النازحون من الشمال بالعاصمة عدن: حكومة الشرعية اليمنية معسولة الوعود ..كاذبة

انشغلت حكومة الشرعية اليمنية بسفاسف الأمور وتفريخ المكونات ضد الجنوب وغابت عن تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للنازحين من أبناء الشمال في العاصمة عدن

اكتظت العاصمة عدن بالنازحين من مختلف مناطق الصراع اليمني، بعد أن تجاهلتهم الحكومة اليمنية الغائبة عن المشهد

نازحون: نتجرع ويلات الجوع بعد أن شردتنا الحرب لنجد أنفسنا وأولادنا في العراء وكل ما نعتمد عليه في حياتنا اليومية هو ما تجود به علينا بعض المنظمات ومنها الهلال الأحمر الإماراتي

أكثر الأسر النازحة تعيش على التسول في الشوارع وتأكل من براميل القمامة ومن بقايا المطاعم وأفرادها عاطلون عن العمل

مواطن : النازحون يفتقرون إلى الكثير من مقومات الحياة لاسيما الضرورية منها الغذاء والدواء ومواد الإيواء ومن حقهم أن يعيشوا في بلادنا آمنين والحكومة لم تقدم لهم أي مساعدات

نازح من الحديدة : زارنا محافظ عدن ووعدنا بأنه سيوفر لنا ما نحتاجه لكنه لم يفِ بالوعد نحن بحاجة إلى غذاء ودواء، أطفالنا يقتلهم المرض

عدن24 | عبد السلام الجلال ـ حنان يحيى

 

تركوا الديار واستبدلوها بالخيام فارين من ويلات الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، تلك المليشيات أشعلت فتيل الحرب والنعرات الطائفية التي حلت كابوسا يورق المواطنين ويقض مضاجعهم في حين غابت حكومة الشرعية عن المشهد ليبقى النازحون بين أمواج الحياة تلاطمهم يمنة ويسرة .

نعم ..إنهم نازحو مناطق الصراع من الشمال اليمني إلى العاصمة عدن حيث يعيشون حياة معيشية صعبة بعد أن غابت عنهم حكومة الشرعية اليمنية لانشغالها بسفاسف الأمور وتفريخ المكونات تاركة العمل الإنساني والإغاثي لأمثال هؤلاء الملقى على عاتقها خلف الحائط.

أولئك الذين أثقلتهم هذه المعاناة بكثير من الهموم والآلام، فتراهم وقد تجهمت الحياة في وجوههم بؤساء استبدت بهم خطوب الزمان حين ادلهم بهم هذا الواقع المشؤوم الذي انتجته الحرب العبثية.

حقا انها مأساة لهؤلاء الذين رمت بهم الحرب لتتلقفهم المعاناة بشتى أنواعها، مع تلذذ الجهات الحكومية اليمنية بتعذيبهم.

إنها مأساة إنسانية تدمي الضمير الإنساني وتمزق نياط القلب إنهم في كل ساعة تمر من حياتهم بل كل دقيقة يتساءلون كيف السبيل للخلاص من هذا الواقع المؤلم؟

افترشوا أرض العراء والتحفوا السماء في معظم مناطق المحافظات الجنوبية لاسيما العاصمة عدن التي تكتظ بنازحين من مختلق مناطق الصراع اليمني، بعد أن تجاهلتهم الحكومة اليمنية الغائبة عن المشهد، فالبعض منهم لجأ إلى امتهان اعمال لم يكون في السابق يمارسها لكن عسر الحال والتهميش المتعمد من قبل الشرعية اليمنية أجبره على ممارساتها ومنها التسول الذي أصبح ظاهرة متفشية في العديد من مديريات العاصمة عدن يقوم بها غالبية النازحين.

في مديرية دار سعد بالعاصمة عدن تقطن عشرات الأسر النازحة من مناطق الصراع المختلفة في شمال اليمن، وأثناء وصولنا إلى المنطقة التي يتواجد فيها اعداد من النازحين لنتعرف على تفاصيل حياتهم اليومية، منذ الوهلة الأولى شهدنا المفاجأة يتواجد النازحون بكثرة في مشاهد لصور معبرة عن مدى المعاناة التي يعانيها النازحون الذين اجبرتهم الحرب على ترك مناطقهم والنــزوح إلى هذا المكان، استوقفنا المشهد عندها لنعرف تفاصيل المعاناة، عندما اقتربنا من المكان اكثر استوقفنا النازحون يتساءلون بالقول “من انتم؟ هل أنتم تابعون لمنظمات ؟ أم من الجانب الحكومي المغيب علينا؟”.

 

تجاهل فاقم المشكلة

تتفاقم معاناة النازحين في مختلف مناطق العاصمة عدن يوماً بعد آخر وسط صمت مريب من قبل الحكومة اليمنية النائمة عن معاناتهم، يتخذون من الخيام أماكن تؤويهم لكنها لم تقهم برد الشتاء ولهيب شمس الصيف.

في هذا التقرير التقينا بعدد من النازحين في العاصمة عدن لنستعرض أبرز معاناتهم .

 

هربنا من قصف الحوثي لتتلقفنا الشوارع

يقول محمد علي وهو أحد النازحين من صنعاء: نزحنا من مناطقنا هاربين من قصف الحوثي الذي لا يراعي أحداً، كل شيء معرض للقصف المنازل والأطفال والنساء والعجزة الكل مهدد بالموت، هذا ما جعلنا نترك منازلنا ونلجأ إلى البحث عن أماكن آمنة تنجينا من هذا القصف المميت.

وأضاف “نعمل لإعالة اسرنا باعة متجولين في الشوارع بعد أن وجدنا انفسنا امام خيارين لا ثالث لهما اما الخروج لطلب الله او البقاء في خيامنا حتى الموت، كون الحكومة لم تقدم لنا أي مساعدات، المساعدات هنا بعضها تأتي من منظمات لكنها ليس بصورة مستمرة بل تأتي من وقت لآخر”.

هذه صورة للنازحين تتكرر يوميا في اغلب شوارع العاصمة عدن وهم يسألون المارة والسائقين أن يجودوا لهم بما يستطيعون من مال ليسدوا به رمق جوعهم ويقضوا حاجاتهم بعد أن تجاهلتهم الحكومة الشرعية .

مشهد ثان لشاب نازح من مدينة زبيد التابعة لمحافظة الحديدة اليمنية وهو يقف في الشارع العام بالمنصورة برفقة أخيه الاعمى يطلب المارة والسائقين المساعدة كونه نازحاً ولم يجد مدخل رزق يعول من خلاله اخوانه الأيتام الذين فقدوا والدهم حد قوله.

ويضيف: همشنا الوقت شقاء وعناء ولولا رحمة الناس في العاصمة عدن بعد تسخير من الله، لما استطاعوا مواصلة العيش والبقاء في هذه الحياة المريرة بكل تفاصيلها.

 

غياب الحكومة

غياب دور الحكومة اليمنية لدى هؤلاء النازحين العنوان الأبرز الذي تجده على لسان من نلتقيهم، فغياب دورها في تقديم كل ما يلزم للسواد الأعظم من هؤلاء النازحين الذين لاحول لهم ولاقوة، نازحة أخرى قالت أثناء لقائنا بها”: الحكومة اليمنية لم تأتِ الينا ونحن هنا في العاصمة عدن، نتجرع ويلات الجوع بعد أن شردتنا الحرب لنجد انفسنا واولادنا في العراء وكل ما نعتمد عليه في حياتنا اليومية هو ما تجود به علينا بعض المنظمات واغلب تلك المساعدات غير صالحة للاستخدام كونها قاربت على الانتهاء، فمثلا الدقيق الذي به (سوس) لكن حتما علينا أن ناكله كوننا لا نمتلك بديلاً.

 

وعود عرقوب

وتابعت النازحة: هناك وعود سمعنا بها بان الحكومة ستاتي الينا والى اليوم ونحن في انتظارها لعلها تحس بمعاناتنا التي ترافقنا منذ النزوح الى يومنا هذا لكنها في منشغلة في أمور أخرى!!.. أولادنا ينهكهم المرض ولا يجدون ادوية.

 

نازحون بلا مأوى

اسر كثيرة نازحة تعيش في العاصمة عدن دون مأوى حيث قالت أحدى النازحات: اكثر من 25 اسرة تعيش في هذه المنطقة من دون مأوى ولا نملك سوى خيام من اكياس الدقيق لاتقينا من التنوع المناخي منذ 9 اشهر وهذه الاسر بدون مأوى.

وأضافت : “منذ 5 أشهر نستلم مساعدات من الهلال الأحمر الإماراتي بعد أن تجاهلتنا الحكومة الشرعية فليس لها أي دور انساني اتجاهنا رغم ظروف حياتنا المعيشية المتردية، لم نعرف أي مسؤول من الحكومة تفضل بالنزول إلينا لمشاهدة واقعنا ونقله إلى الجهات العليا وفي هذه الحالة لم نصدق اننا لجأنا إلى أحضان شرعية معترف بها دوليا شرعية أبناؤها لم يلتمسوا منها الشيء القليل بل ولا يعلمون اين يكمن دورها”.

 

الشارع الملجأ الوحيد

واختتمت بالقول: اكثر الأسر تعيش على التسول في الشوارع وتأكل من براميل القمامة وحرمت من الإغاثات ولا يوجد اشغال واكثر الناس عاطلون عن العمل وبحاجة للمال مع قرب شهر رمضان المبارك.

 

دعوات استغاثة

وقال أحد المواطنين من أبناء العاصمة عدن هؤلاء النازحون محتاجون لتقديم المزيد من الدعم فهم يفتقرون إلى الكثير من مقومات الحياة لاسيما الضرورية منها الغذاء والدواء ومواد الايواء و من حقهم أن يعيشوا في بلادنا آمنين والحكومة لم تقدم لهم أي مساعدات ولا أي حق، من حقوقهم، نحن نطالب بالمساعدة ممن في قلوبهم رحمة، الناس ميتة جوع يعني الناس نازحين من بلادهم تركوا كل ممتلكاتهم وغادروا مناطقهم مجبرين غير رغبانين، متسائلا”أين الحكومة اليمنية والمنظمات الإغاثية؟”.

وتقول نازحة أخرى: لم نستلم مساعدات من الحكومة ونحن في أمس الحاجة لها، زوجي مريض، والعديد من النساء يذهبن إلى المطاعم يطلبن الأكل لان ازواجهن معاقون والذي يتمتع بصحة لم يجد عملاً فضلت المشكلة قائمة كماهي عليه دون أي تحسن يذكر.

وأضافت “لنا 4اشهر لا نمتلك أي اغاثات والمساعدات التي تصلنا كلها من فاعلي الخير من المواطنين، ونطالب محافظ عدن والحكومة الشرعية والمنظمات بالنظر الينا بعين المسؤولية.

نازح آخر من الحديدة يقول: زارنا المحافظ ووعدنا بأنه سيوفر لنا ما نحتاجه لكنه لم يفِ بالوعد نحن بحاجة إلى غذاء ودواء، أطفالنا يقتلهم المرض دون أي التفاتة تذكر من الجانب الحكومي، والصحة مغيبة لدينا.

وأضاف “نحن نازحون من الحديدة فارون من الحرب إلى عدن لم نجد احداً من الحكومة يقدم لنا المساعدات الإنسانية سوى قليل من المنظمات في بداية النـزول سلمت لنا والآن لم نستلم شيئاً، ولا توجد أشغال يمكن أن نغطي بها المصاريف اليومية لتخفف من معاناتنا، مع هذا النزوح فقدنا الكثير من الحقوق التي كنا نأملها من الحكومة اتجاه شعبها الذين شردتهم عصابات إجرامية طائفية سلالية”.

وأضاف” في الخوخة ولحج يستلم النازحون كل شهر معونات ونحن قطعوا علينا، استلمنا آخر معونة من جمعية باوزير (تاجر حضرمي) وآخر استلام كان في شهر 11 من العام المنصرم وكانت آخر إغاثة، “300” أسرة ماتت من الجوع داخل المدرسة وين الحكومة وين الدولة وين المنظمات؟”، مختتما حديثه بالقول” نعمل في الحمالة من الصباح الى 12 في الليل”.

 

مخاوف مشروعة

يتخوف الكثيرون من هذا التزايد الهائل في اعداد النازحين القادمين من مناطق الصراع إلى العاصمة عدن ومناطق جنوبية أخرى.

وتأتي هذه المخاوف في ظل هذا التوسع الذي تتجاهله الحكومة اليمنية ولم تبدِ له أي اهتمام فهي تركت الحبل على الغارب، حبل يورق الكثيرين من المواطنين في العاصمة عدن، كونه لا احد يعرف أن هذا الشخص أو ذاك نازح أم مندس لتكثر السرقات والاغتيالات واعمال أخرى لم تكن العاصمة تعرفها من قبل.

 

مطالبات بالحلول

يقول أحد النازحين: نزحنا من منازلنا ويعلم الله بحالنا لم نستطع أن نأخذ معنا أغراضنا تركنا كل شيء هربا من الموت، ليتلقفنا اهمال وتهميش الشرعية الذي لا يختلف عن موت الحوثي الذي يوجه قذائفه القاتلة نحونا.

وأضاف “خرجنا نازحين يعلم بنا الله 5 اشهر ولا معنا حاجة، نحن نطالب بإغاثة لا نملك ما ناكل، اولادنا جوعانين، ضاق بنا الحال وطالت الحرب ونستنا الحكومة ولم نجد سوى الهموم والمعاناة ترافقنا في محنتنا هذه كل يوم”.

في الختام .. يظل النازحون يفترشون الأرض بكل الوانهم واعمارهم المختلفة، والخيام المكونة من طرابيل هي هويتهم التي احتضنتهم بعد أن همشتهم الحكومة اليمنية، والمرض والفقر والجوع والتهميش تخيم على هؤلاء النازحين، و على الرغم من هذه المعاناة الا انهم يتفاءلون بالخير من فاعلي الخير من المواطنين في العاصمة عدن بعد أن تجاهلتهم الحكومة اليمنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى