تقرير خاص | تكلفة الحرب.. مجاعة وانهيار عملة

عدن24 | تقرير خاص

للحروب تكلفتها، سوى على الفرد أو المجتمع أو الدولة بأكملها، وفي اليمن التي تقترب من عامها الثامن بتوقيت الحروب، كان للحرب والتي مازالات تجثم على صدور المواطنين، كلفتها الباهظة.

لاتقتصر أضرار الحرب في اليمن على ماتدمر في البنية وعلى ماتهجرت من أسر، بل شملت جميع مناحي الحياة.

ولعل أخطر مافي حرب اليمن هي المجاعة التي تهدد الجميع، كما يشكل انهيار العملة وجها آخر لتكلفة الحرب.

في العاصمة عدن، يعيش الحاج محمد وأسرته في بيت للإيجار تكلفته الشهرية 100 ألف ريال، وليس له دخل ثابت، فيما ابنه الأكبر غير قادر على الشغل بسبب إصابة تعرض لها في حادث مروري.

ويشكو الحاج محمد، من الارتفاع الجنوني للمواد الأساسية، بحيث يؤكد أن الدخل البسيط لا يساوي شيئا امام ارتفاع الأسعار وانهيار العملة، مطالبا دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية القيام بدورها الإنساني تجاه الشعب اليمني وانقاذهم من مجاعة محققة ستفتك بهم.

ووصل سعر الريال اليمني في مناطق سيطرت الشرعية الان الى 310 مقابل الريال السعودي، فيما فاق الألف أمام الدولار.

ويأتي هذا الانهيار في العملة وسط انقطاع الرواتب، وارتفاع حاد في الأسعار.

وعلى الرغم من الاستقرار النسبي للعملة المحلية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، إلا أن الحالة المعيشية صعبة وكارثية جدا هناك، حيث وصل بكثير من الأسر إلى أكل أرواق الشجر، وبالذات في محافظة حجة، كما ضربت المجاعة مناطق تهامة في الحديدة غرب البلاد، وتلك مناطق تحت سيطرت “الحوثيون”.

ويشكل انقطاع الرواتب عبئا آخر يثكل كاهل المواطنين، ففي مناطق سيطرة الحوثي، أصبح الحديث عن الراتب من المحرمات، ووصف من يطالب بالرواتب بأنه عميل مع “العدوان” حسب الإعلام الحوثي، وفي مناطق سيطرت الشرعية فالحال لايختلف كثيرا، فلا رواتب صرفت ولا حياة تيسرت.

ويلقي مراقبون اللوم على الشرعية ومليشيا الحوثي والتحالف فيما آلت إليه الأوضاع في البلاد.

كما مثلت السياسات الخاطئة التي انتهجها البنك المركزي دورا محوريا في انهيار العملة المحلية.

ويقول المراقبون أن محلات الصرافة أصبحت هي المتحكمة في سوق العملة، وسحبت البساط من تحت اقدام البنك، فيما تتهم أطراف أخرى قيادة البنك بالعمل لصالح جماعة الحوثي.

ويذكر أن أسعار الصرف في مناطق سيطرت الحوثيون تشكل حالة أفضل نسبيا، مقارنة بمناطق سيطرت الشرعية.

وحذرت الأمم المتحدة من انهيار وشيك للاقتصاد اليمني، حيث قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي، إن “الاقتصاد اليمني على وشك الانهيار الكامل بشكل كامل، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويقترب خمسة ملايين شخص من المجاعة.

وأضاف: “يتم تداول الريال اليمني الآن بأكثر من 1100 مقابل الدولار في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا”.

وأوضح دوجاريك، إن هذا الانهيار القياسي للعملة المحلية يساهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية في بلد يعاني أكثر من نصف سكانه من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يقترب خمسة ملايين شخص من المجاعة.

ومن المزمع عقد مؤتمر دولي رفيع المستوى للمانحين لمساعدة اليمن في الخروج من الأزمة وتلافي الانهيار الوشيك.

في الجنوب يتهم المجلس الانتقالي الجنوبي، الشرعية بالتنصل عن مسئولياتها تجاه المواطنين.

ويؤكد الانتقالي الشرعية تنصلت عن ماتم الاتفاق عليه في اتفاق الرياض، محملا أياها سبب ما آلت إليه الأوضاع في البلاد من تردي في الاقتصاد وشبح المجاعة التي تهدد المواطنين.

ويرى مختصون أن القادم سيكون أسوأ من الوضع الان، مالم يكن هناك تدخل فعلي من المجتمع الدولي، لوضح حد وحل للأزمة اليمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى