الجنوب V.S الجحوش

كتب: محمد السليماني


” بعد نقاشات مستفيضة مع مختلف دوائر، وهيئات الأمانة العامة للمجلس الانتقالي حول خطة العمل المقدمة من فريق الحوار المكلف من قيادة المجلس، تقرر أن تبدأ المرحلة الأولى للحوار منتصف أغسطس الحالي.
الحوار سيكون شاملاً ولن يستثني أحداً من أبناء الجنوب. #الحوارالوطنيالجنوبي “
ما بين علامتي التنصيص أعلاه هو بالضبط ما كتبه نائب رئيس فريق الحوار الجنوبي الجنوبي الأستاذ/ أحمد عمر بن فريد.
شهادتي في الأستاذ أحمد مجروحة وبالنسبة لي هو قدوة وطنية مواقفه مشرفة ومسيرته ناصعة البياض، وجوده في هذا الملف يدعوني للتفاؤل بنجاح هذا الفريق.
للأسف وأقولها بكل صراحة وأرجوا ممن يقرأ مقالي هذا أن يعذر صراحتي، إن ما نحن فيه اليوم في الجنوب هو نتاج قرارات حمقاء اتخذها قادة الأمس، وإن ما نعيشه من كوارث وأزمات وضياع للهوية هو بسبب أنانية من سبقونا.
نشأت أجيال ثلاثة أو أكثر محرومة من وطن وأمان وهوية، حُرمت من أبسط مقومات الحياة والسبب أن من سبقونا تقاتلوا فيما بينهم بحثاً عن مصالحهم، لم يجعلوا لشعبهم أي اعتبار.
المؤسف هو أننا اليوم نعيش حالة مشابهة فلم يتعلّم قادة اليوم من الماضي، فنجد جنوبياً اباً عن جد من بني جلدتنا يقول سندخُل عدن بحدنا وحديدنا، في هذا الوقت نفسه صنعاء غدت إيرانية ولا نجد سياسي يمني واحد ممن يختلف مع الحوثيين يُردد نفس هذا الكلام باتجاه صنعاء.
لماذا نجد كثير من قياداتنا مستعدين لجعل الجنوب عاليه واطيه، لفرض رأي أحدنا على الآخر بينما لا استعداد لاستخدام قوانا العقلية في الحوار فيما بيننا وتقريب وجهات النظر.
لماذا الوطن هو آخر اهتمام الكثير والمصالح الضيّقة هو أول الاهتمام؟
دولتنا ستعود بإذن الله ولا نريد لهذا الوطن أن يُبنى على جراح شركاءنا فيه.
نريد أن يكون لنا عيداً وطنياً تحل ذكراه سنوياً ويفرح بها كل أبناء هذا الوطن.
قياداتنا جميعاً نسألكم بالله أن تضعوا خلافاتكم جانباً وأن تضعوا نصب أعينكم أن كل عمل وطني تُقدمونه اليوم سيبقى أثره لأجيال قادمة.
ماذا تُريدوا للتاريخ أن يكتب عنكم؟
هل سيُكتب عنكم أنّكم اصطففتم إلى جانب وطنكم وشعبكم واجتمعتم على كلمةٍ سواء؟! أم أنّكم وقفتم حجر عثرة في طريق شعبكم التوّاق للاستقلال؟
أفعالكم هي مستقبلكم ومستقبل أبناءكم
نسألكم بالله كونوا أهلاً للمرحلة ورجالها.
أخيراً:
كان الأكراد في العراق يطالبون بدولة لهم أو على الأقل حكماً ذاتياً، وكانوا في بعض الأحيان يتقاتلون مع القوات العسكرية للأنظمة الحاكمة في العراق، في فترة سيطرة نظام البعث العِراقي على مفاصل الحكم، استطاع البعثيون شراء ذمم بعض ضعيفي النفوس من أبناء الأكراد وجرّوهم إلى خيانة أهلهم وتسريب معلومات عن قوات البيشمركة وأماكن تخزين أسلحتهم وكذا أماكن تدريبهم.
المجتمع الكردي وبإجماع شعبي غير مخطط له أصبحوا فيما بينهم يُسمّون هؤلاء الخونة بـ(الجحوش)، ومفردها الجحش وهو صغير الحمار أعزكم الله – المؤسف أن هذه التسمية لا زالت تلاحقهم في قبورهم.

دقسة
الله يجيرنا من الجحوش …!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى