة الإخوان ما آلت إليه الأوضاع العسكرية في المحافظة.
ويقول مراقبون إن التقدم العسكري الذي يحققه الحوثيون في مأرب هو انعكاس طبيعي لتركيز الإخوان حربهم واطماعهم نحو الجنوب.

وكانت عدد من الألوية ومعها عدد كبير من عناصر تنظيم القاعدة، قد تركت جبهاتها في مأرب واتجهت نحو محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، مما سهل للحوثين من السيطرة على اجزاء كبيرة من المحافظة.
ويسيطر الإخوان الان على محافظة شبوة الجنوبية، الغنية بالثروات، وسط دعوات جنوبية لتحريرها من مليشيا الإخوان، وكذلك من مليشيا الحوثي التي سيطرت على بعض المناطق في مديريات بيحان، دون أي مقاومة تذكر من قبل مليشيا الإخوان.

ورقة سياسية

يأتي التقدم العسكري لمليشيا الحوثي في مأرب، وسط جهود اقليمية ودولية لوقف الحرب، والبدء في مشاورات سلام بين الأطراف المتصارعة.
ويسابق الحوثيون الزمن لكسب معركة مأرب، على الرغم من الدعوات والضغوط الدولية لوقف التصعيد الميداني.
ويأمل الحوثيون في كسب معركة مأرب  لتحقيق ورقة سياسية في المفاوضات القادمة.
وكان المبعوث الأمريكي إلى اليمن السيد، تيم ليندر كينج، قد اتهم جماعة الحوثي، بعدم إظهار التزام حقيقي بالسلام وبعرقلة جهود تحقيقه في اليمن.
وأكد كينج أن الجميع يبذل جهودا لتشجيع عملية سلام جديدة واكثر شمولا بقيادة الامم المتحدة في اليمن.
وعبر كينج عن أسفه لمواصلة الحوثيون مفاقمة الأزمة الانسانية وعرقلة السلام، مؤكدا  أن الامر يتطلب جهود المجتمع الدولي المشتركة لإنهاء هذا الصراع، جنب إلى جنب مع الجهود المبذولة  لتضخيم أصوات الغالبية العظمى من اليمنيين الذين يطالبون بالسلام.
التطورات الميدانية

وعلى صعيد التطورات الميدانية قالت وسائل إعلام موالية لجماعة الإخوان أن مايسمى بالجيش الوطني والقبائل تصدوا لزحف حوثي في مديرية الجوبة وسقط منهم عشرات القتلى والجرحى، كما نفذت مقاتلات التحالف العربي عدد من الغارات الجوية استهدفت مواقع وتمركزات عناصر مليشيا الحوثي.

وأعلن التحالف العربي يوم أمس الأحد عن مقتل اكثر من 138 حوثيا في غارات نفذتها مقاتلاته خلال الأربعة والعشرين الساعة الماضية من أمس الأول في المحافظة.
كما أكد أنه نفذ 29 عملية استهدفت للآليات في الجوبة والكسارة، مما أدى إلى تدمير 17 من الاليات العسكرية لمليشيا الحوثي.

وعاودت مليشيا الحوثي من استهداف المدنيين في المحافظة، وبحسب شهود عيان فقد استهدفت مساء أمس المدينة بصاروخ باليستي، وهو ثاني صاروخ بعد أيام من استهداف مسجدا راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

وتتزامن هذه التطورات الميدانية مع الجولة الأممية للمبعوث الأممي السيد جرودنبيرج، الذي يسعى جاهدا لإعلاء أصوات السلام وإيقاف أفواه البنادق، وانجاح مهمته التي فشل فيها سابقيه.
ووصل جروندبيرج يوم أمس الاحد إلى العاصمة عدن لإحياء آمال ومشاورات السلام في اليمن.
وكان السيد جروندبيرج قبلها في زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، لبحث سبل ضغط لإجبار الحوثيين على الانصياع للسلام.
والتقى جروندبيرغ برئيس وزراء حكومة المناصفة معين عبدالملك.
وبحسب ماذكرته وكالة “سبأ” فقد استعرض اللقاء مسارات التي يعمل من خلالها المبعوث الأممي في ظل الوضع الراهن ولتصعيد الميداني لمليشيا الحوثي.
كما ناقش اللقاء التحديات التي تواجه الجانب الاقتصادي وسبل توفير دعم أممي لوقف التدهور الاقتصادي وانهيار العملة.

وستكشف الأيام القادمة تفاصيل التطورات الميدانية والسياسية، ومن يكسب أوراقه لخوض غمار المفاوضات.؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى