عقلانية الانتقالي بين تبريد الزبيدي وتسخين بن بريك

كتب / نجيب يابلي :

عندما تؤمن جماعة بعدالة قضيتها تختار الطريق السديد للوصول إلى انتصار قضيتها، ومنذ العام 2017م لم أرصد موقفا متشددا أو ألفاظا نابية من جانب قيادييها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر فعالية الانتقالي “الحوار الجنوبي – الجنوبي”، التي دشنها اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يوم 4 مايو 2019م، بفندق كورال، وكم كانت الكلمات جميلة سواء من رئيس المجلس الزبيدي أو اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية، أو الدكتور عبدالعزيز الدالي وزير خارجية الجنوب الأسبق، والأخ مروان العلي ، مدير مكتب المبعوث الأممي، واحتشد في هذه الفعالية كل مكونات المجتمع الجنوبي: المرأة والشباب والأكاديميون والسياسيون والدبلوماسيون والعسكريون.

أوضح الرئيس الزبيدي أننا مند البداية أعربنا أن القضية هي قضية الجنوبيين دون استثناء، ورغبتنا قد حددناها أننا مع استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة وغير منقوصة.

شكلت الفعالية المذكورة المرحلة الثانية من فتح ملف الحوار الجنوبي في مايو 2019م، وكانت المرحلة الأولى في مايو 2018م، أي بعد عام واحد من إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017م، وبنفس الخطاب للأعوام: 2017-2018-2019م.

إن كان هناك محيطان هما: المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي رأيت أن واقع حال هذين المحيطين مجسدا في اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، واللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس.

رأينا ونرى اللواء الزبيدي في خطابه مبتسما وهادئا على الرغم من أنه خاض معارك عسكرية شرسة، لكن هذا في الميدان العسكري وهو مغاير تماما لظهوره في الميدان السياسي، في حين نرى اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس، يضع نفس خطاب الرئيس الزبيدي لكن يعرض خطابه للتسخين، ففي فعالية الحوار الجنوبي الجنوبي في مايو 2019م، قام اللواء بن بريك بتسخين طبقه السياسي عندما قال:

“من يريد باب اليمن فليذهب للحوثيين، ومن يريد الأقاليم عليه بالشرعية”.

أما مروان العلي فقد بارك دعوة الانتقالي للحوار الجنوبي ورأى أن الحوار الجنوبي مطلوب منه أن يشمل كل القوى السياسية الجنوبية ولا خلاف على ذلك تماما، أن الجنوب الكامل السيادة هو المطلوب.

أما الدكتور عبدالعزيز الدالي وزير الخارجية الجنوبي الأسبق فقد أكد في كلمته التي ألقاها في جلسة الافتتاح أن هدف الجنوبي لن يتحقق إلا في وحدة الصف والرؤية المشتركة لكل المكونات السياسية.. رحم الله حبيبنا الدالي.

الشيء الجميل أن خطاب الانتقالي لم يطرأ عليه أي تغيير وأن قلبه مع كل جنوبي في وطنه الجنوب العربي كامل السيادة ولا زلنا  ننعم بتبريد الزبيدي وتسخين بن بريك.

وفي الأخير أقول: امسكوا خشب!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى