صحيفة دولية: مليشيات الإخوان في شبوة تمهد الطريق لسيطرة الحوثيين على مأرب

عدن24|العرب اللندنية

ارتفعت حدة المواجهات العسكرية بين المتمردين الحوثيين والمقاتلين القبليين في جبهة الجوبة بمحافظة مأرب، بالتزامن مع تصاعد التوتر في محافظة شبوة المجاورة بين قوات من الجيش محسوبة على جماعة الإخوان والنخبة الشبوانية التي تتمركز في معسكر العلم بمديرية “جردان” الذي غادرته قبل أيام قوات التحالف العربي.

وأكدت مصادر محلية في محافظة شبوة لـ”العرب” وقوع اشتباكات متقطعة في محيط معسكر العلم بعد محاولة عناصر مسلحة تابعة للسلطة المحلية اقتحامه في أعقاب انسحاب قوات التحالف العربي منه، غير أن محاولتهم باءت بالفشل نتيجة مقاومة النخبة الشبوانية ورجال قبائل ورفضهم تسليم المعسكر الاستراتيجي.

وتشهد محافظة شبوة حالة من التوتر في ظل اتهامات لجماعة الإخوان التي تسيطر على المحافظة بالسعي لتسليمها للحوثيين، بعد سقوط ثلاث مديريات جنوب شبوة على الحدود مع مأرب دون أي مقاومة تذكر.

وأعلن عدد من الضباط في شبوة خلال اليومين الماضيين انشقاقهم عن حزب الإصلاح، متهمين الحزب بالتواطؤ مع المتمردين الحوثيين، والسعي لتسليم بقية مديريات شبوة للحوثيين على غرار ما حدث في بيحان وعسيلان وعين.

وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي سالم ثابت العولقي في تصريحات لـ”العرب” إن جميع المؤشرات تؤكد توجه الإخوان وميليشياتهم إلى تسليم ما تبقى من مديريات شبوة للحوثيين على غرار ما حدث في مديريات بيحان وجبهات ومحافظات أخرى.

وأشار العولقي وهو أحد أبناء محافظة شبوة إلى أن “ما يعزز هذا السيناريو هو الانسحابات الكبيرة للإخوان من جبهة الصفراء بيحان إلى محيط معسكر العلم خلال اليومين الماضيين ومحاصرة قوات النخبة الشبوانية المتواجدة داخله والتوجه لقمع عدد من مخيمات الاعتصامات القبلية والشعبية المنددة بما حدث لمديريات بيحان من تسليم للحوثيين وما آلت إليه أوضاع محافظة شبوة بشكل عام من تردي في الخدمات والأمن وسوء المعيشة”.

وعن خلفيات الانشقاقات العسكرية التي شهدتها شبوة في الأيام الماضية وتصاعد الاحتجاجات القبلية والشعبية، أوضح “لقد أدركت قبائل شبوة ما يحاك للمحافظة بوضوح، لهذا هي اليوم توجه رسائلها لكل المعنيين وعلى رأسهم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بإنقاذ محافظة شبوة مما يحاك لها من مؤامرات حوثية وإخوانية وهي نفس الرسائل التي شاهدناها من خلال انشقاقات الكثير من الضباط في محور عتق ومحور بيحان والقوات الخاصة وإدانة الإخوان وقواتهم بالتواطؤ مع الحوثيين”.

وتابع “لقد حذرنا في المجلس الانتقالي الجنوبي مبكرا من التعاون الإخواني والحوثي الذي يهدف إلى ضرب كل النجاحات والمكتسبات التي حققها التحالف العربي وشركائه في الميدان خلال السنوات الماضية”.

وفي ذات السياق، وصف نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح ما يحدث في شبوة بأنه “حراك شعبي رافض للتمدد الحوثي في المحافظة والتي تتم كما هو واضح من خلال تفاهمات وتنسيق واضح بين ميليشيات الإخوان والمتمردين”.

وأضاف صالح في تصريح لـ”العرب” “المواطنون وشرفاء المؤسسة العسكرية والأمنية عبروا عن رفضهم لصفقات تسليم شبوة لميليشيا الحوثي، وهم اليوم يطالبون بمحاسبة من تسبب في سقوط ثلاث مديريات بأيدي الحوثيين دون مقاومة كما طالبوا بإنقاذ المحافظة وتنظيم مقاومتها والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي”.

وتابع “ما يؤسف له أنه وفي ظل هذا الظرف العصيب الذي تمر به المحافظة أن سلطتها المحلية وأذرعها العسكرية والأمنية بدلا من أن تمد يديها للقوى الحية المناهضة لمشروع الحوثي فإنها تحولت إلى خط دفاع أول عنه”.

تحشيد كبير استعدادا للمعركة الأهم

ويترافق التوتر السياسي والأمني والعسكري الذي تشهده شبوة، مع تصاعد المواجهات العسكرية في محافظة مأرب المجاورة وبروز مؤشرات على نية الحوثيين نقل معركتهم إلى شبوة بعد الانتهاء من تحقيق أهدافهم المتمثلة في بسط كامل سيطرتهم على آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن.

وأشار الصحافي اليمني عبدالوهاب بحيبح لـ”العرب” إلى أن جبهات مأرب الجنوبية تشهد معارك شرسة في مناطق متفرقة من مديرية الجوبة على الخط العام في محاولة من المتمردين لقطع المسافات بهدف الوصول إلى جبال البلق الاستراتيجية، حيث يزجون بأعداد كبيرة وهجمات متتابعة بهدف تحقيق التقدم.

وأكد المحلل العسكري اليمني وضاح العوبلي أن التطورات الأخيرة والمتسارعة على الأرض في الجبهه الجنوبيه لمأرب، تشير إلى اعتزام الحوثيين المضي نحو تضييق الدائرة المحيطة بمدينة مأرب، ولكن هذا لا يعني أن المدينة في طريقها إلى السقوط، مع استحالة تقدمهم من اتجاة الكسارة.

ولفت العوبلي في تصريحات لـ”العرب” إلى وجود عدد من العوامل التي لعبت دوراً سلبياً وأثرت تأثيراً مباشراً على سير المعركة وفي مقدمتها “طريقة تعاطي الشرعية وقيادة الجيش مع ما جرى من حصار لمديرية العبدية، بموازاة التراخي وعدم المحاسبة والتحقيق بشأن الانهيارات الكبيرة والمثيرة للجدل التي حصلت مؤخراً وأدت إلى إسقاط مديريات بيحان وعسيلان وعين وحريب خلال وقت قياسي، وهو ما سهّل عملية التفاف الحوثيين على مديريات الجوبة والعبدية وجبل مراد، وهي المديريات التي عجز الحوثيون عن اختراقها بطريقة مباشرة منذ عام تقريباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى