كيف توظف الشرعية الإخوانية الإرهاب لضرب الجنوب؟

لم يحمل الهجوم الإخواني المكثف على معسكر العلم دليلًا على حجم التخادم بين الشرعية والحوثيين، لكنّ أظهر حجم استعانة المليشيات الإخوانية بعناصر من تنظيم القاعدة في الحرب على الجنوب. الساعات الماضية شهدت هجومًا كبيرًا شنّته مليشيا الشرعية الإخوانية على معسكر العلم في مديرية جردان، وأطلقت مدفعيتها النيران بكثافة على المعسكر الذي تتمركز فيه قوات النخبة الشبواني. وفيما استبسل رجال النخبة كما المعتاد في صد الهجوم الإخواني الإرهابي، إلا أنّ ضربة أمنية وعسكرية حملت دلالة كبيرة، تمثّلت في أسر ثمانية عناصر من تنظيم القاعدة. المعلومة كشفها عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وضاح بن عطية الذي قال في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إنّ قوات حاية معسكر العلم تمكّنت من أسر ثمانية من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي أثناء مهاجتمها المعسكر من الجهة الغربية. في الوقت الذي تحمل فيه هذه المعلومة دلالة كبيرة على حجم العداء الموجه ضد الجنوب، إلا أنّها لا تثير استغرابًا، وذلك استنادًا إلى أنّ الشرعية الإخوانية دائمًا ما استعانت بتنظيمات إرهابية تتآخى معها في العدوان على الجنوب. ولا يبدو أن هناك تنظيمًا إرهابيًّا مقربًا من حزب الإصلاح أكثر من تنظيم القاعدة، وتعود العلاقات فيما بين الجانبين إلى سنوات طويلة، وقد رسّخها الإرهابي علي محسن الأحمر. الشرعية عملت طوال الفترة الماضية، على إدماج عناصر تنظيم القاعدة إلى صفوف القوات الموالية لها، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها تستهدف شرعنة هذه العناصر وتوظيفها في إطار رسمي لخدمة المصالح الإخوانية. المخيف في هذا الإطار أن الشرعية تعمدت تجنيد عناصر شديدة التطرف وتجيد لغة حرب العصابات، ويتضح هذا في حجم وطريقة الجرائم التي ترتكبها هذه العناصر المسلحة. إقدام الشرعية على الاستعانة بعناصر تنظيم القاعدة في الحرب على الجنوب عبّر عن مساعٍ إخوانية واضحة بأنّ هذا الفصيل يسعى لحرب طويلة الأمد ضد الجنوب، وذلك من خلال فتح الباب واسعًا أمام تماهي نفوذ هذه العناصر وتكثيف نشاطها في محافظات الجنوب المختلفة. ويحاول الإخوان إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فمناطق الجنوب التي كانت قد تحررت من الإرهاب وتحديدًا شبوة بفضل جهود القوات المسلحة الجنوبية مدعومة من القوات المسلحة الإماراتية، تواجه خطرًا مدقعًا فيما يخص إعادة نشاط حركات وتنظيمات الإرهاب من جديد. هزيمة التنظيمات الإرهابية بما في ذلك القاعدة، قاد بعناصر التنظيم إلى الشتات لكن الشرعية عملت على إعادة جمع هذه العناصر وأغرتها بالأموال والنفوذ، مقابل شن الحرب على الجنوب. تجدر الإشارة في هذا الإطار، إلى تصريح كان قد أطلقها القيادي الإخواني المدعو عبد المجيد الزنداني، عندما دعا في 2014، على الملأ، إلى الحوار مع تنظيم القاعدة كأحد الشروط الضرورية لتحقيق الاستقرار. أعطت هذه الدعوة إشارة صريحة بأنّ الشرعية الإخوانية ستعتمد على التنظيمات الإرهابية وتوظفّها في خدمة مصالحها التي تتعارض كلية مع المشروع القومي العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى