تصعيد حوثي يسبق زيارة المبعوث الأممي الجديد إلى الرياض ومسقط

عدن24|متابعات

قابل الحوثيون رسالة هانس غروندبرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، بالتجاهل بعد ثلاثة أيام من تعهده بالعمل على إحلال السلام، مقابل ترحيب الحكومة الشرعية والتعبير عن رغبتها في التعاون البناء، داعية المجتمع الدولي لوضع حد لتعنت الحوثيين.

وكان غروندبرغ قد وجّه رسالته الأولى إلى اليمنيين الأحد الماضي بعد استلام مهامه خلفا للمبعوث السابق مارتن غريفيث، عبّر فيها عن تطلعه إلى التفاعل مع النظراء اليمنيين والإقليميين والدوليين.

ورحبت الحكومة اليمنية برسالة غروندبرغ على لسان وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، مؤكدا رغبة حكومة بلاده في التعاون البناء مع غروندبرغ. ومشددا على ضرورة “قيام المجتمع الدولي بإجراءات صارمة لوضع حد لتعنت الميليشيات الحوثية ورفضها لكافة الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام”.

ولم يصدر عن الحوثيين موقف معلن بشأن مهمة المبعوث الأممي الجديد. غير أن غالبية القراءات السياسية ترى أن الحوثيين قد ردوا بطريقتهم عندما أطلقوا صواريخ بالستية وطائرات مسيرة على الأراضي السعودية في وقت كان المبعوث الأممي يعبر فيه عن ثقته في جمع الأطراف اليمنية في عملية السلام.

ويترقب أن يقوم غروندبرغ بزيارة إلى الرياض ومسقط خلال الأسبوع الحالي لإجراء لقاءات مع طرفي النزاع اليمني، قبل تقديم إحاطته الأولى أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي في العاشر من سبتمبر.

وبدأ نشاط المبعوث الأممي بلقاء الشيخة موزة بنت ناصر آل ثاني السفيرة القطرية في السويد، الثلاثاء في إشارة إلى دور قطري جديد معلن في الملف اليمني.

ولم يكشف المسؤولان عن طبيعة الاجتماع بقدر الإشارة إلى بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وكانت قطر عضوا في التحالف العربي الذي قادته السعودية في اليمن، إلا أنها انسحبت لاحقا أثر الخلافات مع الرياض في الأزمة الخليجية التي تم الاتفاق على حلها في قمة العلا الخليجية مطلع العام الحالي.

وتقوم الدوحة بحراك دبلوماسي نشط منذ وصول الرئيس الأميركي جو بادين إلى البيت الأبيض، لتقديم نفسها كـ”وسيط محايد”، وأن واشنطن أوكلت لها دور البوابة الخلفية لحل أزمة اليمنية.

وتحاشت الدوحة خلال الفترة الماضية إظهار أيّ علاقة مباشرة بينها وبين الحوثيين، واكتفت بدعمهم عن طريق توفير حاضنة سياسية إقليمية وقناة تواصل دولي لهم في العاصمة العمانية مسقط.

وكان الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني المشرف على الملف اليمني، قد التقى الاثنين السفير اليمني في مسقط خالد بن صالح بن شطيف.

وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن اللقاء استعرض العلاقة بين البلدين، وتبادل الأحاديث بشأن مجالات التعاون المشتركة، من دون الإشارة إلى الوساطة التي تقوم بها مسقط في الملف اليمني.

إلا أن السفير بن شطيف أثنى على جهود السلطنة الحثيثة لحل الأزمة اليمنية ودعمها الرامي إلى تحقيق السلام.

ويترقب أن يلتقي المبعوث الأممي في مسقط مع محمد عبدالسلام الناطق باسم الحوثيين المقيم في سلطنة عمان، بعد زيارته للرياض مقر إقامة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

ولم يكشف غروندبرغ عن خططه المرتقبة لإحلال السلام بين الفرقاء اليمنيين، إلا أن التوقعات تشير إلى أنه سيواصل دعم مبادرة سلفه غريفيث التي لم تتكلل بالنجاح بسبب تعنت الحوثيين.

‎ويشهد اليمن منذ سبعة أعوام حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف العربي في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.

ويواصل الحوثيون هجماتهم منذ مطلع الأسبوع الحالي على محافظة مأرب من محاور متعددة لاجتياحها لتكون ورقة ضغط قبل الدخول في مفاوضات السلام، بالتزامن مع استئناف الهجمات الصاروخية في العمق السعودي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى