المصريون يرفضون دعوات جماعة الإخوان الإرهابية للصلح


“لا تصالح ولو منحوك الذهب”، كهذا استهل اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق حديثه عن دعوات الإخوان للتصالح.

وأكد اللواء نور الدين في حديثه لـ”العين الإخبارية” أن الشعب المصري حسم أمره وقال كلمته وأعلن رفض المصالحة مع الجماعة الإرهابية، لا سيما وأن مساعي الإخوان للصلح مع الدولة “ما هي إلا خديعة متكررة لإعادة إدماهجهم في المجتمع المصري للانتقام مستقبلا”.

وروجت وسائل إعلام إخوانية خلال الأيام الماضية، أن سجناء ينتمون للتنظيم الإرهابي تلقوا رسائل مفادها التصالح مع الدولة وإعلان توبتهم عن جرائمهم التي ارتكبوها في حق مصر وشعبها، فيما جاء رد وزارة الداخلية المصرية سريعاً بأنه “لا صحة للادعاءات المغلوطة التى تحاول أن تُروج لها جماعة الإخوان الإرهابية، بشأن قيام عناصرها السجناء بتمرير رسائل لمؤسسات الدولة بدعوى المصالحة”.

مغازلة
ونوه اللواء نور الدين في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إلى أن الجماعة الإرهابية دأبت منذ إنشائها على أسلوب المراوغة والكذب، وكلما استشعرت ضعفاً لجأت إلى مغازلة الدولة والدعوة إلى الصلح والتراجع عن الأفكار والسلوكيات السامة التي يبثونها في المجتمع ليل نهار.

ولا يجد أبناء التنظيم حرجاً في استخدام الأكاذيب للوصول إلى الهدف، لأنهم يؤصلون هذه التصرفات من أدبيات داخلية متوارثة لديهم باستخدام أسلوب “التقية”، الذي يعني إعلان المهادنة في وقت الضعف على أن يتم التحول إلى النقيض في وقت القوة.

تاريخ ملوث
“التوبة وقت العجز”.. شعار يرفعه الإخوان والجماعات المنبثقة منهم بحسب نور الدين، ذلك بأنهم وعقب محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر عام 1954 بمحافظة الإسكندرية بمنطقة المنشية.

وعقب إلقاء القبض عليهم أعلنوا توبتهم وتبرؤهم من كافة الأعمال، ثم انغمسوا لسنوات في الظل وحاولوا في عام 1966 إغراق القناطر الخيرية، ما دعا لإعادة إلقاء القبض عليهم مجدداً، ليطلق سراحهم بعد ذلك في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمواءمات سياسية استغلوها ضده وقتلوه.

وفي تسعينيات القرن الماضي، أعلن عدد من عناصر الجماعة الإرهابية التوبة، وإطلاق مراجعات تبرؤوا فيها من جرائمهم السابقة في حق الوطن والمواطنين، وانخرطوا لسنوات في الشارع المصري، ثم استأنفوا أنشطتهم الإجرامية الإرهابية في حق الشرطة والجيش وأبناء الشعب عقب الإطاحة برئيسهم المعزول محمد مرسي في ثورة الشعب المصري في 2013.

لا تصالح
وأكد القيادي الأمني المصري الأسبق أن أمر التصالح على دماء الشهداء “مرفوض” ولو أنفقوا ما في الأرض جميعاً، وشدد على أن أعضاء التنظيم الإرهابي استنفدوا كل ما لديهم من رصيد توبة زائفة وبات الصغير والكبير يعرفون ألاعيبهم القذرة المتكررة.

من جانبه قال أمين عام الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف والتشدد الديني صبرة القاسمي، لـ”العين الإخبارية” إن الرسائل الإخوانية للتصالح منتشرة بشكل ممنهج عبر منصات تواصل الاجتماعي، ويقودها فريق إسطنبول بتركيا الذي يعمد من آن لآخر إلى ترويج أكاذيب حول مصر، ويحاول أن يجس نبض الشارع وإحداث نوع من الحراك لتحقيق أهداف خبيثة.

ويعتبر القاسمي، أن الشعب المصري بأكمله وليس الدولة المصرية ممثلة في الحكومة هي من ترفض الصلح مع الإخوان، لا سيما وأنه لا يزال في ذاكرة الشعب المصري سقوط شهداء من الجيش والشرطة والمدنيين على يد تلك الجماعات المسلحة لسنوات متتالية دون أي ذنب اقترفوه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى