تقرير خاص | غروندبيرغ في عدن.. هل ينجح في حلحلة الأزمة اليمنية؟

عدن24 | تقرير خاص

وصل اليوم إلى العاصمة عدن، المبعوث الأممي إلى اليمن، السويدي غروندبيرغ، في إطار جولة مكوكية يلتقي خلالها مختلف الأطراف السياسية في اليمن.
ورحب المجلس الانتقالي الجنوبي، عبر متحدثه الرسمي، الاستاذ علي الكثيري، بزيارة المبعوث الأممي إلى العاصمة عدن.
وقال الكثيري في تغريدة له: نرحب بقدوم السيد هانز غروندبيرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن وزيارته للعاصمة عدن، مؤكدين حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على دعم جهوده لتحقيق السلام العادل والشامل.
ودعا جميع الأطراف إلى التعاطي الإيجابي مع جهوده الرامية الى وقف الحرب، مشددين على ان السلام يجب ان يكون خيارا حقيقيا وقرارا جادّا وغير مشروط.

كما التقى جودنبيرج خلال الزيار رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي.
وخلال اللقاء رحب الرئيس الزبيدي بوصول المبعوث الأممي والوفد المرافق له الى العاصمة عدن، مؤكداً دعم المجلس لهذه الخطوة، وتقديمه كافة التسهيلات اللازمة لنجاح زيارته الى عدن، مؤكداً على ان عدن هي حاضرة السلام، وان المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب الجنوب حريصون على إنجاح جهود السلام في بلادنا.
وقدم الزبيدي القائد خلال اللقاء شرح مفصل حول الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب في البلاد، والجهود التي يبذلها المجلس تجاه معالجة هذا الوضع ومواجهته، مؤكداً على إن المجلس حريص على دعم العمل الحكومي لتحسين الأوضاع، وانه يشارك في الحكومة بهدف تأمين مصالح الشعب، وتحدث الرئيس عن الجهود والتسهيلات التي قدمها المجلس الانتقالي لتيسير وصول الحكومة وممارستها لمهامها، بما في ذلك تفعيل مؤسسات الدولة، وتقديم الخدمات العامة، وضرورة انتشال الوضع الاقتصادي والإنساني كأولوية قصوى.
كما أكد على دعم المجلس جهود المبعوث الخاص للأمين العام في كل الخطوات التي من شأنها الوصول إلى بدء عملية سياسية شاملة.
من جانبه، أكد مبعوث الأمين العام سعادة هانز غروندبيرغ على ضرورة مشاركة المجلس الانتقالي في العملية السياسية الشاملة من خلال الترتيبات المتفق عليها، مؤكداً على أهمية وسرعة تشكيل الوفد التفاوضي المشترك.
وفي ذات السياق التقى جودنبيرج رئيس وزراء حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب معين عبدالملك، في مقر اقامته بقصر معاشيق.
وأكد الطرفان على أهمية الوصول إلى حل مستدام للأزمة في اليمن، بما يخفف الاعباء التي تثقل كاهل المواطنين.

ويمضي المبعوثي الأممي رحلته المكوكية وسط جملة من التعقيدات في ملف الأزمة اليمنية.
ولعل مايعقد الأزمة هو اختلاف المشاريع لجميع الاطراف السياسية في البلاد.
في الجنوب يبحث المجلس الانتقالي عن استعادة الدولة الجنوبية، ماقبل عام تسعين، وتؤكد خطاباته السياسية على رفضه لأي حلول تستنقص من حق الجنوبيين في استعادة دولتهم.
وفي الشمال حيث تسيطر جماعة الحوثي، تعمل الجماعة ومنذ اكثر من سبع سنوات على بناء وإعادة بناء مداميك دولة الإمامة، وعلى حوثنة الوضائف وتغيير المناهج بما يساعدها على تحقيق هدفها.
وفي المقابل تسعى جماعة الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” المسيطرة والمتحكمة بقرار الشرعية على محاولة فرض سيطرتها ونفوذها على الجنوب الغني بالثروات، بعد أن عجزت في مواجهة جماعة الحوثي شمالا.
ويرى مراقبون أن مهمة المبعوث الأممي ليست بالسهلة، وخاصة مع تقدم جماعة الحوثي في بعض مناطق محافظة شبوة والبيضاء وأبين.
ويقول المراقبون أن على السيد غروندبيرغ الاستفادة من اخطاء سلفه، وتغيير سياسة التعامل مع أطراف الأزمة بمايقرب من الوصول إلى حلول تنهي هذه الحرب.
وتأتي زيارة المبعوث الأممي إلى العاصمة عدن، بالتزامن مع التحذير الذي اطلقته الامم المتحدة حول اقتراب البلادة من مجاعة وشيكة بسبب الحرب، وارتفاع الاسعار وانقطاع الرواتب، وانهيار العملة المحلية، حيث وصل سعر الريال إلى 1200 مقابل الدولار، فيما وصل أمام الريال السعودي إلى 310.
 ويسأل متابعون هل تكون زيارة السيد غروندبيرغ إلى العاصمة عدن، بداية لحلحلة الأزمة اليمنية.. أم يفشل في ذلك ويتبع سلفه السابق.
الجدير بالذكر أن اليمن علاقتها مع مبعوثي الأمم المتحدة ليست ايجابية، فجميع من أوفدتهم الأمم المتحدة إلى اليمن فشلوا في مهاتهم، وعلى رأسهم الأخضر الابراهيمي، الذي كان مبعوثا لحرب 1994م التي اجتاح بها الشمال الجنوب، وفي هذه الأزمة التي بدأت بعد ثورة الشباب 2011م وعقب سيطرت الحوثيون على البلاد بالقوة العسكرية، تعاقب على ملف الأزمة أربعة مبعوثين، كان أولهم السيد جمال بن عمر، ثم لحقه السيد ولد الشيخ أحمد، وتبعه المبعوث البريطاني السيد جريفيت، وجميعهم فشلوا في مهماتهم، والان الدور على المبعوث الرابع، السيد غروندبيرغ، فهل يكسر قاعدة الفشل وينجح في مهمته..؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى