لكم الله يا أهلنا في حي الرشيد

كتب / نجيب يابلي :

مساء السبت 30 أكتوبر 2021م انفجر باص (فوكسي) مفخخ خارج البوابة الرئيسية لمطار عدن الدولي، وألحق الانفجار أضرارا بالغة بالمحيط السكني للمطار، والمعروف بحي الرشيد، فهناك المساكن وهناك محلات تجارية ومراكز ثقافية واتصالات ومراكز شبكات النت يتردد عليها شباب وأطفال سقطوا ضمن ضحايا التفجير الذي أصبح معتادا في مختلف مديريات عدن المستهدفة ضمن مخطط إرهابي الهادف إلى إبادة الهامش الحضري الذي كان له واقعة ومساحته من الأرض والبشر وكان حاضنا للشمال والجنوب.

هذا المخطط تقف وراءه قوى استخبارية دولية ويجري تنفيذه عبر وكلاء إقليميين ومرتزقة محليين، والراصد لتاريخ عدن سيجد أن عدن استهدفتها تلك الجهات الاستخبارية في مختلف مراحل تاريخ عدن منذ بواكير ستينيات القرن العشرين وحتى اليوم.

بدأ المخطط الرامي إلى تدمير عدن بإخراج عدن من مسارها الحضري والحضاري والكوسوبوليتاني، وإخراجها من مسارها المدني بمنظماتها من أحزاب واتحادات نسوية ونقابية وأدبية وفنية، حيث اتسعت لعشرات الفنانين والمبدعين الأمر الذي لا تجد له نظيرا في سائر مدن الجنوب والشمال والجزيرة والخليج، ناهيكم عن وجود عدد كبير من الصحف باللغتين العربية والإنجليزية، وهي ظاهرة تفردت بها عدن ولا وجود لها عند المدن الأخرى.

أقحمت عدن في كفاح مسلح دعمته المخابرات المصرية عبر الجهاز العربي في تعز وصارت عدن مرتعا للانفجارات والاغتيالات، وأفرغت عدن تماما من مضمونها الحضري والحضاري والإسلامي.

أصبحت عدن ولأول مرة عاصمة لدولة القبيلة في الجنوب وشهدت عدن أكبر حركة هجرة من الريف (القبيلة) إلى عدن (المدينة) والتي بدأت في 6 نوفمبر 1967م وحتى يومنا هذا.

واقعة السبت الإجرامية في حي الرشيد تهدد السلام الاجتماعي والاستقرار والأمن، ودليل ذلك أن المكاتب الثقافية والتقنية والألعاب الداخلية وخاصة عند الأطفال حيث وجدنا أن عددا كبيرا من الضحايا بين قتيل وجريح كانت من فئة الأطفال.

ما لم تسارع  قوى المجتمع بتوحيد صفوفها للخروج ببرنامج عمل ميثاق شرف وفتح قنوات اتصال بمنظمات دولية للقيام بعمل مشترك لإنقاذ هذه المدينة من المخاطر المنتظرة من المخطط غير الحضري .. غير الأخلاقي غير الإسلامي لأن القضاء على عدن يعني قيام الساعة كما أبلغنا نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.

أنقذوا ما تبقى من عدن قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى